انتحاريتان شيشانيتان تفجران نفسيهما في حفل موسيقي بموسكو وتخلفان 30 قتيلا وأكثر من 40 جريحا

TT

فيما كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعقد اجتماعه في الكرملين مع رئيس حكومته ووزراء الدفاع والداخلية معلنا بنبرة غير خالية من الارتياح عن تحديد الخامس من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل موعداً للانتخابات الرئاسية في الشيشان، بدأت امس العمليات الانتحارية تتوالى في ضاحية توشينو شمال غربي العاصمة الروسية مخلفة نحو ثلاثين قتيلاً واكثر من 40 جريحاً.

وقالت مصادر وزارة الداخلية الروسية ان عدد ضحايا الانفجارات بلغ نحو ثلاثين قتيلا وجرح اكثر من 40 من رواد الحفل الموسيقي الذي كان قد بدأ في الساحة المتاخمة لمطار تدريبي. وأوضحت المصادر ان قوات الامن حاولت احتجاز فتاتين كانتا تريدان التسلل الى داخل الساحة، الا انهما بادرتا بتفجير العبوات الناسفة التي كانت تحيط بخصريهما، مما اسفر عن وقوع الكثير من القتلى ممن كانوا على مقربة من شبابيك حجز التذاكر.

وفور وقوع العمليات الانتحارية بدئ باجلاء الاشخاص الذين حضروا للحفل الموسيفي، وقدر عددهم بما بين 20 ألفاً الى 30 ألف شخص. وقالت مصادر الكرملين ان الرئيس بوتين أحيط علما بهذه الانفجارات فور وقوعها، اذ بدأ المسؤولون في اجهزة الاستخبارات والأمن والداخلية ينقلون اليه تطورات الموقف أولا بأول.

وربط وزير الداخلية الروسي بوريس غريزلوف تفجيرات امس في موسكو بالعمليات العسكرية في الشيشان، مشيرا الى ان احدى الانتحاريتين كانت تحمل جواز سفر شيشانيا. وقال غريزلوف الذي كان يتحدث في مكان التفجيرات في مطار توشينو في ضاحية موسكو، ان هذه الهجمات مرتبطة بالانتخابات الرئاسية التي تريدها موسكو ان تكون عنصرا لتطبيع الوضع في الشيشان، مضيفاً ان الرئيس بوتين «وقع اليوم (امس) مرسوما حول الانتخابات في الشيشان وقد تكون هذه الاعتداءات مرتبطة بهذا الحدث».

وتزامنت تفجيرات امس في موسكو مع أنباء وردت من الشيشان وافادت ان ستة جنود روس اصيبوا في منطقة اتشخوي ـ مارتان شرق الجمهورية القوقازية اثر اصطدام المدرعة التي كانوا يستقلونها بلغم زرعه المقاتلون علي مقربة من بلدة شام يورت الى جانب مقتل مدير احدى المؤسسات التعليمية في بلدة كالينوفسكايا على أيدي مجهولين امطروه بوابل من النيران داخل مكتبه.

ورغم تصاعد نشاط المقاتلين في الفترة الاخيرة داخل الاراضي الشيشانية، فان ما شهدته موسكو امس يسجل تطورا جديدا ثمة من يعتبره استئنافا للعملية التي استهدفت «مسرح دوبروفكا» في اكتوبر الماضي والتي راح ضحيتها اكثر من 130 قتيلا وعشرات الجرحى في اكبر عملية نفذها المقاتلون الشيشان في العاصمة الروسية بعد انفجارات المساكن عام 1999.

ووقعت العمليات التي نفذتها الانتحاريتان امس في موسكو، في اطار التهديد الذي سبق ان قدمه زعيم الحرب الشيشاني شامل باساييف في اعقاب عملية «مسرح دوبروفكا» حول تشكيل فرق للارامل الانتحاريات الشيشانيات اللاتي قيل حينها ان عددهن يبلغ 36 امرأة. وقد اكدت صدق تهديد باساييف كذلك، العملية التي نفذتها في الآونة الاخيرة احدى الفتيات الانتحاريات في اوستينيا الشمالية والتي استهدفت حافلة تقل عدداً من الطيارين. يشار ايضاً الى ان المصادر الروسية اعلنت قبل ايام قليلة ان عدد المقاتلين الشيشان لم يعد يتجاوز 1200 بينهم 300 من العناصر الاجنبية.

إلى ذلك، افادت وكالة الصحافة الفرنسية امس ان ثلاثة مسلحين في الشيشان خطفوا احد مراسليها مساء اول من امس في نزران بجمهورية انغوشيا في شمال القوقاز. وقالت ان علي استاميروف كان قد وصل للتو مع زميلين يعملان في اذاعة سفوبودا الاميركية ووكالة رويترز، الى محطة لتوزيع الوقود عندما هددهم ثلاثة رجال بلباس مموه باسلحة نارية وصادروا اجهزة هواتفهم الجوالة ودفعوا علي استاميروف الى سيارتهم وهي من نوع جيغولي (لادا) بيضاء اللون ولا تحمل لوحة تسجيل، قبل ان يفروا تاركين وراءهم الصحافيين الاثنين الآخرين في سبيلهما.

واضافت ان استاميروف الشيشاني الجنسية تلقى في الاشهر الاخيرة عددا من التهديدات المجهولة المصدر عبر الهاتف واضطر الى نقل مقر اقامته خوفا على سلامته الشخصية.