إعلان تأسيس منتدى عربي ـ يهودي في بريطانيا

TT

أفادت مصادر وثيقة الاطلاع بـ«المنتدى العربي ـ اليهودي» في بريطانيا الذي اعلن عن تأسيسه الخميس الماضي في لندن، ان وجهاء الجاليات العربية ومثقفيها قد تجاهلوا دعوة لحضور حفلة الاطلاق. وقالوا إن اليهود البريطانيين حضروا بقوة الحفلة التي أقيمت في مجلس العموم البريطاني كما قدموا تبرعات للمنتدى، وذلك خلافاً للحاضرين العرب. واشاروا الى أن الهدف الرئيسي من إنشاء هذا التجمع هو فتح باب الحوار بين مواطنين بريطانيين من اصول عربية ويهودية ودعم عملية السلام في الشرق الاوسط. وقد حظي المنتدى بدعم الحكومة البريطانية وشخصيات في مقدمتها المفوض الاوروبي للشؤون الخارجية رئيس حزب المحافظين الاسبق كريس باتن. واخذ عطا لله سعيد، وهو نائب رئيس المنتدى، على المثقفين ورجال الاعمال العرب تغيبهم عن حفلة الاطلاق. واضاف في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الأوسط» أمس « لقد ارسلنا دعوات لحوالي 150 من اصحاب الاسماء المعروفة من كتاب ورجال أعمال وإعلاميين عرب مقيمين في العاصمة البريطانية، بيد انهم لم يحضروا ولم يتكبدوا مشقة الاعتذار». وزاد ان سلوك هؤلاء العرب كان متناقضاً مع سلوك شخصيات يهودية بارزة ذكر منها اللورد مايكل ليفي، مبعوث رئيس الوزراء البريطاني الخاص الى الشرق الاوسط، الذي «ارسل اعتذاراً عن عدم تمكنه من المشاركة في الاطلاق، معرباً عن تأييده للفكرة وكلف احد مساعديه بالحضور نيابة عنه». ومن جانبها، اوضحت احلام اكرم عضو اللجنة التنفيذية للمنتدى، في مكالمة هاتفية مع «الشرق الأوسط» ان «عدداً من اليهود الذين حضروا الحفلة تبرعوا للمنتدى خلافاً للعرب الحاضرين الذين لم يقدم اي منهم تعريفة واحدة».

واشارت احلام أكرم الى ان اللجنة التنفيذية التي ستقود المنتدى مؤلفة من 14 عضواً نصفهم من العرب والنصف الآخر من اليهود. وإذ مثل الفلسطينيون الذين ضموا المفوض عفيف صافية، الغالبية العظمى بين الحضور العربي فهم ايضاً قد فازوا بحصة الاسد من التمثيل العربي في اللجنة التنفيذية. وقالت احلام أكرم إن الدكتور اسماعيل الجليلي (عراقي) بالاضافة الى الفلسطينيين الزميلة منى الغصين ورياض عبوشي ووليد كنيبي وعصام حرب وأحمد يونس هم اعضاء اللجنة العرب. وذهب منصب الرئاسة الى النائب العمالي كلايف سولي صاحب مبادرة إنشاء المنتدى، فقد اختير كل من سعيد وتوني كلوغ نائباً مشاركاً للرئيس. ويعتبر سولي، وهو رئيس سابق لهيئة حزبية ينتخبها النواب العماليون لتنقل وجهات نظرهم الى رئيس الوزراء توني بلير بصورة دورية، من البرلمانيين البريطانيين البارزين. اما سعيد، فهو رئيس «المجموعة العربية في حزب العمال» التي انشئت قبل فترة وجيزة، وزميله كلوغ استاذ جامعي ونائب لرئيس «مجلس الحوار الفلسطيني ـ اليهودي» في بريطانيا. وقالت احلام أكرم لـ«الشرق الأوسط» إنها لا تتردد في العمل الى جانب اليهود البريطانيين في سبيل السلام. واضافت «ليس عندي مشكلة في ذلك، فنحن هنا متساوون في الحقوق (كبريطانيين)». وزادت إن الخلاف بين الفلسطينيين واليهود «ليس عقائدياً بل هو خلاف على أرض وخلاف على الحقوق، ونحن نحاول (انتزاع) الاعتراف بحقوقنا». ولفتت الى ان «احد اهم اسباب النزاع هو غياب المساواة في الحقوق». واعتبرت ان لـ«المغتربين دوراً كبيراً في دعم عملية السلام»، معربة عن الامل في إمكان «التأثير على الآخرين في اوطاننا الاصلية (الدول العربية واسرائيل)». واشارت الى ان فكرة اقامة المنتدى انبثقت عن «اجتماع تأسيسي عقد في 24 سبتمبر (ايلول) 2002 حضره عدد من العرب واليهود البريطانيين وخرج منه سولي بالفكرة». واوضح سعيد من جهته أن هذا التجمع لن يحل النزاع العربي ـ الاسرائيلي، بل سيكون بمثابة قناة للتواصل والحوار الرامي الى تعزيز الجهود الرامية الى إحلال السلام في الشرق الاوسط. واعرب عن رأيه في وجوب «الجلوس مع عدوي الصهيوني كي اتفاهم معه وليس فقط مع من يؤيدني، فما الحاجة للحوار بمن يتفق معي في وجات النظر». وذكر انه قام بتعديل الكلمة التي القاها في حفلة الاطلاق مرات عدة نتيجة لان زملاء عرباً في اللجنة التنفيذية نصحوه بعدم الاشارة الى الحقوق الفلسطينية، معتبرين ان الوقت لم يحن بعد لطرح ذلك في المنتدى الحديث العهد. غير انه أفاد بان موضوع اللاجئين الفلسطينيين وحقوقهم سيطرح للنقاش، مؤكداً «نحن لا نمثل اي جهة ولا نتحدث باسم طرف (فلسطيني او اسرائيلي)».

وكشف سعيد عن أنه كان سباقاً الى اقتراح فكرة تأسيس المنتدى على سولي، الذي قال في كلمته إن اعضاء في دائرته الانتخابية اللندنية هم اقترحوا الامر عليه من دون ان يذكر الاسماء. ويُشار الى ان سعيد، الذي قال إنه طرح المشروع على سولي قبل حوالي اربع سنوات، يعيش في دائرة النائب العمالي الانتخابية. وأكد نائب رئيس المنتدى إنهم يخططون «لاجراء ندوات نقاش عدة، لم يحدد موعد أولها بعد بسبب موسم العطلة الحالي». وقال إن مؤتمراً تأسيسياً سيعقد في وقت لاحق من هذا العام بحضور المفوض الاوروبي كريس باتن ورسميين آخرين. وكان وزير الدولة للشؤون الخارجية بيل رامل، الذي القى كلمة شدد فيها على اهمية الحوار بين العرب واليهود البريطانيين بهدف دفع عجلة السلام الى الامام، أبرز المشاركين الرسميين في اللقاء. وبين الشخصيات اليهودية المعروفة التي حضرت ديفيد ترايزمان، وهو الامين العام لحزب العمال الحاكم، واللورد ستانلي كلينتون ـ ديفيز المفوض الاوروبي الاسبق، والبروفسور الاسرائيلي آفي شلايم المؤرخ واستاذ الدراسات الشرق الاوسطية في جامعة اكسفورد، والحاخام الاصلاحي ديفيد غولدبرغ، والنائب العمالي البارز جيرالد كوفمان. وبينما يعتبر كوفمان وشلايم من ابرز الشخصيات اليهودية المنادية بإنصاف الفلسطينيين وإنهاء الاحتلال، فإن انصار اللوبي الاسرائيلي الذين يميلون الى التشدد لم يتغيبوا عن الحفلة. وكان بين مؤيدي تل ابيب المتحمسين، الذين شاركوا في اللقاء، النائبة العمالية لويز إيلمان والاكاديمي ديفيد سيزراني. وحضر من الجانب البريطاني النائبة العمالية فيليس ستاركي، وهي رئيسة سابقة لاصدقاء البرلمانيين الفلسطينيين في مجلس العموم البريطاني لكنها تعمل منذ سنتين سكرتيرة برلمانية لوزيري دولة للشؤون الخارجية. وكان في الحفلة ايضاً النائب العمالي ريتشارد بيرتون، الذي تسلم رئاسة المجموعة البرلمانية خلفاً لستاركي.