أزمة بين أنقرة وواشنطن إثر اعتقال القوات الأميركية 11 عسكريا تركيا في كردستان العراق بشبهة التخطيط لاغتيال محافظ كركوك الكردي

مائة جندي أميركي داهموا مقرا للقوة التركية بالسليمانية ورئيس الوزراء التركي وصف التصرف بـ«البشع»

TT

اعتقلت القوات الأميركية اول من امس 11 عسكريا تركيا اشتبهت في انهم يخططون لاعتداء على محافظ كردي في شمال العراق، حسبما افادت تقارير في أنقرة امس. وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في تصريح نقلته وكالة انباء الاناضول «انه حادث مثير للنفور كان يجب ان لا يحصل.

واكد رئيس الحكومة التركية كما اوردت الوكالة انه طلب من واشنطن الافراج فورا عن الضباط الثلاثة وضباط الصف الثمانية الذين اوقفوا في السليمانية معقل الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني. وافادت صحيفة «حريت» الصادرة امس ان مائة جندي أميركي اقتحموا بعد ظهر أول من امس مكتب القوات الخاصة التركية وقطعوا خط الهاتف واقتادوا العسكريين الـ11 الى مدينة كركوك مع ستة من الموظفين. وقالت الصحيفة ان الأميركيين قاموا بهذه الاعتقالات بحجة ان «بعض الاتراك كانوا يستعدون لارتكاب اعتداء ضد محافظ كركوك».

ونقلت وكالة الاناضول عن اردوغان قوله «لا يمكن السكوت على ذلك»، وانه دان «تصرفا لا يليق ببلدين حليفين في الائتلاف».

واعلن رئيس الوزراء التركي ان وزير الخارجية عبد الله غول اتصل هاتفيا بنظيره الاميركي كولن باول الذي قال له ان الجنود الأتراك «في أمان» وانه «سيبذل كل ما في وسعه للافراج عنهم» وتابع «انهم يتحدثون عن حادث في بلدية كركوك. لا يمكن ان يلقى مثل هذا الامر قبولا او ينظر اليه بايجابية. انه حادث بشع تماما انه شيء كان يجب الا يحدث». ولم يكن بوسع متحدثين في وزارتي الخارجية والدفاع الأميركيتين التعليق على الحادث.

من جهته وصف مساعد رئيس اركان الجيش يشار بويوكانيت «الوضع بانه خطير جدا» بين الحليفين كما افادت صحيفة «حريت». وتوترت العلاقات بين أنقرة وواشنطن مع بداية النزاع العراقي بسبب رفض تركيا السماح للجيش الأميركي فتح جبهة في شمال العراق انطلاقا من اراضيها. كما اختلف الحليفان في الحلف الاطلسي ايضا بشأن الوجود العسكري التركي شمال العراق ومشاركة القوات الكردية في المؤسسات الجديدة التي اقيمت بعد سقوط نظام صدام حسين.

وعارضت تركيا ان توضع مدينتا الموصل وكركوك تحت سيطرة الفصائل الكردية التي تشتبه في انها تسعى الى اعلان استقلالها الامر الذي قد يشجع حركة التمرد الكردية في تركيا ويهمش التركمان الذين يعيشون في شمال العراق والحلفاء لأنقرة. وبعد نهاية الحرب بقليل اعترض الأميركيون عسكريين أتراكا ـ كانوا منذ فترة طويلة في شمال العراق- وقالوا انهم كانوا يحملون شحنة من الاسلحة كانت على ما يبدو مخصصة للتركمان المحليين. وما زال هناك بضعة الاف من القوات التركية بشمال العراق لتعقب المقاتلين الأكراد الأتراك الذين شنوا حملة انفصالية عن تركيا في جنوب شرقي البلاد خلال الثمانينات والتسعينات. وذكرت الصحف الاسبوع الماضي ان الولايات المتحدة طلبت من تركيا ان ترسل قوة قوامها 1500 رجل للمساهمة في ارساء السلام في العراق.

واكدت المحطة التلفزيونية ان هذه "الازمة" تعبير عن "انزعاج" اميركي لوجود العسكريين الاتراك في المنطقة ويبدو ان واشنطن عبرت عنه للزعيمين الكرديين العراقيين جلال طالباني ومسعود بارزاني. واعتبرت المحطة على موقعها ان واشنطن "ترغب في ان تغلق تركيا مكاتب اعلام التابعة لقواتها الخاصة في كبرى المدن مثل اربيل ودهوك والسليمانية وان تسحب عناصر قواتها الخاصة". وذكرت "ان. تي. في" ان 23 شخصا اعتقلوا في المجموع بينهم موظفون محليون وبيشمركة (مقاتلون اكراد). ونقلت المحطة عن مسوؤل في حزب العدالة والتنمية الحاكم قوله ان انقرة تلقت تعهدات بالافراج عن العسكريين صباح امس "ولكن لم يفرج عنهم". واعلن اردوغان ظهر اليوم انه ارسل وفدا الى السليمانية موضحا انه كان ينتظر نتيجة قبل مساء امس ، كما افادت وكالة الاناضول.