الشارع العراقي يرى في التسجيل الصوتي المنسوب لصدام محاولة «لخلط الأوراق»

TT

تباينت ردود افعال العراقيين حول التسجيل الصوتي الاخير المنسوب للرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وما ورد فيه. ورغم ان العراقيين مشغولون بهومهم الحياتية الصعبة، الا انهم رأوا في التسجيل الصوتي، محاولة من صدام حسين لخلط الاوراق وركب موجة المقاومة المتصاعدة.

وما بين مشكك وغير مكترث فان الانطباع السائد هنا ان دعوة صدام حسين للمقاومة والتستر على مقاومي الاحتلال هو مجرد تبرير لانهيار النظام السابق في التاسع من أبريل (نيسان) الماضي، فيما يعتقد آخرون ان ما ورد في التسجيل لن يغير من حقائق الميدان، ومؤكدين ان توقيت بث التسجيل الصوتي يندرج في اطار سعي صدام واعوانه لاعادة تنظيم صفوفهم المبعثرة.

اما آخرون فقد عبروا عن استغرابهم لما ورد في خطاب صدام لأن هؤلاء كانوا يتوقعون ان يكشف رئيسهم المخلوع اسرار وخفايا سقوط بغداد بهذه الطريقة المهينة، بعدما توعد ان ينتحر على اسوارها كل من يحاول احتلالها.

ويعتقد محللون ان توقيت بث التسجيل الصوتي للرئيس العراقي المخلوع ليس له علاقة بذكرى يوم الاستقلال الأميركي التي صادفت نفس اليوم او ردا على تخصيص الادارة الأميركية 25 مليون دولار لكل من يساعد على القاء القبض على صدام.

يذكر ان ناشطين وزعوا منشورات في عدة احياء من بغداد اخيرا يعلنون فيها مسؤوليتهم عن عمليات المقاومة، مع تحميل صدام حسين مسؤولية ما حدث للعراق. واذا كان انطباع الشارع العراقي وردود افعاله بهذه الطريقة، فان رد فعل القوات الأميركية كان بتكثيف الدوريات وانتشار الجنود في ساحات وشوارع ومدن العاصمة التي حولت بغداد الى ثكنة عسكرية، رغم تشكيك الادارة الأميركية بصدقية التسجيل الذي بثته الجزيرة للرئيس العراقي المخلوع.

وعلمت «الشرق الأوسط» ان الشريط الذي تضمن خطاب الرئيس المخلوع صدام حسين كان قد وصل الى الجزيرة قبل ايام من بثه. وتوقع مصدر مطلع ان يكون الشريط المذكور قد عثر عليه أحد العاملين في مكتب قناة «الجزيرة» ببغداد مرميا عند مدخله ولفت انتباهه الوان الخط المثبت على الشريط المذكور.