اليونسكو : التراث العراقي في وضع كارثي

TT

بغداد ـ أ.ف.ب: اكدت بعثة تابعة لمنظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) زارت العراق في الاونة الاخيرة ان وضع المواقع الاثرية والمتاحف والمكتبات التي نهب بعضها ودمر بعضها الاخر في هذه البلاد، «كارثي». ودعا منير بوشناقي المدير العام المساعد للثقافة في اليونسكو في مؤتمر صحافي امس الى «تحرك عاجل جدا» لان «التراث بمجمله في خطر».

وبحسب بعثة اليونسكو المؤلفة من تسعة اشخاص، بينهم ممثل للشرطة الدولية «انتربول»، التي زارت البصرة (جنوب) واربيل (شمال) لانجاز مهمة بعثة اولى لليونسكو كانت قد زارت بغداد بين 16 و20 مايو (ايار) فان «اغلب المواقع الاثرية غير محمية». وقال بوشناقي «هناك عشرات اللصوص واكتشفنا بانفسنا في موقعين عمليات حفر غير شرعية واسعة». واضاف «لقد هالنا حجم التخريب على نطاق واسع» في العراق باستثناء اربيل، مشيرا الى ان «انتربول انضمت الى هذه المهمة لان لدينا اتفاقا لمكافحة الاتجار غير المشروع» بالآثار.

وقال انه في موقع «ايسن» على بعد 200 كلم جنوب شرق بغداد في المنطقة السومرية «هناك مئات الحفر ويتجه الموقع نحو التدمير الكامل» مضيفا انه في موقع «نيبور» على بعد بضعة كيلومترات الى الشمال «هناك ايضا عمليات حفر غير قانونية والموقع غير محمٍ». والاستثناء في هذا المجال هو موقع «ارك» في المنطقة نفسها حيث تولى المسؤولون المحليون الموقع «القابل» للادراج ضمن لائحة التراث العالمي و«الحضر» قرب الموصل اول موقع عراقي يدرج في لائحة التراث العالمي.

اما «اشور» في الشمال والذي ادرج حديثا على هذه اللائحة فانه لا يزال يتهدده الخطر بسبب مشروع سد.

ويرى انغولف تيوسان الخبير الدنماركي «ان من مسؤولية التحالف حماية هذه المواقع». وتحمي القوات الاميركية موقعي كيش واور جنوب العراق بحسب مسؤولين في اليونسكو. كما انها تحمي ايضا موقع نمرود قرب الموصل (شمال) وبابل جنوب بغداد.

وستكون هذه المسألة موضوع اجتماعات في الايام المقبلة مع قوات التحالف على ما افاد بيترو كوردوني المستشار الخاص المكلف بالثقافة في ادارة التحالف في العراق. وقال منير بوشناقي «لقد فوجئنا وحزنا لمستوى تدهور المباني التاريخية والمواقع الاثرية في وسط البصرة وفي الموصل واربيل». وفي البصرة تقيم احدى العائلات في المتحف في حين تم نهب المكتبات وحرقها. في المقابل استعادت مكتبة الموصل كل كتبها تقريبا ولا ينقص منها الا حوالي 10 في المائة. من جهة اخرى لا يوجد مسح عام للتراث العراقي. ويشير المسؤول في اليونسكو على سبيل المثال الى ارسال خمسة الاف قطعة من بغداد الى الموصل لحمايتها من الحرب. وقال «نحن لا نعرف شيئا عن مصيرها ولا نعرف حتى ما تحويه». وقررت اليونسكو تنظيم اجتماعين احدهما في باريس في 16 يوليو (تموز) والثاني في طوكيو في الاول والثاني من اغسطس (آب) لاعداد خطة عمل من اجل حماية تراث العراق.