صباح الأحمد يقدم استقالته اليوم وتوقع تكليفه بتشكيل الحكومة بالأصالة

TT

سيقدم الشيخ صباح الأحمد الرئيس الفعلي لمجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي استقالته اليوم إلى الشيخ جابر الأحمد أمير الكويت الذي من المتوقع أن يوكل مهمة تشكيل الحكومة الجديدة إلى الشيخ صباح الأحمد بعد حسم قضية فصل ولاية العهد عن رئاسة مجلس الوزراء ليلة الخميس الماضي في الاجتماع الثاني لمجلس حكماء أسرة الصباح. وكان الشيخ صباح الأحمد قد تولى مهمة رئيس الوزراء بصورة فعلية بسبب الظروف الصحية للشيخ سعد العبد الله ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء، غير أن الكويت بعد زوال كابوس صدام حسين، تدخل مرحلة جديدة كان لا بد من حسم قضية فصل ولاية العهد عن رئاسة الوزراء لتمكين الشيخ صباح الأحمد من تنفيذ مشروعه بتطوير آلية الحكم بسرعة أكثر، على حد قول نائب كويتي يتوقع فوزه في الانتخابات التي تجري اليوم (أمس السبت).

وحسب ما يتردد في أروقة الحكم فإن أسباب إسراع الأسرة في حسم الأمر عديدة وهناك موضوعان، كادا يتسببان في حصول أزمة حقيقية نجح الشيخ صباح الأحمد في تجاوزه، الأول بشأن ترقية أحد شبان الأسرة المالكة، والثاني بروتوكولي إلى حد ما، حول ضرورة ترؤس المباحثات الرسمية حين زيارة رؤساء الدول والحكومات الأجنبية للكويت، من قبل رئيس وزراء بالأصالة.

وخلال زيارة توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني، الأخيرة للكويت، حيث أجرى مباحثات في غاية الأهمية حول مستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين، برزت إشكالات حول وجود رأسين للسلطة التنفيذية بالكويت. وعلى أي حال فإن حكماء أسرة الصباح تمكنوا من إيجاد تسوية قانونية للمشكلة بالتزامن مع الانتخابات الجارية لمجلس الأمة التي من المتوقع تعزيزها موقع التيار الداعي لتطوير الديمقراطية الكويتية فيها، والإقبال الكبير على بعض الدوائر الانتخابية التي كان دعاة التغيير ورفع الظلم عن نصف المجتمع الكويتي أي النساء، بمنحهن حق الترشيح والتصويت، قد ترشحوا فيها من أمثال أحمد الربعي وعبد الله النيباري وأحمد المنيس وسعد طفلة العجمي، كان مؤشرا على نجاح القوى الليبرالية والوطنية في إيصال رسالتها إلى الناخب الكويتي.

وعودة إلى استقالة الحكومة والتشكيلة المتوقعة التي سيعلن عنها الشيخ صباح الأحمد في فترة لن تتجاوز عشرة أيام منذ يوم تكليفه من قبل الأمير، فإن بورصة التخمينات والمعلومات التي تؤكد مصادرها صحتها مائة في المائة، ساخنة جدا، وفي كل مركز تصويت يزوره المراقب، هناك قائمة من الوزراء الجدد والخارجين من الحكومة لدى الشخصيات الزائرة للمركز، أما الأسماء الأكثر ترددا لخلافة الشيخ صباح الأحمد بوزارة الخارجية، فهم الشيخ ناصر محمد الأحمد وزير الديوان الأميري والذي بدأ عمله السياسي بوزارة الخارجية حيث كان يتولى رئاسة البعثة الدبلوماسية الكويتية في طهران قبل الثورة لسنوات طويلة.

كما أن للشيخ ناصر محمد الأحمد معرفة واسعة بالشخصيات العالمية وكبار رجال الحكم كونه مرافقا لأمير الكويت وزيرا للديوان الأميري في السنوات الماضية، وهناك اسم الدكتور محمد الصباح وزير الدولة للشؤون الخارجية الذي يردده البعض كونه شابا ودبلوماسيا محترفا يستطيع تولي مسؤولية صعبة كرئاسة جهاز الدبلوماسية الكويتية، ووصف سفير أوروبي شرقي الشيخ أحمد فهد الأحمد وزير الإعلام ووزير النفط بالوكالة في الحكومة المستقيلة بالشخصية القادرة على مواصلة منهج الشيخ صباح الأحمد بوزارة الخارجية الكويتية كونه من أقرب أفراد الأسرة إلى عمه الشيخ صباح. ومن أسماء خارج الأسرة المالكة يتردد اسم الدكتور علي الطراح كمرشح أوفر حظاً لوزارة التعليم والتربية، وما من شك في أن النتائج النهائية للانتخابات ستعزز أو تقلل فرص توزير بعض المرشحين لتولي الحقائب الوزارية الرئيسية حسب قول أحد مرشحي دائرة الشويخ.