الكويتيون يختارون أعضاء برلمانهم في درجة حرارة بلغت 50 درجة مئوية وحراسة 6 آلاف رجل أمن

TT

اختار الناخبون الكويتيون (الذكور) على مدى 12 ساعة متواصلة امس 50 نائبا من بين 246 مرشحا خاضوا انتخابات مجلس الامة الكويتي في الدورة العاشرة. وشهدت ساعات المساء اقبالا شديدا، فاق اقتراع الفترة الصباحية التي اقتصرت على كبار السن. وزارت «الشرق الأوسط» عددا من مراكز الاقتراع خلال ساعات النهار، حيث تدنت اعداد الناخبين الذين منعتهم شدة الحر، وتجاوزت درجة الحرارة في الظل 50 درجة، الا ان ذلك كله لم يمنع المرشحين من الوقوف امام مراكز الاقتراع لاستقبال الناخبين في مسعى اخير لاستقطاب اصواتهم.

وقدم المرشحون خدمة متخصصة لكبار السن، مثل الكراسي المتحركة، وسيارات الاسعاف، كما قدمت وزارة الداخلية والعدل مجموعة من التسهيلات. ووضع المرشحون فى مقراتهم المؤقتة امام مراكز الاقتراع مراوح ومكيفات الماء لتبريد الاجواء، وانتشر حوالي 6 آلاف رجل امن لتنظيم سير العملية الانتخابية في مختلف اللجان. وتنوعت خيام المرشحين التي نصبت بين الفاخرة المجهزة باجهزة التكييف، ومطعم صغير لتقديم الوجبات الخفيفة والمشروبات الباردة، والخيام العادية التي خصصت للاستراحة فقط. وكان نشاط اعضاء اللجنة التابعة لجمعية الهلال الاحمر الكويتية واضحا، خشية تعرض الناخبين الى ضربة شمس نتيجة الوقوف ساعات طويله تحت اشعة الشمس الحارقة.

ودخلت التكنولوجيا كعامل مساعد في تسهيل عمل طواقم العاملين مع المرشحين الذين استعانوا باجهزة الحاسب الالي، للاستفادة منها في استرجاع المعلومات وادارة الحملة الانتخابية. وقالت وكالة الانباء الكويتية ان دخول هذه الاجهزة في الدائرة الاولى (الشرق) خفف عن كاهل العاملين في ادارة العملية الانتخابية عبء متابعة مؤيديهم، التي كانت تتم يدويا، كما منحت الشباب المتفوقين في استخدام هذه الاجهزة دورا واهمية اكبر في ادارة العملية الانتخابية. ولوحظ تغيب مندوبي المرشحين الذين لا يتمتعون بفرص الفوز بالانتخابات عن الوجود في اللجان الفرعية والاصلية. وتماشيا مع سعي الجهاز القضائي للحد من ظاهرة التصويت العلني، فقد اصطحب رئيس اللجنة بعض كبار السن الاميين المشاركين في العملية الانتخابية الى مكان منفصل، كل على حدة، للادلاء باصواتهم. يذكر ان قانون الانتخابات الكويتي يبطل ورقة الانتخاب اذا جهر الناخب بصوته امام اعضاء لجان الانتخاب. وطلب رئيس اللجنة في الدائرة الاولى من احد الناخبين نزع صورة احد المرشحين التي كان يضعها على صدره اثناء دخوله الى مقر اللجنة، بينما شهدت الدائرة الرابعة عشر (ابرق خيطان) حجز جنسية اثنين من الناخبين من قبل رئيس اللجنة الفرعي، بعد رفعهما اوراق الاقتراع امام مندوبي المرشحين، مما يعد اخلالا بلوائح سير العملية الانتخابية. ورغبة في توفير الخصوصية والراحة للناخبين استأجر احدالمرشحين مقهى يقع قبالة موقع الاقتراع طوال اليوم، لاستخدامه كمقر انتخابي وتقديم المشروبات مجانا للناخبين.

وطعن مرشح الدائرة الثامنة عشرة خميس فهد البذالي صباح امس بأسماء 681 ناخبا في الدائرة، وابلغ قاضي اللجنة الأصلية المستشار محمد جاسم بن ناجي ان هؤلاء من خارج أبناء الدائرة وارفق مع الطعن صور بطاقاتهم المدنية. واستمرت عملية الاقتراع رغم الطعن، وابلغ القاضي المرشح انه قد تم تسلم الطعن رسميا وسينظر به بعد انتهاء الانتخابات.

ويصل عدد الناخبين في الدائرة الثامنة عشرة التي تضم مناطق الصليبيخات والدوحة وغرناطة وامغرة الى 5788 ناخبا، وهم يشكلون 4.23 في المائة من عدد الناخبين، ويتنافس على مقاعد هذه الدائرة 11 مرشحا.

واعرب محافظ الفروانية الشيخ ابراهيم الدعيج الصباح عن شعوره بالاعتزاز والفخر لما تعيشه الكويت من حياة ديمقراطية دستورية منذ اكثر من 40 عاما. واضاف في تصريحات للصحافيين: «نحن نعيش حياة الشورى منذ تأسس هذا البلد الطيب، ولا يسعني الا ان احيي المواطنين الذين يؤدون واجبهم الوطني باختيار ممثليهم في مجلس الامة في هذا الطقس القاسي». وقال ايضا: «لقد فوجئت بالنسبة الكبيرة من المواطنين الذين ادلوا بأصواتهم على الرغم من ارتفاع درجة حرارة الجو». وذكر ان الهدف من زيارته لمراكز الاقتراع هو الاطمئنان الى راحة الناخبين، وسير العملية الانتخابية، بحيث يؤدي كل شخص دوره. وقال: «نحن نعيش في دولة قانون وامن وامان ودستور، وليس هناك ما يؤثر على هذه الامور، وليس هناك من يضغط على اي ناخب، فالكل يدلي بصوته بحرية كاملة، ونحن كحكومة ليس علينا الا حسن الادارة، ليفوز من يفوز، وسنبارك لمن يفوز بثقة المواطنين ونتعاون جميعا من اجل بناء الكويت». ووجه الدعيج رسالة الى «ممثلي الصحافة العربية والاجنبية، نود من خلالها ان يتفهموا مشاعر ووضع الشعب الكويتي الذي تعود على الحرية والديمقراطية والحوار، فالشعب الكويتي تعرض للعدوان من جاره وشقيقه عام 1990، وهناك في العالم العربي من لم يدرك هذه الفاجعة، واذا كان البعض تباكى على سقوط بغداد، فان الكويت كانت قد سقطت من جيش عربي شقيق قبل ان تسقط بغداد». وتساءل «الم تكن الكويت عاصمة عربية، وسقوطها من قبل دولة شقيقة اخزى وامر واصعب على النفس من سقوط بغداد». واعرب عن الامل بأن يتسم الاعلام العربي بالموضوعية مضيفا: «اذا كان البعض يعيب على الآخرين انهم يكيلون بمكيالين فبعض وسائل الاعلام العربية كانت تكيل بأربعة مكاييل». وتمنى ان «ينعم الشعب العراقي الشقيق بالحرية والديمقراطية، وان يشهد في القريب انتخابات برلمانية حرة».

من ناحيته قال محافظ حولي الفريق متقاعد عبد الحميد الحجي: «تشهد الكويت واحدا من اهم الاحداث التي يمكن ان تمر بها، وهي انتخابات مجلس الامة، والتي تؤكد من خلالها حرصها الدائم على تفعيل العملية الديمقراطية. واشار الحجي الى انه لمس من جميع المرشحين ومندوبيهم حرصهم الاكيد على اتمام هذا العرس الديمقراطي دون اي مشكلات تعكر صفوه. من جهتهم قال عدد من رؤساء اللجان في المقار الانتخابية ان هناك «اهمية للالتزام بالقواعد الموضوعة بشأن كيفية ادلاء الناخبين بأصواتهم واختيارهم لمرشحيهم». وقال رئيس اللجنة الاصلية في الدائرة السابعة (كيفان) المستشار علي المطيرات: «اللجان الانتخابية تشدد على قضية منع الادلاء بالصوت شفاهة للناخبين الاميين، اذ تم التأكد من ان الناخب الذي سيدلي بصوته شفاهة اي بصوت عال ستتخذ بحقه اجراءات قانونية اذا كان قد اقدم على ذلك بشكل متعمد». واشار الى ان اجراءات الاقتراع سارت بشكل جيد ولم تسجل اي مخالفة قانونية. من ناحيته ذكر رئيس اللجنة الفرعية في الدائرة الاولى (الشرق) المستشار جمال الشمري انه قد صدر تشريع تعديل على قانون الانتخاب يمنع على اساسه ادخال الهواتف النقالة الى مقر الاقتراع، وان التصويت العلني اصبح باطلا بحيث تبطل ورقة الناخب في حال قيامه بذلك. واضاف: «اذا امتنع الناخب عن الامتثال لامر القاضي فانه يتخذ اجراءاته من خلال محضر مستقل له، وهذا المحضر يرسل الى النائب العام».

وقال رئيس لجان الانتخابات فى الدائرة الثالثة عشرة (الرميثية) المستشار يوسف المطاوع ان عملية الاقتراع بالدائرة سارت بشكل منظم دون وجود اي مشكلات او احداث سلبية تؤثر فى العملية الانتخابية. وارجع ضعف الاقبال خلال الفترة الصباحية الى ارتفاع درجة الحرارة، مما دفع الكثيرين الى الانتظار للمساء للادلاء بأصواتهم، اضافة الى انشغال نسبة كبيرة من الناخبين بأعمالهم سواء بالقطاع الحكومي او الخاص. من جانبه وصف رئيس اللجنة الاصلية في الدائرة الثالثة والعشرين (الصباحية) بدر ناصر الحوطي سير عملية الانتخاب بالدائرة بالجيد، معربا عن سعادته لاقبال المواطنين على الاقتراع والتفاعل في العرس الديمقراطي.

وفي دائرة الفحيحيل بلغت نسبة الاقتراع الصباحية 34.27 في المائة حيث وصل عدد من ادلوا بأصواتهم الى 2719 من اصل 7933. بينما بلغت نسبة الاقتراع في دائرة الدعية 29.71 في المائة حيث وصل عدد المقترعين الى 1130 من اصل 3803. اما في دائرة الخالدية فقد وصلت الى حوالي 20.92 في المائة وبلغ عدد المقترعين 948 من اصل 4531 مقترعا. وبلغت نسبة الاقتراع في دائرة الروضة 22.87 في المائة وعدد المقترعين 760 من اصل 3323 مقترعا، بينما وصلت في الدائرة الثانية ـ المرقاب الى حوالي 27.12 في المائة، وعدد الناخبين 607 مقترعين من اصل 2238.

أما الدائرة الثالثة (القبلة) فقد بلغت نسبة الاقتراع حوالي 33.22 في المائة وعدد المقترعين 821 من اصل 2418 مقترعا. وبلغت في دائرة الجهراء القديمة 22.58 في المائة وبلغ عدد المقترعين 1550 من اصل 6864 مقترعا. ووصلت نسبة الاقتراع في دائرة العمرية الى حوالي 24.44 في المائة وعدد الناخبين الى حوالي 1642 من اصل 6716 ناخبا. اما دائرة الفيحاء فقد بلغت نسبة الاقتراع فيها حوالي 27.51 في المائة وعدد المقترعين 884 من اصل 3213 مقترعا فيما بلغت في دائرة ابرق خيطان حوالي 28.61 في المائة وعدد الناخبين 1324 من اصل 4627 ناخبا. كما بلغت نسبة الاقتراع في دائرة الرميثية 19.39 في المائة، وعدد المقترعين 1408 من اصل 7260، فيما بلغت في الدائرة الخامسة عشرة الفراونية حوالي 37.29 في المائة وعدد المقترعين 2996 من اصل 8033 مقترعا.

ووصلت نسبة الاقتراع في الدائرة الخامسة (القادسية) الى حوالي 27.83 في المائة، وعدد المقترعين 866 من اصل 3487 مقترعا. وفي الدائرة العاشرة (العديلية) وصلت نسبة الاقتراع الى حوالي 27.98 في المائة وعدد المقترعين 1592 من اصل 6373 مقترعا، فيما وصلت في الدائرة الاولى (الشرق) الى 35.96 في المائة وعدد المقترعين الى حوالي 1305 من اصل 3629 مقترعا.

وبلغت نسبة الاقتراع في الدائرة الخامسة والعشرين (ام الهيمان) حوالي 33.38 بالمائة وعدد المقترعين 1430 من اصل 4284 مقترعا. كما وصلت نسبة الاقتراع في الدائرة السابعة (كيفان) 22.19 في المائة وعدد المقترعين حوالي 699 من اصل 3150 مقترعا. وبلغت نسبة المقترعين حوالي 23.03 في المائة في الدائرة الثامنة عشرة،(الصليبخات) وعدد المقترعين 1333 من اصل 5788 مقترعا. اما في الدائرة التاسعة عشرة (الجهراء الجديدة) فقد وصلت نسبة الاقتراع الى حوالي 30.63 بالمائة وعدد المقترعين 1654 من اصل 5399 مقترعا. وبلغت نسبة الاقتراع في الدائرة الثانية والعشرين (الرقة) حوالي 34 في المائة وعدد المقترعين 2500 من اجمالي 7276 مقترعا، فيما وصلت في الدائرة الحادية والعشرين (الاحمدي) الى 33.96 في المائة وعدد المقترعين 3656 من اجمالي 10764 مقترعا. اما الدائرة الثانية عشرة (السالمية) فقد بلغت نسبة الاقتراع 35.49 في المائة، وعدد المقترعين 1570 من اصل 4423 مقترعا يذكر ان 136714 ناخبا كويتيا من الذكور يحق لهم الادلاء بأصواتهم لانتخاب اعضاء المجلس (50 عضوا) من بين 246 مرشحا، بينهم 43 عضوا سابقا في الفصل التشريعي التاسع، والذين يتنافسون في 25 دائرة انتخابية بمعدل عضوين عن كل دائرة.