الأسد في مصر غداً لمباحثات مع مبارك تتناول استئناف المفاوضات على المسارين السوري واللبناني

TT

يقوم الرئيس السوري بشار الأسد غداً بزيارة سريعة لمصر تستمر عدة ساعات. وسيجري الأسد محادثات مع الرئيس المصري حسني مبارك، تتناول الأوضاع على الساحة الفلسطينية، والاتصالات التي تقوم بها القاهرة مع عدد من القيادات الدولية لتنفيذ خريطة الطريق، والانسحاب الاسرائيلي من الأراضي السورية واللبنانية.

وقالت مصادر مطلعة ان محاثات الزعيمين ستتناول ايضا الوضع في العراق، إلى جانب القضايا العربية الاخرى، والتعاون الثنائي بين مصر وسورية في مختلف المجالات. ويذكر ان مبارك كان قد أجرى اتصالاً هاتفياً يوم الأربعاء الماضي مع الاسد بحثا خلاله عدداً من الموضوعات التي تهم الجانبين.

وقالت مصادر مصرية مسؤولة ان هذه القمة تندرج في إطار اللقاءات الدورية التي يحرص عليها الرئيسان مبارك والأسد، للتشاور حول مجمل القضايا العربية والاقليمية ذات الاهتمام المشترك.

ولم تستبعد المصادر أن تبحث القمة المرتقبة كيفية استئناف المفاوضات المجمدة منذ سنوات على المسارين السوري واللبناني مع إسرائيل، بعد نجاح المساعي المصرية في تهدئة الاوضاع داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتهيئة الظروف المناسبة لبدء تنفيذ خطة خريطة الطريق.

وقال دبلوماسيون غربيون: «ستسعى القاهرة لإقناع الولايات المتحدة بممارسة الضغوط على الحكومة الإسرائيلية لحثها على الرد الإيجابي على رغبة سورية في استئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها خلال مرحلة التفاوض التي جرت في عهد الراحلين، رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين والرئيس السوري حافظ الأسد، وفقا لمبدأ الأرض مقابل السلام، وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالصراع العربي ـ الإسرائيلي».

وعلى الرغم من التباين الواضح الذي يفصل بين الموقفين المصري والسوري حيال كيفية التعامل مع السياسة الأميركية في المنطقة، وتحديدا في ما يتعلق بعملية السلام، فان قيادتي البلدين حافظتا على الدوام على علاقات استراتيجية مهمة لكبح جماح التطرف الإسرائيلي المناهض للمسيرة السلمية.

وبينما استضافت مصر القمة العربية ـ الأميركية الاخيرة، وشاركت في منتدى الاقتصاد العالمي الذي عقد في الاردن، فان سورية لم تتلق دعوة لحضور قمة شرم الشيخ الاستثنائية، كما امتنعت عن المشاركة في منتدى عمان بسبب مشاركة اسرائيل فيه.

ولعب الرئيس المصري دورا نشطا وغير معلن في تقريب وجهات النظر بين دمشق والإدارة الأميركية، وساهم في تخفيف حدة التوتر الذي عرفته العلاقات بينهما، بعدما اتهم مسؤولون كبار في الإدارة الأميركية الحكومة السورية بالسعي لامتلاك أسلحة محظورة للدمار الشامل، وإيواء عناصر فارة من النظام العراقي المخلوع، وتقديم الدعم المادي واللوجستى للمنظمات التي تعتبرها الولايات المتحدة إرهابية. يذكر أن آخر لقاء بين الزعيمين المصري والسوري جرى بسورية يوم 21 ابريل (نيسان) الماضي ضمن جولة لمبارك شملت البحرين والامارات والسعودية.

على صعيد آخر شهد مبارك أمس احتفال الكلية البحرية بالاسكندرية بتخريج الدفعة 54 من طلبة الكلية، والتي اطلق عليها دفعة الفريق أول بحري فؤاد أبو ذكري قائد القوات البحرية خلال حرب أكتوبر .1973 وشمل الاحتفال الذي ضم خريجين من مصر والبحرين، عروضاً لتشكيلات بحرية لمجموعات من اللنشات السريعة من طرازات مختلفة، إلى جانب عروض للوحدات الخاصة والضفادع البشرية ومجموعات الاقتحام البحري، ثم مراسم تسليم وتسلم علم الكلية للمجموعة 55 من طلبة الكلية.

وأعلن قائد الكلية النتيجة العامة للخريجين والتي بلغت 100% . وشهد الاحتفال وزير الدفاع المشير حسين طنطاوي، وقيادات القوات المسلحة ورئيس الوزراء وكبار رجال الدولة والملحقون العسكريون بالسفارات العربية والأجنبية. يذكر ان الرئيس المصري سيشارك اليوم في حفل تخريج دفعة جديدة من كلية الدفاع الجوي بالاسكندرية.