«حزب الله»: المقاومة هادئة ولا مبرر لنزع سلاحها ولا علاقة لنا بكل ما يجري في العراق

TT

رفض «حزب الله» اللبناني اي «منطق يدعو الى نزع سلاح المقاومة وتحويلها الى حزب سياسي». واعتبر رئيس المجلس السياسي للحزب الشيخ ابراهيم امين السيد ان المقاومة «هادئة»، لكنه رفض رد هذا الهدوء الى «انحناء امام الهجوم الاميركي على المنطقة». وشدد على ان عملياتها العسكرية تقوم على اساس «سياسات ومواقف وظروف سياسية» مشيراً الى ان هذه الظروف «قد تكون مناسبة (للعمليات) غداً او تطول شهراً او اكثر».

واعرب السيد في لقاء حواري عقد معه في البقاع الغربي امس عن ارتياحه الى «رفض العراقيين للاحتلال». معتبراً ان «الاميركيين لن يستطيعوا ان يرتاحوا سياسياً في العراق» وتوقع «مستقبلاً صعباً وسيئاً على الاميركيين» وقال: «رغم بعض التكتيكات السياسية فما نراه هو ان العراقيين يستعدون لمواجهة فعلية للاحتلال والنتائج التي تترتب على الاحتلال الاميركي للعراق واي نتائج اخرى لنا علاقة بها ونتأثر بها. لكن الموضوع العراقي هو من مسؤولية الشعب العراقي والعراقيين فقط... والاميركيون وغيرهم سيحاولون ممارسة لعبة لبنان فنحن (حزب الله) قاتلنا 20 سنة وبعدها حصلنا على جنسية لبنانية، طبعاً ليس بمرسوم، وقبل الانتصار كنا ايرانيين وسوريين. فالمعركة الحقيقية بين الشعب العراقي واميركا قد بدأت بين طرفين عدوين والاميركيون اذا واجهتهم مقاومة سيغيروا الامور وسيقولون ان الشعب العراقي يريد اميركا لكن توجد مجموعات مرتبطة بسورية وايران تقوم بعمليات، وما يجري في العراق سياسياً وغير سياسي لا علاقة لنا (حزب الله) به».

عما يذكر عن انحناء «حزب الله» امام الهجوم الاميركي الاوروبي على المنطقة وتوقف العمليات قال السيد: «الانحناء ليس موجوداً اصلاً واذا كانت العمليات مؤشراً سياسياً، لكنها ليست مؤشراً لانحناء «حزب الله» امام اي عاصفة فالعمليات تحصل على ضوء سياسات ومواقف وظروف سياسية محددة فيمكن ان ندرس الظروف ونقول ان الظروف ليست مناسبة ويمكن ان ندرس الظروف غداً ونراها مناسبة، وهذا يمكن ان يطول لشهر او اكثر او يومين وهذا حسب الظروف».

ـ وعن خريطة طريق خاصة بلبنان وسورية وموقف «حزب الله» منها قال السيد: «بالنسبة الينا خريطة الطريق هي مقاومة العدو الصهيوني والتمسك بحقنا في المقاومة من اجل تحرير ما تبقى من ارض لبنانية وفي الوقت نفسه من اجل ردع اي عدوان محتمل واي نوايا عدوانية على لبنان وما اعلنه العدو الصهيوني بعد الحرب على العراق من تصريحات على لسان المسؤولين الكبار يؤكد نوايا العدو المبيتة بالاعتداء على لبنان تزامناً مع حرب العراق، وخريطة الطريق (المقاومة) هادئة عندنا، وبالتالي ليس مقبولاً اي منطق آخر يدعو الى نزع سلاح المقاومة وتحويلها الى حزب سياسي وما شابه»، اما في ما يخص سورية ولبنان فهذا يتعلق بالمعركة السياسية في المنطقة والمقصود فيها تحريك المفاوضات من اجل الحل العادل والشامل ونحن خارج الحسابات السياسية وبالتالي الاميركيون والاوروبيون يعملون بنوع من الاغراء لسورية ولبنان ليكون لهم دور في المنطقة، اما الموضوع هل سنصل الى خريطة تستدعي الوصول الى الاجراء الذي اتخذته حركتا «حماس» و«الجهاد»؟ اعتقد ان الامر يختلف كثيراً بيننا وبين الفصائل ولا اظن اننا سنصل الى هنا ومن الصعب ان نصل الى هذا الامر ونحن الآن لا نواجه ظروفاً او تحديات وضغوطاً من هذا النوع، ونحن لا نستغرب ولا يفاجئنا ما يفعله الاميركي داخل لبنان على صعيد العلاقات ازاء ممارسة ضغوط او تهديد لحزب الله وهذا الموضوع ليس بمفاجأة، لم تمر فترة لم يفعل فيها الاميركي ما يفعله الآن ويستطيع الاميركي ان يهدد بما يشاء ونحن نسلك مواقع الحق والقوة بأن نأخذ المواقف التي نراها مناسبة».

واكد السيد ان جولته التي قام بها اخيراً على الاحزاب والقوى السياسية كانت «لبناء حال تماسك وطني ازاء ما يجري على المنطقة ولبنان وتوحيد الموقف والوقوف بقوة مع منطق لبنان وحقه في تحرير ارضه ومقاومة الاحتلال ومن اجل تفعيل دور الاحزاب». ورأى ان «الجولة حققت اهدافها ونرى انه ليس من مصلحة احد ان يعطل دور الاحزاب او ان تفقد دورها او ان تضعف، وهذا يحتاج الى تصحيح دور الاحزاب في المعارضة وابعادها عن تعطيل الحياة السياسية، وهذا التعطيل لم يعد مقبولاً ونستطيع الجمع بين الوجود في السلطة والحضور بين الناس، اما تعطيل الآليات فالموضوع يحمل مؤشرات غير سليمة ويؤدي الى انحسار دور الاحزاب على المستوى الشعبي».