«القادة التاريخيون» للجماعة الإسلامية في مصر يصدرون 3 كتب جديدة في إطار تصحيح المفاهيم

الكتب تتناول تفجيرات الرياض واستراتيجية القاعدة وتجربة حوار القيادات مع كوادر الجماعة في سجون مصر

TT

علمت «الشرق الأوسط» أن القيادة التاريخية للجماعة الاسلامية في السجون المصرية انتهت من اعداد وتأليف ثلاثة كتب جديدة في اطار سلسلة كتب تصحيح المفاهيم التي أصدرت الجماعة أربعة منها قبل نحو عام، وأعلنوا فيها تراجعهم عن تبني منهج العنف في مواجهة الدولة والذي قادهم إلى اغتيال الرئيس المصري السابق أنور السادات، كما تحدثوا فيها عن حرمة الغلو في الدين وحرمة تكفير المسلمين وتسليط الأضواء على ما وقع في الجهاد من أخطاء جسيمة وإعادة النظر في المفاهيم الخاطئة التي شوهت دعوى «الحسبة».

وعلمت «الشرق الأوسط» أن الكتب الثلاثة الجديدة والتي لاتزال قيد الطبع وتصدر خلال الأسابيع المقبلة تتناول تفاصيل جولات القيادات التاريخية للجماعة الاسلامية في السجون المصرية للقاء أعضاء الجماعة وتصحيح المفاهيم التي قام عليها فكر الجماعة كما تناقش استراتيجية تنظيم القاعدة وتفجيرات الرياض.

ويحمل الكتاب الأول عنوان «نهر الذكريات» وقامت باعداده مجموعة من القيادات التاريخية للجماعة أعضاء مجلس الشورى ومسؤولي المحافظات والمسؤول العسكري السابق في الاطار التنظيمي للجماعة ويعرضون فيه تفاصيل جولات الحوار الذي دار بينهم وبين أعضاء الجماعة وكوادرها في السجون حول تصحيح مفاهيم وفكر الجماعة.

ويتناول الكتاب الثاني «استراتيجية وتفجيرات تنظيم القاعدة الأخطاء والأحكام» وأعده عصام دربالة الذي يقضي حكماً بالأشغال الشاقة المؤبدة في قضية تنظيم الجهاد عام 1981 وهو أحد قيادات مجلس شورى التنظيم.

ويتحدث الكتاب الثالث عن «تفجيرات الرياض الأحكام والآثار» وأعده مفكر الجماعة ناجح ابراهيم عبد الله سيد الذي يقضي حكماً بالأشغال الشاقة المؤبدة في قضية تنظيم الجهاد عام 1981 وهو عضو في مجلس شورى التنظيم وكان مسؤولاً في التنظيم عن محافظة قنا.

وتتزامن معلومات «الشرق الأوسط» حول الكتب الثلاثة قيد الصدور مع الذكرى السادسة لمبادرة وقف العنف التي أعلنها قادة الجماعة من طرف واحد في 5 يونيو عام 1997 في احدى جلسات محاكمتهم في شكل رسالة نطق بها أحدهم في قاعدة المحكمة بعد أن تبين أن مفاسد هذا الطريق الذي يسلكونه «حسب المبادرة» أكبر وأخطر كثيراً من منافعه وأن ما يفعلونه لا يمت إلى الجهاد بمعناه الشرعي الصحيح بأي صلة ولا يحقق هداية الخلائق إلى طريق الله القويم ولكنه يفتت وحدة الأمة ويضعف روح مصر وقدرتها على مواجهة تحديات عصرها ويسيء إلى وجه الاسلام ويفتئت على حقوق مواطنين أبرياء راحوا ضحية اقتتال بغيض لا هدف له يخاصم الشرع والدين.

كما علمت «الشرق الاوسط» ان القيادة التاريخية للجماعة الاسلامية بصدد اصدار مجموعة أخرى من الكتب يجري الاعداد لها حالياً رداً على ما كتبه ايمن الظواهري الساعد الأيمن لزعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن ورفاعي طه الرئيس السابق لمجلس شورى الجماعة، كما تتضمن الكتب الجديدة أيضاً مناقشات حول عدد من الأفكار الخاصة بالجماعة والتي مازالت محل جدل.

وكانت القيادة التاريخية للجماعة الاسلامية في السجون المصرية قد أصدرت منذ مايقرب من عام أربعة كتب أعلنت فيها تخليها عن منهج العنف وقامت فيها بتصحيح شامل لفكر الجماعة وأثارت جدلاً واسعاً بين السياسيين والمفكرين وبين الجماعات الأصولية حول حقيقة التوجه الجديد للجماعة وحمل الكتاب الأول عنوان «حرمة الغلو في الدين وتكفير المسلمين» فيما حمل الكتاب الثاني عنوان «الفتح والتبيين في تصحيح مفاهيم المحتسبين» والثالث هو «تسليط الأضواء على ما وقع في الجهاد من أخطاء» والكتاب الرابع في سلسلة الكتب المثيرة للجدل هو «مبادرة وقف العنف رؤية واقعية ونظرة شرعية».

ورأى المراقبون أن هذه الكتب تشكل منهجاً متكاملاً يعيد تفسير كل القضايا الشرعية التي شكلت الأساس العقائدي لفكر الجماعة الاسلامية وعملها وتقدم السند الشرعي للعدول عن أفكارها القديمة استناداً الى دراسة واسعة لأمهات المراجع الاسلامية وكتب التفسير والحديث ومؤلفات كبار الأئمة والفقهاء واعتبر المراقبون أن الكتب الأربعة تشكل الأساس الصحيح لمصداقية مبادرة وقف العنف التي أعلنتها الجماعة من جانب واحد عام 1997.

ورصد المراقبون مشاركة كل أقطاب الجماعة في اعداد وتأليف الكتب الأربعة ومراجعتها واقرارها وهم: كرم زهدي رئيس الجماعة، ومفكر الجماعة ناجح ابراهيم عبد الله، وفقيه الجماعة حمدي عبد الرحمن عبد العظيم، وعلي الشريف الذي قام بدور أساسي في تأليف ثلاثة من الكتب الأربعة، ثم أسامة ابراهيم حافظ أكثر أعضاء الجماعة شعبية وسط التنظيم.