إصابة 3 فلسطينيين في اشتباك بين عناصر من لجان المقاومة الشعبية ورجال أمن بغزة

TT

تصاعد التوتر بشكل واضح بين الاجهزة الامنية الفلسطينية وبين كتائب شهداء الاقصى ـ الجناح العسكري لحركة «فتح» ولجان المقاومة الشعبية على خلفية مواصلة اللجان والكتائب عمليات قصف التجمعات الاستيطانية في قطاع غزة التي كان آخرها الليلة قبل الماضية واستهدف مستوطنة كفار دروم الواقعة الى الشرق من مدينة دير البلح. وتطور التوتر الى صدام مسلح بين احد قادة لجان المقاومة ورجال الامن الفلسطينيين الذين جاءوا لاعتقاله في مخيم الشاطئ في غزة، الامر الذي ادى الى اصابة 3 فلسطينيين.

وتوعد وزير الدولة لشؤون الامن في السلطة الفلسطينية محمد دحلان، باعتقال وملاحقة كل من يخرق الهدنة وتقديمه للمحاكمة.

وكانت الاجهزة الامنية الفلسطينية قد اعتقلت في غضون الايام القليلة الماضية حوالي 7 اشخاص من اعضاء لجان المقاومة التي تضم عناصر سابقة من فصائل فلسطينية مثل فتح وحماس والجبهتين الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين وان كانت غالبيتهم من فتح.

وسببت عمليات الاعتقال توترا في مدينة غزة ومناطق في شمال القطاع على مدار الليالي الثلاث الماضية، وخرج العشرات من المنتمين للجان المقاومة الشعبية الى الشوارع وفجروا العبوات الناسفة احتجاجا على اعتقال زملائهم. وتوجهت مجموعة من المحتجين الى منطقة الرمال الجنوبي الذي يوجد فيها منزل محمود عباس (ابو مازن) رئيس الوزراء الفلسطيني الذي تنظر حكومته بحرج بالغ الى انفراد خلايا محسوبة على حزب الحكومة بمواصلة العمل ضد اسرائيل في الضفة الغربية والقطاع، واطلقت النار في الهواء وطالبت بالافراج عن المعتقلين. واللافت للنظر ان افراد الشرطة لم يحاولوا التدخل من اجل ايقاف اعضاء اللجان والكتائب. وشن جمال ابو سمهدانة قائد لجان المقاومة هجوما لاذعا على جهاز الامن الوقائي في قطاع غزة وعلى دحلان. واتهم ابو سمهدانة الامن الوقائي بأنه يقوم باستخدام «فرقة موت» في ملاحقته لعناصر اللجان. وقال انهم اطلقوا النار بقصد قتل هؤلاء العناصر. واتهم ابو سمهدانة دحلان بانه يحاول انجاز ما فشل في تحقيقه رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون.

في المقابل لم تحرق لجان المقاومة قواربها مع السلطة وتقدمت باقتراح لهدنة مشروطة تقوم على اساس وقف عملياتها المسلحة مقابل افراج اسرائيل عن عناصرها. وقال ابو سمهدانة ان اللجان ستلتزم مثلما التزمت «حماس» و«الجهاد» في حال تم الافراج عن المعتقلين في السجون الاسرائيلية سيما الذين قضوا فترة طويلة خلف القضبان. يذكر ان مما يزيد من تعقيد المشاكل التي تواجهها السلطة مع لجان المقاومة وكتائب الاقصى اضافة الى كونها تنتمي بمعظمها الى حزب السلطة، هو ان بعض القادة والعناصر فيهما ينتمون الى عائلات كبيرة مؤثرة، مثل عائلة ابو سمهدانة التي تعتبر من اكبر العائلات في جنوب قطاع غزة، وتوارث ابناؤها قيادة الجهاز العسكري لحركة «فتح».