الأمير سلطان وباجمال يرأسان اجتماعات مجلس التنسيق السعودي ـ اليمني ويؤكدان على التعاون في شتى المجالات بما في ذلك مكافحة الإرهاب

TT

صنعاء ـ واس: عقد الامير سلطان بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام اجتماعا ثنائيا مساء امس في القصر الجمهوري في صنعاء مع دولة رئيس الوزراء اليمني عبد القادر باجمال. وجرى خلال الاجتماع مناقشة القضايا والموضوعات ذات الصلة باهتمام الدورة الخامسة عشرة لمجلس التنسيق السعودي ـ اليمني.

وبدأت مساء امس اعمال اجتماعات الدورة الخامسة عشرة للمجلس حيث رأس الامير سلطان الجانب السعودي في الاجتماع فيما رأس الجانب اليمني باجمال الذي القى في بداية الجلسة كلمة رحب في مستهلها بزيارة الامير سلطان الى اليمن. وقال ان دورات مجلس التنسيق اليمني ـ السعودي اضحت تجسد مستوى علاقات الشعبين الشقيقين والبلدين الجارين التي شهدت تطورا وتناميا مضطردا في كافة المجالات وذلك في ظل الانجاز العظيم الذي حققته القيادة السياسية في البلدين والمتمثل في توقيع معاهدة جدة في العام 2000. واشار الى ان توجيهات الرئيس علي عبد الله صالح وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وولي العهد الامير عبد الله بن عبد العزيز والرعاية الخاصة للامير سلطان بن عبد العزيز الذي يولي شخصيا تطوير وتنمية علاقات الشعبين والبلدين باتجاه الشراكة الفعلية في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية قد اثمرت نتائج ايجابية ونوعية ملموسة.

واكد باجمال ان محددات كل عمل مشترك تنطلق من كون طرفي العلاقة التشاركية يدركان تماما عناصر التوافق والتكامل والاندماج ويؤمنان بان طريقهما للتقدم نحو الامن والاستقرار وتحقيق المصالح المتبادلة تتحقق من خلال التعاون الوثيق في كافة المجالات وتحريك كافة الوسائل الحكومية وغير الحكومية للوصول الى هذه الاهداف النبيلة وان قوة الايمان لتحقيق هذه الاهداف تتجلى في التنامي للشعور المشترك بالمصير الواحد وعلى وجه الخصوص في ظل الاوضاع الخطيرة التي يشهدها اقليمنا في الجزيرة العربية وعلى كافة المستويات. واوضح ان ما تم الاتفاق عليه من قبل اللجنة التحضيرية والوزارية المشتركة يحتاج منا الى الوقوف امامه برؤية جديدة، ذلك لان هذه الدورة لمجلس التنسيق ينبغي ان تعمل على تطوير الآليات المتبعة نحو المزيد من التفاعل والحركة المتواصلة وبعيدا عن الطرائق الادارية والرتيبة. واضاف "وفي هذا المقام اثمن تجاوب سموكم لهذه الافكار وعلى اللجنة الوزارية للمتابعة ان تضع الاطار التنظيمي والعملي للتطبيق". وفي مجال الدعم الانمائي اشار رئيس الوزراء اليمني الى اعلان ممثل السعودية في مؤتمر المانحين وشركاء التنمية اليمنية الذي عقد في باريس المساهمة في تمويل المشروعات للثلاث سنوات القادمة بمبلغ ثلاثمائة مليون دولار مشيدا بالعلاقات الاخوية الحميمة بين المملكة العربية السعودية والجمهورية اليمنية وقال انها لا تقارن بأي دولة او منظمة اخرى. اما مجال العمل وشؤون المغتربين اليمنيين فاوضح ان الجميع يدرك مدى اهمية وحساسية هذه المسألة غير ان مسار العلاقات التاريخية بين الشعبين اليمني والسعودي لا يعطي الا الجواب الحقيقي والشفاف والصدق من ان علاقاتنا هي ذات طابع استراتيجي بل ومصيري، معربا عن الامل في معالجة المسائل المتعلقة بهذا الموضوع في اطار هذا المفهوم الاصيل للعلاقة وقال "نشعر ان الاخوة في المملكة العربية السعودية يتمثلون هذه الرؤية ويدركون ابعادها".

وحول التنسيق الامني قال باجمال "لقد تنامت ظاهرة الارهاب بصورة خطرة حتى اضحت تهدد امن شعوبنا وبلداننا وتخلق لنا جميعا حالات من القلق والارتباط التي قد تظهر على مجريات الحياة اليومية للمواطن والنظام غير ان هذه الظاهرة التي لا تستند الى ثوابت عقدية وقيمية وانسانية سيتم وبكل تأكيد استئصال جذورها وتجفيف منابعها". واوضح ان القيادة السياسية والامنية في الجمهورية اليمنية تؤكد بان امن اليمن هو من امن المملكة. وعبر عن ادانته المطلقة "لكل الاعمال الارهابية التي شهدها بلدينا"، معلنا ان البلدين سيعملان معا بكل قوة على مكافحة هذه الظاهرة او اعادة رموزها الى سواء السبيل وطريق الحق والهداية. واضاف "غير انه يلزم التأكيد هنا ان الاتفاقية الامنية بين البلدين يجري تنفيذها على اكمل وجه وان التعاون بين الجهات المعنية في البلدين يسير بصورة جيدة".

وفي ما يتعلق بتطوير الشراكة في المجال الاقتصادي والاستثماري اشار باجمال الى ان المقاصد والاهداف المشتركة تتطلب منا ان نسعى الى تطوير التعاون في عدد من المجالات الهامة وان نوجه الاجهزة الحكومية والخاصة نحو تحقيق عدد من الاهداف من اهمها دفع المستثمرين في البلدين لاقامة المناطق الحرة الحدودية ودعوة الاستثمار الخاص في البلدين لاقامة الشركات المشتركة في مجالات الزراعة والانتاج الحيواني والنقل والتخزين والصناعات التحويلية والسمكية والنفط والمعادن والسياحة والطاقة والاتصالات.

بعد ذلك القى الامير سلطان بن عبد العزيز كلمة اشاد فيها بما تم انجازه في السنة الماضية "من تعاون اخوي مثمر على كافة الاصعدة". واضاف "لا يفوتنا ان ننوه بالزيارات المتبادلة واللقاءات المستمرة بين المسؤولين ورجال الاعمال في البلدين والتي كان لها ابلغ الاثر في توسيع اوجه التعاون في كافة المجالات. وفي هذا الاطار فاننا نؤكد على ضرورة دعم الدور الحيوي للقطاع الخاص والجهود التي يبذلها في هذا المجال مجلس رجال الاعمال السعودي ـ اليمني بما يعمق المصالح المشتركة للبلدين وفتح آفاق جديدة للعلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بينهما".

وقال الامير سلطان "ان ما يشهده العالم من مخاطر الارهاب يتطلب منا جميعا المزيد من التعاون وتنسيق الجهود لحماية بلدينا من هذه المخاطر ونحن نعرب عن ارتياحنا لما تم في اللقاء الاخوي بين صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبد العزيز ومعالي الاخ الدكتور رشاد العليمي وما بذلوه من جهود حثيثة لتفعيل الاتفاقية الامنية بين بلدينا الشقيقين لنتطلع الى المزيد من هذا التعاون الاخوي لما فيه مصحلتهما المشتركة. واننا لنهيب بكافة افراد مجتمعاتنا للتبصر والتمسك بتعاليم الاسلام السمحة.. ونحن على ثقة بحول الله من ان الامن سيظل راسخا قويا ما دام هذا هو منهجنا".

وعقب ذلك بدأت اجتماعات الدورة الخامسة عشرة بجلسة مغلقة. وحضر الاجتماع من الجانب السعودي الامير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية والامير سعود الفيصل وزير الخارجية ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور عبد العزيز الخويطر ووزير المياه والكهرباء الدكتور غازي بن عبد الرحمن القصيبي ووزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مطلب بن عبد الله النفيسه ووزير التربية والتعليم الدكتور محمد بن احمد الرشيد ووزير الثقافة والاعلام الدكتور فؤاد بن عبد السلام الفارسي ووزير التجارة والصناعة الدكتور هاشم بن عبد الله يماني ووزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي بن ابراهيم النعيمي ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد بن محمد العيبان ووزير المالية الدكتور ابراهيم بن عبد العزيز العساف ووزير العمل والشؤون الاجتماعية الدكتور علي بن ابراهيم النملة ووزير الزراعة الدكتور فهد بن عبد الرحمن بالغنيم ووزير النقل الدكتور جبارة عيد الصريصري ووزير الصحة الدكتور حمد بن عبد الله المانع والقائم باعمال اللجنة الخاصة بمجلس الوزراء محمد بن ابراهيم الحديثي وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى الجمهورية اليمنية محمد بن مرداس القحطاني. كما حضره من الجانب اليمني الوزراء اعضاء المجلس.