صهر سليمان أبو غيث لـ«الشرق الأوسط»: نطالب بتسليم زوج اختي الى الكويت قبل أن تسلمه إيران لأميركا

TT

طالب بدر ابو جراح صهر سليمان أبو غيث المتحدث الرسمي باسم تنظيم القاعدة، حكومة بلاده بالتحرك هذه الايام، قبل تسليم إيران زوج أخته الى الولايات المتحدة.

وقال ابو جراح أمس لـ«الشرق الأوسط» في ثان ظهور اعلامي لأحد من اقارب سليمان او غيث، ان زوج اخته «مواطن كويتي دما، وان سحبت منه الجنسية، فليس من المقبول ان ترفض الكويت تسلمه، فله ابناء واسرة واخوان وكلهم من ابناء الوطن، ويفترض ان يتم تسلمه ومحاكمته في دولته الاصلية اذا كان مذنبا».

وافاد بدر الموظف الحكومي الذي كان يتحدث من الكويت، بانه آخر من شاهد سليمان في الكويت قبل سفره إلى باكستان في المرة الاخيرة قبل احداث 11 من سبتمبر، حيث قام بايصاله الى المطار، «لم يكن باديا عليه امر غريب، فهو كما اعرفه دوما رجل هادئ، متزن، محب لاسرته ولاطفاله، ولم نعهد نحن كمحيطين به وأنسبائه، أية تغييرات طرأت عليه أوعلى مستوى تفاعله مع الأحداث».

واشار الى ان وزارة الداخلية الكويتية لم تؤكد ولم تنف نبأ وجوده في ايران، واضاف «هذا جعلنا في حيرة، ولم نتحرك بشكل قوي في الفترة الماضية، وما استجد هو الطرح الإعلامي في الصحافة والتلفزيون بان سليمان ابو غيث موجود حاليا في ايران، وان مفاوضات تدور مع الولايات المتحدة لتسليمه اليها». واستغرب وجود تلك المفاوضات مع الولايات المتحدة التي تعتبر عدوا لسليمان وتعتبره أحد أهم مطلوبيها، مما يشكك في سلامة موقفه ونزاهة محاكمته.

واقترح ابو جراح أنه في حال رفض بلاده تسلم سليمان، فانه يمكن ان تكون محاكمته في أية دولة غير الولايات المتحدة سواء في اوروبا أو غيرها.

وحول وجود تحرك من قبل اسرة ابو غيث، افاد بدر البالغ من العمر 40 عاما، بان جميع أفراد عائلته مهتمون بالامر، واحد اشقائه (الاصغر كون سليمان اكبرهم سنا)، يتواصل مع بعض الدوائر الحكومية المعنية، كي يساهم في عدم نسيان قضية سليمان. مفيدا بان الاتصالات بالسفارة الايرانية في الكويت لم تتم من قبل الاسرة، للتأكد من وجوده فعلا في ايران، ضمن بعض المطلوبين لدى عدد من دول مجلس التعاون الخليج ومصر وغيرها من الدول.

ونوه بدور عائلة ابو غيث الصغيرة في التعامل مع المشكلة، رغم انهم عانوا كثيرا كما عانت زوجة سليمان وبناته الست وطفله نفسيا متأثرين بغياب والدهم، موضحا بان البكاء الشديد والنحيب يغطى على المكان من وقت لآخر وافهمنا اطفال سليمان بانه اسير لدى ايران، ومن المحتمل ان يعود الى الكويت قريبا.

وعن كيفية وصول المعلومات عن ابو غيث، قال بدر: لا توجد رسائل او اتصالات معه، وكل المعلومات التي تصلنا عنه، تكون آتية عبر وسائل الاعلام، والصحافة المختلفة الميول والجنسيات، فمنذ احداث 11 سبتمبر (ايلول) 2001، لم نسمع صوته الا عبر التلفزيون.

واوضح ان في المرة الاخيرة التي شاهد فيها زوج اخته، كان قبل احداث 11 سبتمبر، وذلك اثناء ايصاله له الى المطار، «كنت اتوقع ان يعود، بعد انهاء بعض الاعمال في باكستان، كما قال لي حينها، لكنه لم يفعل».

واستغرب ابو جراح، ان ترفض الحكومة الكويتية تسلم ابو غيث، كونه لا يحمل جنسيتها، ما سقط هو الورق، لكن الدم والجذور كويتية الاصل (يقصد الجنسية). وابلغ بدر الذي تحدث ظهيرة أمس مع «الشرق الأوسط» انه لم يوكل محاميا للمطالبة الحكومة بتسلم سليمان، لكنه اوضح انه سيكون في الايام المقبلة تحرك جديد، يتعلق بامكانية مناقشة الامر عبر ممثلي دائرة العمرية التي تقطنها اسرة سليمان، في مجلس الامة الكويتي المنتخب حديثا، من اجل المساهمة في تحريك الموضوع مع الحكومة عبر المجلس.

وعاد بالحديث عن الحالة النفسية السيئة التي تمر بها زوجة سليمان (لم يفضل كتابة اسمها) واطفاله، وانهم متأثرون جدا بغياب والدهم، خاصة وهم في مرحلة سنية صغيرة، حيث يبلغ عمر كبرى البنات نحو 13 عاما، وهي تدرس في المرحلة المتوسطة، على الرغم من ذلك تعد من الاوائل على نظيراتها.

وبسؤاله عن كيفية تغطية مصاريف الحياة اليومية لاسرة سليمان وهي بهذا العدد مع ان والدتهم لا تعمل، أوضح، بأن ذلك يتم عبر ما يدفعه أعمام وأخوال أبناء سليمان، من وقت لآخر، حيث أن شروط الحصول على مبالغ من الضمان الاجتماعي غير منطبقة على زوجة سليمان البالغة من العمر 35 عاما، كونها لا تزال على ذمته، وليست مطلقة او ارملة، كما تشترط دائرة الضمان الاجتماعي.

وأكد أن المطالبات بالمساهمة في وصول أبو غيث الى الكويت، أهم من الامور المادية التي يمكن تغطيتها بتكاتف أسرة الجراح وابو غيث. وانه لولا الاعلان عن القبض عليه في ايران، والحديث عن إمكانية تسليمه الى الولايات المتحدة، لما تم حصول هذه المقابلة الصحافية، حيث كان الرفض طوال السنوات الماضية لكل الوسائل الاعلامية التي اتصلت بالعائلة، وتم قبل ايام فقط اجراء حوار وحيد مع صحيفة الرأي العام الكويتية. واختتم حديثه بالقول ان عائلتي سليمان والجراح ليس فيهما اي تشدد ديني، كما أن «سليمان ابو غيث الذي اعرفه رجل بسيط، وانسان غير متعصب وغير منفعل، وهو قمة في الخلق والتواضع، وليس بشهادة مني بل حتى طلابه في المدرسة، حيث كان يعمل». واشتكى ابو جراح من الإعلام الكويتي والخارجي حين يشبهون سليمان بالارهابيين. واوجز قوله: «اننا متأملون الخير في حكومتنا».