إيران تعلن نجاح تجربة صاروخ «شهاب ـ 3» وإسرائيل تعتبرها «تهديدا خطيرا جدا»

طهران تؤكد ان المعلومات الإسرائيلية بشأن الصاروخ متأخرة وتنفي عزمها على تطوير صاروخ أبعد مدى

TT

أعلنت ايران امس انها اجرت بنجاح ما وصفته بأنه «التجربة النهائية» على صاروخ «شهاب ـ 3» الذي يصل مداه الى نحو 1300 كم، وقالت اسرائيل، التي تقع ضمن مدى الصاروخ، ان التهديد الايراني الجديد يعزز المخاوف من قيام ايران بتطوير اسلحة نووية. واعتبرت ان الجمع بين هذه الأسلحة وقدرات الصاروخ يمثل «تهديدا خطيرا جدا».

وقال حامد رضا اصفي المتحدث باسم الخارجية الايرانية عن التجربة الصاروخية «حدث ذلك منذ بضعة اسابيع وكانت تجربة لاختبار مدى نجاحه. الصاروخ له نفس المدى الذي أعلناه من قبل». وحين طلب منه شرح ما يعنيه بعبارة «اختبار مدى نجاحه» أجاب «كانت التجربة النهائية».

وذكرت الاذاعة الايرانية ان هذا هو آخر اختبار للصاروخ قبل تسليمه الى القوات المسلحة.

ويصل مدى الصاروخ شهاب 3 ارض ارض الى 1300 كيلومتر وبدأت التجارب عليه عام 1998 وهو يعتمد في تصميمه على الصاروخ نودونج 1 الكوري الشمالي، لكن أدخلت عليه تحسينات بالتكنولوجيا الروسية. وهو ما يجعل اسرائيل تقع ضمن مداه.

وكان الاميرال علي شمخاني وزير الدفاع الايراني قد نفى تقارير عن اعتزام طهران تطوير صاروخ اطول مدى هو شهاب 4 وذكر ان ايران زادت بدلا من ذلك من دقة ومن حمولة المتفجرات للصاروخ شهاب 3.

وقال افي بازنر الناطق باسم الحكومة الاسرائيلية ان انجاز التجربة لـ«شهاب 3» «مقلق جدا» لانه يعرض اسرائيل لضربات محتملة، واضاف «نشعر بالقلق الشديد خصوصا لأننا نعلم ان ايران تسعى لامتلاك الاسلحة النووية».

وأكد بازنر «لقد ابلغنا اصدقاءنا الاميركيين والاوروبيين بمخاوفنا. يجب فعل كل شيء لمنع ايران من الحصول على اسلحة نووية. ان الجمع بين صاروخ شهاب ـ 3 والسلاح النووي يشكل تهديدا خطيرا جدا على استقرار المنطقة».

وجاءت تصريحات آصفي ردا على انباء نشرتها صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية الاسبوع الماضي افادت ان ايران اجرت التجربة على الصاروخ قبل اسبوع تقريبا واصبحت قادرة على ضرب الدولة العبرية والقوات الاميركية في الخليج او في شبه القارة الهندية.

واضاف آصفي ان «هذا ليس شيئا جديدا (...) من الواضح ان الاسرائيليين متأخرون قليلا في معلوماتهم».

وقال دبلوماسي آسيوي في طهران «انهم يختبرون هذا الصاروخ منذ فترة.. لذلك فان المسألة ليست سرا.. النقطة السلبية الوحيدة في هذا الموضوع هي التوقيت بسبب زيارة البرادعي...لكنه يظهر انهم لم يغيروا جدول تجاربهم الصاروخية استجابة للضغوط الخارجية».

وينظر لزيارة البرادعي لايران يوم غد على انها اختبار اساسي لمدى استعداد ايران للحد من المخاوف الدولية المتزايدة من احتمال تطويرها اسلحة نووية سرا.

ورفض آصفي مرة اخرى المطالب الاميركية المتزايدة بأن تسمح ايران باجراء عمليات تفتيش دولية اكثر صرامة لمواقعها النووية فورا ودون شروط، مؤكدا على ضرورة اجراء مفاوضات مطولة.

واكد آصفي على انه «لا توجد اوامر (علينا تنفيذها). نأمل في ان يتمكن الطرفان من خلال مفاوضات مع البرادعي من تغطية كافة المسائل التي تسمح لنا ببناء الثقة المتبادلة» مضيفا «اذا لم يحدث ذلك فيجب ان تستمر المفاوضات».

وتحث وكالة الطاقة الذرية ايران على التوقيع والمصادقة الفورية على بروتوكول اضافي مرفق بمعاهدة الحد من نشر الاسلحة النووية وتنفيذه على الفور مما يسمح للمفتشين بالقيام بعمليات تفتيش مباغتة للمواقع المشتبه بها.

وقال آصفي ان مسألة البروتوكول الاضافي «ليست قضية بيضاء او سوداء». وقال للصحافيين «يوجد حل لكل مشكلة. بالنسبة لهذه المشكلة فعلينا اجراء مفاوضات ونحن مستعدون للاصغاء».

كما رفض اصفي تهديدات بعض اوساط الاتحاد الاوروبي بان اصرار ايران على موقفها بشأن عمليات التفتيش قد يتسبب في نسف المفاوضات حول اتفاقية التجارة والتعاون التي يأمل الاتحاد الاوروبي بان تساهم في تحقيق تقدم في المسائل السياسية والعسكرية ومسألة حقوق الانسان في ايران. وقال ان «اتفاق التعاون التجاري سيعود بالربح على الجانبين ولذلك لا يمكن استخدامه كأداة ضغط، والجمهورية الاسلامية لن تقبل مثل هذا الضغط». واضاف ان «فرض العقوبات على الجمهورية الاسلامية لم يكن فعالا. على الاوروبيين ان يكونوا حذرين بشأن ما يقولونه، كما ان عليهم تجنب اطلاق التهديدات».