السعودية تستضيف مؤتمر حقوق الإنسان في السلم والحرب

السويلم: المؤتمر إضافة كبيرة لمسيرة الإصلاح التي تنتهجها الحكومة السعودية

TT

أكد الدكتور عبد الرحمن السويلم، رئيس جمعية الهلال الأحمر السعودي والمشرف العام على مؤتمر حقوق الإنسان في السلم والحرب الذي سيعقد بمدينة الرياض في شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، أن انعقاد المؤتمر في هذا التوقيت يأتي استجابة للمعاناة والانتهاكات التي تتعرض لها حقوق الإنسان في مناطق عديدة من العالم نتيجة للنزاعات المسلحة التي باتت تؤرق الضمير الإنساني، مشيرا إلى دأب السعودية على المساهمة في أية جهود دولية لحماية حقوق الإنسان وصيانتها. وأضاف الدكتور السويلم في حوار لـ«لشرق الأوسط» أن المؤتمر يهدف إلى طرح الرؤية الإسلامية لحماية حقوق الإنسان في السلم والحرب، ورصد العقبات والقصور في قواعد القانون الدولي الإنساني، وسبل تفعيلها للحد من الانتهاكات التي تهدد هذه الحقوق إضافة إلى رفع مستوى الوعي الثقافي بها.

* ما هي أسباب انعقاد مؤتمر حقوق الإنسان في السلم والحرب في هذا التوقيت؟

ـ لا شك أن قضية حقوق الإنسان بصفة عامة أصبحت تحظى باهتمام كبير على المستوى الدولي في ظل ما تتعرض له هذه الحقوق من انتهاكات سواء في زمن السلم او الحرب ونحن جميعا نرى حجم المآسي التي يعيشها ملايين البشر في مناطق عديدة من العالم ولا سيما في أفريقيا وبعض دول آسيا وحتى في أوروبا بسبب نزاعات عسكريه تنشأ لأسباب عرقية أو سياسية، وفي الآونة الأخيرة عانى كثير من المدنيين في منطقة الشرق الأوسط من ويلات النزاعات المسلحة في العراق وفلسطين والسودان، وكل هذه العوامل أكدت أهمية عقد هذا المؤتمر الذي يمثل إضافة كبيرة في مسيرة الإصلاح التي تنتهجها حكومة خادم الحرمين الشريفين في مجال حقوق الإنسان وفق تعاليم الشريعة الإسلامية، وقد صدرت الموافقة على عقد المؤتمر وتحدد موعده في14 أكتوبر (تشرين الاول) المقبل ولمدة يومين بمركز الملك فهد الثقافي بمدينة الرياض، كما صدرت موافقة الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود وزير الداخلية على رعاية فعاليات المؤتمر.

* وما هي المحاور الرئيسية المقرر ان يناقشها المؤتمر؟

ـ يناقش المؤتمر عددا من المحاور التي تتعلق بقضية حقوق الإنسان وسبل حمايتها في السلم والحرب، ومن أبرز هذه المحاور إشكاليات تنفيذ أحكام القانون الدولي الإنساني، واستراتيجيات تعليم حقوق الإنسان،والتطبيق الوطني للقانون الدولي الإنساني، وآليات الحماية الدولية لحقوق الإنسان، ومواد قانون حقوق الإنسان من منظور إسلامي، والقضاء الجنائي الدولي من خلال التحديات التي تواجهه، والطموحات التي يسعى إلى تحقيقها، وحقوق الإنسان بين العالمية والخصوصية القطرية، ومواقع حقوق الإنسان في التشريعات الوطنية،وحقوق اللاجئين والنازحين وسبل حمايتها، ووسائل حماية المدنيين في أوقات النزاعات المسلحة، ودور المنظمات غير الحكومية في الحفاظ على حقوق الإنسان، وكذلك دور جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر في دعم قواعد القانون الدولي الإنساني، هذه أهم المحاور التي يناقشها المؤتمر، وهي محاور شمولية نتوقع أن تحقق أهدافه وتثري جلساته العلمية.

* وماذا عن أوراق العمل التي تطرح للنقاش ضمن فعاليات المؤتمر؟

ـ المحاور السابق ذكرها هي الوعاء الذي تصب فيه جميع أوراق العمل أو البحوث التي تطرح ضمن فعاليات المؤتمر من قبل المختصين والمهتمين بقضايا حقوق الإنسان في مختلف مجالات العمل الإنساني أو القانوني، وقد وضعت اللجنة العلمية عدة شروط يجب توافرها في البحوث وأوراق العمل، وتتولى اللجنة كذلك تقييم البحوث التي يتقدم بها الباحثون والمختصون سواء من أبناء السعودية أو من خارجها، ويتم إخطار أصحاب البحوث وأوراق العمل بنتيجة التقييم قبل موعد انعقاد المؤتمر بوقت كاف.

* لكن لماذا تم اختيار السلم والحرب كموضوع مؤتمر دولي في السعودية بشأن حقوق الإنسان؟

ـ كما ذكرنا سابقا ان ما تتعرض له حقوق الإنسان من انتهاكات تصل إلى حد تهديد الحياة يستوجب تكاتف الجهود الدولية وعلى كل المستويات لتوفير سبل حمايتها على ارض الواقع، وتفعيل مواد وقواعد القانون الدولي الإنساني في هذا الصدد ومعالجة أوجه القصور في بعض هذه المواد إن وجدت، والسعودية بحكم موقعها الريادي في قلب العالم الإسلامي والعربي ومكانتها على الساحة الدولية دأبت على المشاركة في أية جهود ذات طابع إنساني أو اغاثي، والمؤتمر إضافة جديدة تقدمها السعودية في هذا الاتجاه، واختيار حقوق الإنسان في السلم والحرب كعنوان للمؤتمر، ويأتي استجابة لما يحدث على ارض الواقع، فالنزاعات المسلحة هي أكثر ما يهدد هذه الحقوق، بالإضافة إلى الانتهاكات التي قد تحدث في غير أوقات الحرب، وبالتالي فان المؤتمر يشمل هذه الحقوق وقتي السلم أو النزاعات المسلحة.

* ما هي الأهداف التي يسعى المؤتمر لتحقيقها؟

ـ نطمح إلى التعريف بحقوق الإنسان وقتي السلم والنزاعات المسلحة، كما جاءت بها مصادر الشريعة الإسلامية، وكذلك التعريف بالمفاهيم المختلفة لحقوق الإنسان وجهود السعودية في ميدان حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، ورصد العقبات التي تعترض سبل حماية هذه الحقوق، والعمل على رفع مستوى الوعي الثقافي بحقوق الإنسان ونشر أحكام القانون الدولي الإنساني.

* وماذا عن مستوى تمثيل المؤتمر وحجم المشاركة؟

ـ نعمل بالتعاون مع وزارات الداخلية والخارجية والعدل بالسعودية على توفير أعلى مستوى للمشاركة في المؤتمر، وقد تم بالفعل توجيه الدعوة لعدد كبير من الهيئات والمؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان وعدد كبير من الأكاديميين والقانونيين والشخصيات البارزة والمشهود لها في مجال حقوق الإنسان في مختلف دول العالم، وتلقينا ما يفيد موافقة كثير من الجهات والشخصيات التي رحبت بالمؤتمر وأشادت بانعقاده في هذا التوقيت بالذات.

* هل هناك خطة مستقبلية لإنشاء لجنة مشتركة لبحث حقوق الإنسان في السلم والحرب وتأثير ذلك على الفرد السعودي؟

ـ ربما يكون هذا الطرح سابقا لأوانه بعض الشيء وبناء على ما يتم مناقشته أثناء المؤتمر وما يخرج به من توصيات سوف يتم بحث سبل ترجمة التوصيات عمليا على ارض الواقع، سواء من خلال لجنة مشتركة أو أية آلية أخرى. خاصة ان مجلس الشورى بالسعودية اسند مهام حقوق الإنسان إلى لجنة الشؤون الإسلامية بالمجلس، وفي جميع الأحوال فان التعريف بحقوق الإنسان من المنظور الإسلامي سوف ينعكس ايجابيا على الفرد السعودي ويغلق الباب أمام بعض المحاولات لتوجيه انتقادات للإسلام أو التطاول على الشريعة الإسلامية عن جهل أو قصد.

* هل هناك مشاركه نسائية في المؤتمر؟

ـ نحن نرحب بأية مشاركة من خلال البحوث أو أوراق العمل وفق الضوابط الموضوعة من قبل اللجنة المنظمة سواء كان صاحبها رجلاً أو امرأة سواء كان المشارك من أبناء السعودية أو أي مكان في العالم، وهناك بالفعل لجنة نسائية بالمؤتم،ر فنظرة الإسلام لحقوق الإنسان لا تفرق بين رجل وامرأة، لكن هذا يتوقف في الأساس على كم ونوع البحوث المقدمة من النساء، وقد اتحنا الفرصة للمشاركة النسائية، وهناك استعدادات فعلية يجري تنفيذها، تخص المشاركات النسائية من حيث القاعات وغيرها من الترتيبات الخاصة بمشاركة المرأة.

* نود ان نتعرف على حجم ونوعية الاستعدادات للمؤتمر؟

ـ عقب صدور الموافقة على انعقاد المؤتمر، تم تشكيل اللجنة المنظمة للمؤتمر برئاسة الدكتور صالح بن حمد التويجري، نائب رئيس جمعية الهلال الأحمر السعودي، وعضوية ممثلين من وزارات الداخلية والخارجية والعدل، وتولت اللجنة وضع الأطر العامة للمؤتمر والإشراف على أعمال اللجان الفرعية المنبثقة عنها، وهي اللجنة الإعلامية واللجنة المالية، ولجنة العلاقات والمراسم،حيث قامت اللجنة العلمية باقتراح الأسماء المرشحة لتقديم البحوث وأوراق العمل ورؤساء الجلسات والمحاضرين، كما تتولى ترجمة البحوث تمهيدا لنشرها في كتاب وثائقي عن المؤتمر بالإضافة إلى إعداد التوصيات الختامية.

وتلبي اللجنة الإعلامية جميع احتياجات الإعلاميين قبل وأثناء انعقاد المؤتمر،وقد انتهت اللجنة الإعلامية من إنشاء موقع للمؤتمر على شبكة الانترنت يضم كافة المعلومات الخاصة بإقامة واستقبال المشاركين في المؤتمر من خارج السعودية وغيرها من الاجراءات التنظيمية.

=