مبارك والأسد يدعوان لإنهاء احتلال العراق ويطالبان اللجنة الرباعية بتوجيه جهودها إلى المسارين السوري واللبناني

دعوا في بيان مشترك إلى تمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة

TT

دعا الرئيسان المصري حسني مبارك والسوري بشار الاسد امس الى انهاء الاحتلال الاميركي ـ البريطاني للعراق، واضطلاع الشعب العراقي بمسؤوليته في الاعداد لاستكمال مسيرته الوطنية في ظل وحدة كاملة. وطالب الزعيمان في البيان الختامي الذي صدر عقب مباحثات اجرياها بالقاهرة امس الى انهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي العربية، وتمكين الشعب الفلسطيني من اقامة دولته المستقلة، ودعوة اللجنة الرباعية الدولية الى توجيه جهودها باتجاه المسارين السوري واللبناني، وصولا الى تحقيق السلام الشامل والعادل.

واتفق الرئيسان على مواصلة المشاورات والتنسيق بين البلدين في اطار تعزيز العمل العربي المشترك، وتبادلا الرأي بشأن الافكار المطروحة لتطوير العمل في جامعة الدول العربية ومؤسساتها وقال البيان ان الرئيسين «واصلا بحث القضايا العربية الاستراتيجية في هذا المنعطف الهام، من منطلق تفعيل العمل العربي المشترك، وتعظيم قدرة الشعب العربي على مواجهة التحديات المتجددة للامة».

وتناول الرئيسان بالبحث الوضع في العراق فأكدا على «اهمية انهاء احتلال العراق، واضطلاع الشعب العراقي بمسؤوليته في الاعداد لاستكمال مسيرته الوطنية في ظل وحدة كاملة تضم كل مواطني وقوى العراق، تمهيدا للانتقال الى تولي الممثلين المختارين من الشعب السلطة كاملة في اسرع وقت ممكن، وبما يحافظ على استمرار المسيرة القومية ويوفر الامن والاستقرار لعراق موحد».

واتفق الرئيسان على مواصلة المشاورات والتنسيق بين البلدين في اطار تعزيز العمل العربي المشترك، وتبادلا الرأي بشأن الافكار المطروحة لتطوير العمل في جامعة الدول العربية، ومؤسساتها بما يدعم القدرة العربية ومواجهة التحديات الراهنة وكان الرئيس السوري بشار الاسد قد وصل الى القاهرة ظهر امس، وعقد فور وصوله جلسة محادثات ثنائية مع نظيره المصري، تحولت الى جلسة موسعة بانضمام وفدي البلدين اليهما. واستكمل الرئيسان مباحثاتهما على مأدبة غداء اقامها مبارك تكريما لنظيره السوري والوفد المرافق له. وقد غادر الاسد مصر بعدها عائدا الى سورية وكان في مقدمة مستقبلي الرئيس السوري في مطار القاهرة الدولي الرئيس حسني مبارك واركان حكومته، وكان بينهم عاطف عبيد رئيس الوزراء والمشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع والانتاج الحربي واحمد ماهر وزير الخارجية، وعلي الصعيدي وزير الصناعة والتنمية التكنولوجية وغيرهم من كبار المسؤولين المصريين. ورافق الرئيس السوري في زيارته لمصر وفد يضم نائبه عبد الحليم خدام وفاروق الشرع نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية والسفير السوري في القاهرة يوسف احمد.

وقال اسامة الباز المستشار السياسي للرئيس المصري للصحافيين ان الرئيسين مبارك والاسد اكدا على «ضرورة انهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي العربية، وتمكين الشعب الفلسطيني من اقامة دولته المستقلة ودعوة المجموعة الرباعية الدولية لتوجيه جهودها للمسارين السوري واللبناني».

واضاف: «اتفق الرئيسان ايضا خلال المباحثات على مواصلة المشاورات والتنسيق بين البلدين في اطار تعزيز العمل العربي المشترك، بما يدعم القدرة العربية على مواجهة التحديات».

وردا على سؤال حول ما اذا كان الرئيسان قد بحثا المسارين السوري واللبناني، قال الباز: «تناولت المباحثات هذا الامر بالفعل، وسبل تحريك العمل على المسارين في اطار جهود المجموعة الرباعية الدولية، التي تعتبر ملتزمة بالعمل على كل المسارات، حتى يتحقق السلام الشامل، وان الاولوية ستكون لاستئناف المفاوضات من حيث توقفت، بالاضافة الى المرجعيات الخاصة بالمفاوضات وانهاء الاحتلال الاسرائيلي».

وحول موعد الحاق سورية بخريطة الطريق اوضح الباز ان ذلك «سيتم من خلال مراقبة تنفيذ سير العمل على المسار الفلسطيني. وحيث سيكون بإمكان المجموعة الرباعية التقدم لتنشيط العمل على المسار السوري»

* الملف العراقي

* وحول ما اتفق عليه الرئيسان بشأن العراق، قال الباز ان المطلوب هو انهاء الاحتلال بأسرع وقت ممكن بما يتيح للشعب العراق ان يطلع بمسؤوليته من خلال سلطة عراقية حتى تستقر الاوضاع واعمار ما دمرته الحرب والحفاظ على عراق موحد. واضاف ان «قيام سلطة عراقية امر مهم، حتى يتم القضاء على الاختلال الامني والسياسي في العراق، والمهم ان تقصر مدة الاحتلال للعراق وان يبدأ الشعب العراقي تولي مسؤوليته ومواصلة الاعمار واقامة المؤسسات ووضع الدستور».

وحول ما اذا كانت هذه المباحثات هي احياء لما سمي المحور المصري ـ السعودي ـ السوري قال الباز: «لا يصح القول ان هناك محورا سياسيا ثنائيا أو ثلاثيا، فأي تحرك ثنائي أو ثلاثي يتم يأتي في اطار العمل العربي المشترك سواء كان ثنائيا أو جماعيا».

ويذكر ان الرئيس المصري كان قد اعرب في تصريحات صحافية لدى حضوره حفل تخريج دفعة جديدة من المعهد الفني للقوات المسلحة قبل لقائه الاسد عن امله فى نجاح الهدنة بين الفلسطينيين والاسرائيليين وقال: «اتمنى أن تنجح هذه الهدنة ويتحقق السلام والاستقرار فى المنطقة».

ودعا اسرائيل الى «التجاوب مع متطلبات هذه الهدنة وان تفرج عن السجناء الفلسطينيين، وتنسحب من الاراضى الفلسطينية، وتجلس الى مائدة المفاوضات مع الفلسطينيين لحل المشكلات القائمة». لكنه اعرب فى الوقت نفسه عن شكوكه ازاء استمرار هذه الهدنة من دون تنفيذ التزاماتها.

وحول ارسال مبعوث مصري للاراضي الفلسطينية قال: «ترسل مصر مبعوثين للحوار مع الاطراف الفلسطينية المختلفة حول ما يحقق مصلحتهم، ولكنها لا تفرض قرارا، فالقرار فلسطيني».