حرب «رصد وتنصت» بين إسرائيل و«حزب الله» وآلاف كاميرات المراقبة على جانبي الحدود اللبنانية

TT

تدور حرب باردة بين الاسرائيليين و«حزب الله» على طول خط الحدود اللبنانية التي انسحبت اسرائيل الى ما ورائه في مايو (ايار) 2000.

ورغم الهدوء الذي يعم هذا الخط منذ اكثر من عام، الا ان المناوشات «التكتيكية» مستمرة بين الطرفين، غير انها لا تتخذ الطابع العسكري البحت. ففي مواجهة «القلعة» الاسمنتية الضخمة التي بنتها اسرائيل عند تلة العباد التي يمر على قمتها خط الحدود، اقام الحزب نصبين يمثلان ارييل شارون، رئيس وزراء اسرائيل ووزير دفاعه، وهما مخصصان لـ«الرجم» في استعارة رمزية لعملية الرجم خلال مراسم الحج.

وفي مواجهة الاسلاك الشائكة التي نصبتها اسرائيل على طول الخط الحدودي وآلاف كاميرات المراقبة المنصوبة على اعمدة عالية او معلقة في مناطيد طائرة، اقام «حزب الله» مواقع مراقبة زود افرادها مناظير مراقبة للرؤية الليلية واجهزة اتصال لتشكيل شبكة انذار مبكر.

ومع الهدوء الذي ساد هذه المنطقة اخيراً والضغوط التي تمارس على سورية ولبنان والمنطقة، ازال الحزب هذه المراكز ملغياً بذلك مظاهر الحضور العسكري المتواضع التي كانت تقوم في المنطقة بين حين وآخر.

وقد استبدل الحزب بجهاز انذاره المبكر في الاسابيع الماضية أجهزة مراقبة ورصد متطورة رُكّبت على اعمدة حديدية نصبت لمراقبة ما يجري في الجهة المقابلة من الشريط الشائك. وهذه الاجهزة تتمتع بتقنيات عالية ودقة في المراقبة. وقد شوهد عدد كبير منها في نقاط مختلفة على طول خط الحدود، لا سيما النقاط المقابلة مباشرة للمواقع الاسرائيلية في موقعي «بوابة فاطمة» و«العباد». وهذه الاجهزة تمكن «حزب الله» من رصد التحركات الاسرائيلية او محاولات التسلل من قبل عناصر الجيش الاسرائيلي، كما تتيح للحزب المراقبة الجيدة والفاعلة ولمسافة بعيدة في العمق الاسرائيلي وهي وتعمل بنظام مجهز للرؤية الليلية.