مقتل رئيس أركان القوات الروسية في الشيشان

TT

كشفت مصادر عسكرية روسية امس عن ان ضحايا المروحية الروسية من طراز «مى ـ 8» التى سقطت اول من امس على مقربة من بلدة اليستانجى 14 وليس 11 مصابا، بينما بلغ عدد القتلى خمسة بدلا من اربعة، من بينهم العقيد اناتولي تولماشوف رئيس اركان القوات الفيدرالية فى الشيشان، ورومان بويفيتوف القائد العسكري لمنطقة كورتشالوي شرق العاصمة غروزني. وقالت المصادر ان المروحية هوت بعد خمسين ثانية فقط من لحظة اقلاعها، وعزت ذلك الى اسباب تقنية حسب التقديرات المبدئية.

وقد ربطت المصادر بين سقوط المروحية وتصاعد نشاط المقاتلين الشيشان ما دفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى تأجيل زياراته الخارجية والتى كان مقررا ان يقوم بها الى كل من اوزبكستان وماليزيا واذربيجان.

وقالت ان القرار الذى اتخذه بوتين ليس الاول من نوعه، حيث سبقته قرارات مماثلة ارتبطت كلها بعمليات قام بها المقاتلون الشيشان. وتضم قائمة الزيارات التى سبق والغاها، بوتين زيارتين كان مقررا القيام بهما فى اكتوبر (تشرين الاول) الماضي الى البرتغال والمكسيك، للمشاركة فى قمة رؤساء بلدان اسيا والمحيط الهادئ، بسبب حادث احتجاز الرهائن فى مسرح دوبروفكا فى موسكو كما الغى زيارته الى الدنمارك للمشاركة فى قمة «روسيا ـ الاتحاد الاوروبي» فى نوفمبر (تشرين الثاني)الماضي بسبب رفض سلطات كوبنهاغن التراجع عن قرارها بالسماح بعقد مؤتمر عموم الشيشان فى كوبنهاغن بمشاركة السياسي الشيشاني احمد زكايف الذي رفضت تسليمه.

ويحتدم الجدل بين الاوساط السياسية و العسكرية الروسية حول قدرة موسكو على احتواء ما يسمونهم « بالخونة» بين صفوف الميليشيات الشيشانية التي اشرفت موسكو على تشكيلها. كما يحذر الكثيرون من مغبة الاستخفاف بما سبق قد هدد به الزعيم الشيشاني شاميل باسايف في اعقاب عملية «مسرح دوبروفكا» حول تشكيل فرق «الارامل الانتحاريات»، عندما قال انهن «سيقمن بعملياتهن فى كل ارجاء روسيا بما فى ذلك العاصمة موسكو». وكان الحاج احمد قادروف رئيس الادارة الشيشانية قد ابلغ بوتين فى اجتماعه الاخير معه فى الكرملين بان الكثيرين يحذرون رئيس جهاز الشرطة فى بلدة ارجون على سبيل المثال من وجود ما يقرب من «30 خائنا» بين القوات التابعة له، لكنه يقول انه لا يستطيع ان يفعل شيئا لانه لا تتوفر لديه الادلة على ذلك وهو ما سارع بوتين ليعلق عليه بقوله: «انه ما دامت لا توجد القرائن على تورطهم فى جرائم دموية فليس هناك داع للتشبث بماضيهم».