المغرب: الفرنسي أنطوان وثمانية مغاربة من المتورطين في تفجيرات الدار البيضاء أول من سيحاكمون بمقتضى قانون مكافحة الإرهاب

TT

سيكون الفرنسي روبير ريشارد انطوان، المدعو «الحاج» وأيضا «أبو عبد الرحمن»، الذي يعتبر الحلقة الاساسية، حسب تأكيدات المصادر الأمنية المغربية، للتنظيم الذي وقف وراء تفجيرات الدار البيضاء، إلى جانب ثمانية مغاربة آخرين، أول من سيحاكمون بمقتضى قانون مكافحة الارهاب في المغرب بعدما قرر المدعي العام في محكمة الاستئناف في الدار البيضاء إحالتهم على محكمة الاستئناف في الرباط، التي يعود إليها الاختصاص في القضايا الجنائية المرتبطة بالارهاب، لمتابعتهم بجنايات تكوين عصابة إجرامية والتحضير وتنفيد عمليات تشكل عمليات إرهابية وجناية المس بسلامة الدولة الداخلية عن طريق ارتكاب اعتداءات، الغرض منها القتل والتخريب.

و ينص قانون مكافحة الارهاب على عقوبات زجرية تتراوح ما بين المؤبد والاعدام على مرتكبي هده الأفعال.

وسيمثل إلى جانب الفرنسي انطوان، يوم 21 يوليو (تموز) المقبل، جميع أعضاء «خلية طنجة» المكونة من حسن الخداوي الملقب «ياسر»، وهو من مواليد فاس عام 1972، متزوج، ويعمل بائعا متجولا. وخالد الشاوي المولود عام 1983، عازب، ويعمل صانعا للأحذية. والحسين الهاشمي، من مواليد عام 1978 بدوار البعاجين عمالة (محافظة) شفشاون (شمال المغرب)، متزوج، ويعمل خياطا. ويوسف الخمال، من مواليد عام 1975 ببير شيفا في اقليم طنجة، متزوج، ويعمل فلاحا. ومحمد الزيدي، من مواليد عام 1974 بطنجة، عازب، متزوج، ويعمل اسكافيا. وينتمي المتهمون إلى الجماعات المتطرفة التي يؤطرها الفرنسي انطوان. وخضعت عناصر خلية طنجة، التي أطلق عليها اسم «أسود خلدن» اسوة بمعسكر «خلدن» في أفغانستان، الذي خاض فيه الفرنسي انطوان تجربته شبه العسكرية لتكوين عقائدي، اعتمادا على مؤطري ومنظري تيار السلفية الجهادية، وبايع عناصر الخلية الفرنسي انطوان «أميرا» حيث قرر هذا الأخير تزويد الخلية بالأسلحة النارية والمتفجرات، كما قرر إقامة معسكر تدريبات شبه عسكرية يخضع خلالها أتباعه لحصص تدريبية في اللياقة البدنية، وكيفية استعمال الأسلحة النارية، بالإضافة إلى صناعة المتفجرات، كما اطلع أتباعه ايضا على عزمه إنشاء معسكر يكون قاعدة خلفية للقيام بعمليات هجومية على الحواجز الأمنية والقوافل العسكرية.

وخضعت جماعة خلية طنجة لتدريب عسكري دام عشرة أيام في الغابة المحيطة بمنطقة «اكزناية» بضواحي طنجة. وتضمن المعسكر تداريب على استعمال المسدسات وصناعة المتفجرات، وتداريب رياضية لكسب قوة التحمل. كما تخلل التداريب قيام الفرنسي أنطوان بتجربة تفجير صواعق.

وقالت مصادر قضائية إن أعضاء خلية فاس التي كانت تضم كذلك عناصر متطرفة متشبعة بأفكار الجهاد التي ينادي بها التيار السلفي الجهادي، والتي اقتنعت بترجمتها على أرض الواقع، سيمثل أعضاؤها امام محكمة الاستئناف في الرباط لمحاكمتهم طبقا لقانون الارهاب. وتضم هذه الخلية، هشام حمزي الملقب «أبو جاب»، وهو من مواليد عام 1977 في فاس، عازب، عامل مياوم، وعادل الزغديدي الملقب «أبو الهدى» وهو من مواليد سنة 1978 بفاس، وعبد الحق رضوان مزداد سنة 1963 في القنيطرة، متزوج، ويعمل كتبيا.

و قررت هذه العناصر من أجل إيجاد مصدر لتمويل عملياتها، استهداف بعض الأماكن للسطو عليها مستحلة أموال أصحابها، كما قررت ضمن مخططاتها استهداف بعض البنوك بمدينة فاس من أجل السطو عليها على اعتبار أن أموالها ربا. و كانت مخططات هذه الخلية الارهابية تتجه نحو ضرب بعض المراكز والمقرات في مدينة فاس.

وكان الفرنسي أنطوان تربطه علاقة قوية بخلية فاس إذ طلب من عناصرها إيجاد مكان مناسب للتداريب حتى يكونوا مستعدين في أي وقت للقيام بأعمال تخريبية، فاقترحوا من أجل ذلك منطقة «الكيفان» «رأس الماء» لوجود العديد من الكهوف بها، وتواريها عن الأنظار مما يجعل منها مكانا صالحا للتداريب.

وكشفت التحقيقات، التي أجراها الأمن المغربي عن أنه أمام وحدة هدف كل من خلية فاس وخلية طنجة المتمثل في القيام بأعمال تخريبية تقرر ضم الخليتين إلى بعضهما بعضا. ولهذه الغاية أنشىء كذلك معسكر بالجبال المحاذية لمدينة شفشاون لتدريب الجماعة على القيام بعمليات اعتداء ضد الأشخاص وبعض المراكز من أجل توفير الأموال لتعزيز ودعم عملياتهم. وقرروا لهذه الغاية الاستعانة بشبكات تهريب المخدرات للحصول على الأسلحة من أجل استعمالها ضد قوات الأمن للاستيلاء على دخيرتها التي كانوا ينوون استخدامها في مهاجمة الثكنات العسكرية للحصول على ما يكفي من العتاد الذي ستكون له فائدة في تحقيق مخططاتهم التخريبية.

وقاد البحث في هذه القضية إلى تسليط الاضواء على قضية تتعلق بجريمة قتل راحت ضحيتها امرأة اسمها خدوج العمري في 8 أغسطس (آب) 2002، حيث اعترف المتهم حسن الخداوي، وهو من خلية طنجة، بوقوفه وراء هذه الجريمة بمشاركة المتهم خالد الشاوي، وذلك من أجل استحلال مال هاته الأخيرة لتحقيق رغبته في السفر إلى أفغانستان من أجل ما يسميه «جهادا»، الأمر الذي أكده مساعده في تنفيذ الجريمة.