البشير يؤكد أن السلام بات خيارا استراتيجيا للسودانيين ودانفورث يصل إلى الخرطوم الأسبوع المقبل

TT

اعلن الرئيس السوداني الفريق عمر البشير ان السلام القادم سيكون شاملا ونهائيا يضع حدا للحرب التى ارهقت كاهل البلاد.

وقال وهو يتحدث فى كادوقلي عاصمة جنوب كردفان (جبال النوبة) ان السلام اصبح خيارا استراتيجيا لكل ابناء السودان وان الحكومة والشعب مستعدون لمرحلة السلام القادم خلال هذا العام. ويصل السناتور جون دانفورث المبعوث الاميركي للسلام في السودان الى الخرطوم الاسبوع المقبل على رأس وفد يضم مسؤولين بوزارة الخارجية الاميركية لدفع المفاوضات حول السلام الجارية في كينيا حاليا. وتأتي زيارة المبعوث الاميركي للسودان في اطار جولة تشمل القاهرة والخرطوم ونيروبي. وكان الرئيس الاميركي جورج بوش قد اشار الى زيارة مبعوثه الخاص للسلام للسودان لدى مخاطبته مؤخرا اجتماعا للمجلس الاميركي ـ الافريقي لرجال الاعمال بواشنطن حضره عدد من القادة الافارقة. ويبدأ بوش زيارة لعدد من دول افريقيا اليوم. على صعيد آخر، اعلن مسؤولان سودانيان في الخرطوم استعداد الحكومة للموافقة على نقل عاصمة البلاد الى اي مدينة اخرى في الجنوب تفاديا لمطالب الحركة الشعبية بعدم تطبيق قوانين الشريعة في العاصمة. وقال غازي صلاح الدين مستشار رئيس الجمهورية لشؤون السلام ان الحكومة تتفاوض الآن من اجل التمسك بحق الدين والشريعة ولا يمكن ان تترك هذا الحق مهما كانت الظروف. واوضح ان الحكومة «يمكن ان تتفاوض حول اقتراح بنقل العاصمة الى الجنوب ولكنها لن تتنازل عن تطبيق الشريعة في العاصمة». وأكد المؤتمر الوطني الحاكم عدم وجود اي تحفظ لديه بأن تكون العاصمة في اي ولاية من ولايات الجنوب، واعتبر ان مسألة العاصمة لا تعتبر مشكلة امام خطوات السلام. وقال صلاح الدين والشفيع احمد محمد نائبا الامين العام للحزب الحاكم ان الحكومة والحزب لن يضعا العراقيل امام الوصول الى السلام القادم. وقال صلاح الدين ان اكبر تحد يواجه الحكومة هو ايقاف الحرب وليس الاستجابة لضغوط من اية جهة خاصة ان اميركا جربت الضغوط ولكنها فشلت في النيل من الحكومة وان اكبر دعم كان يوجه للحرب من اليمين الاميركي الذي تحول الآن الى السلام. واضاف وهو يتحدث في ندوة في جامعة الخرطوم ان الحرب استنفدت اغراضها وان اميركا ترى ان بقاء السودان الموحد افيد لها على الاقل في اضعاف التيارات الاسلامية. وطالب الشفيع الحركة الشعبية بأن تكون على قدر التحدي الحالي الذي فرضته تطلعات جماهير الشعب السوداني. وقال في تصريحات صحافية ان هناك امكانية لأن تصل جميع الاطراف بمختلف تناقضاتها السياسية الى نقطة التقاء يتم من خلالها حسم جميع القضايا الخلافية متى ما تم الوصول لسلام عادل وشامل، خاصة ان قضية الشريعة لم تكن سببا في يوم من الايام لحمل السلاح.

من جهة ثانية، داهمت سلطات الامن مساء اول من امس اجتماعا لقيادات عليا لحزب الامة المعارض في السودان بدار احد زعمائهم. وفضت الاجتماع وابلغت المجتمعين انهم رهن الاعتقال ولكنها تركتهم في ذات اللحظة. ولاحقا تلقى الدكتور عمر نور الدائم نائب رئيس الحزب اعتذارا هاتفيا من مسؤولين امنيين ابلغوه انهم كانوا يعتقدون ان الاجتماع يضم اطرافا اخرى من خارج الحزب. وكانت السلطات قد منعت يوم السبت اجتماعا بدار حزب الامة ضم عددا من ممثلي المعارضة لمناقشة ميثاق جديد يدعم اتفاقية السلام المزمعة. واستدعت الدكتور عبد النبي علي احمد الامين العام للحزب على خلفية الاجتماع الذي كان مقررا بالدار. وقال نور الدائم في تصريحات صحافية ان السلطات اطلقت سراح احمد عند منتصف الليل وطلبت اليه العودة اليوم للتحقيق معه.

ومنعت السلطات السودانية جوزيف اوكيلو رئيس اتحاد الاحزاب الافريقية من السفر الى نيروبي امس تلبية لدعوة تلقاها من سكرتارية وشركاء الايقاد ضمن آخرين من السياسيين الجنوبيين في الداخل والخارج للاستماع لوجهة نظرهم في اتفاقية السلام. وقال اوكيلو في تصريح صحافي انه منع من السفر بعد ان اكمل كل الاجراءات، وبينما هو في الانتظار وقبل ربع ساعة من موعد اقلاع الطائرة تلقى اخطارا بانه محظور من السفر. من جهة اخرى، لقي ثمانية اشخاص مصرعهم في اشتباك مسلح بين قبيلتي الرزيقات والمعاليا العربيتين في جنوب دارفور بغرب السودان. ولم يحدد بيان صادر باسم الناطق الرسمي للشرطة امس عدد القتلى من كل قبيلة، الا انه اشار الى ان القتلى من الطرفين. وقال ان الاشتباكات كانت محدودة وتم احتواؤها وإلقاء القبض على عدد من المشتبه في ضلوعهم بالاحداث (لم يحدد عددهم) وضبط 9 بنادق مختلفة الاحجام واحتجاز 5 عربات صغيرة يشتبه اشتراكها في الاحداث. وأكد الناطق الرسمي استتباب الأمن تماما بكل من عديلة (مركز المعاليا) والضعين (رئاسة الرزيقات) وما جاورهما وتم ارسال قوة من الشرطة لدعم وتأمين المنطقة. ونقل البيان عن قيادات المنطقة الاهلية استعدادها لتسليم كل من تشير اليه اصابع الاتهام والتزامها بالقانون واستحسانها للاجراءات التى اتخذتها الشرطة للحيلولة دون تجدد الاحداث وتفاقمها. وكانت المنطقة قد شهدت قبل عام اشتباكات بين القبيلتين قتل فيها العشرات وحرقت العديد من القرى ونهبت الماشية وسيق عدد من المشتبه فيهم للمحاكمة وحكم على بعضهم بالاعدام. وبذلت السلطات المركزية والمحلية جهودا كبيرة لتحقيق صلح بين الطرفين، وقبل توقيع اتفاق الصلح النهائي مؤخرا انهارت الجهود لخلافات حول حجم التعويضات وواصلت قيادات قبلية وتنفيذية في المنطقة جهودها لعقد مؤتمر جديد كان مقررا له الشهر الحالي.