صدام في رسالة صوتية أخرى للعراقيين: قاوموا المحتلين بكل الوسائل بما فيها المقاطعة والعصيان

TT

في تسجيل صوتي آخر منسوب اليه، قال الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين ان حرب العصابات هي «الوسيلة المثلى لمقاومة الاحتلال الاميركي ـ البريطاني». كما دعا صدام في التسجيل الذي تضمن اشارة الى ذكرى ميلاده التي مرت في ابريل (نيسان) الماضي العراقيين، عربا واكرادا وشيعة وسنة ومسلمين ومسيحيين الى مقاومة الوجود الاميركي ـ البريطاني من خلال «المقاطعة التجارية والعصيان المدني» والى توحيد جهودهم قائلا ان المهمة الاولى للعراقيين هي طرد الغزاة من الاراضي العراقية.

وبثت التسجيل، الثاني خلال اقل من اسبوع، قناتا «الجزيرة» القطرية و«ال بي سي آي» اللبنانية. وكانت الجزيرة قد بثت الجمعة الماضي شريطا صوتيا منسوبا لصدام قال فيه انه على قيد الحياة ومايزال في العراق وذلك بعد نحو ثلاثة شهور من الحرب التي قادتها الولايات المتحدة لاطاحته. وفي الشريط الاخير، سخر المتحدث الذي اكد انه يتكلم «من داخل العراق» من الولايات المتحدة لانها صدقت ان العراقيين سيرحبون بالقوات الاميركية على انها قوات تحرير وقال ان «شعب العراق العظيم لم ولن يستقبل جيوش الغزاة على وفق ما كانوا قد منوا به نفوسهم».

كذلك دعا الصوت العراقيين الى استخدام كافة الوسائل المتاحة لمحاربة الغزاة بداية من المقاطعة التجارية والمظاهرات السلمية والعصيان المدني وحتى اطلاق النار على المحتلين بالمسدسات والبنادق. وجاء في الشريط الذي استغرق بثه 14 دقيقة «ان العراقيين اخوة لانهم شعب واحد في وطن واحد وقد ارتقوا على الزمن على اساس وحدتهم.. لقد جاء العدوانيون الغزاة المحتلون محملين بآمال خائبة ان يستقبلهم شعب العراق استقبال الفاتحين المحررين». وناشد العراقيين «انبذوا اي اثر ومدخل الى عوامل الفرقة والتفرقة بين صفوفكم ووحدوا الصف لتكن رايتكم واحدة في علم العراق ورايته، راية الله اكبر». واضاف «ان النصر آت آت إن شاء الله..الله اكبر الله اكبر وليخسأ المجرمون الصهاينة والادارة الاميركية وتابعوهم وليلعنهم الله الى يوم الدين. ان الله معكم (العراقيين) الله مع المجاهدين الثابتين على الموقف.. الثابتين على المواقف التي ترضيه سبحانه.. لا نصر الا لمن ينصره الله.. اعملوا من خلال هذا على الفوز بالجنة ونيل العزة».

ولم يرد على الفور تأكيد مستقل لهوية المتحدث لكنه مثل الشريط السابق يحتوي على كافة المفردات المميزة في خطابات صدام لكنه لا يتضمن اية اشارة الى تأريخ تسجيله باستثناء اشارة الى ذكرى ميلاد صدام التي مرت في ابريل الماضي. يذكر ان صحيفة «سيدني مورنينغ هيرالد» الاسترالية كانت قد تلقت في مايو (ايار) تسجيلا صوتيا منسوبا لصدام تضمن اشارة الى «احتفال» العراقيين بعيد ميلاده.

وفي واشنطن قال مسؤول في الاستخبارات الاميركية انه لا يعلم ما اذا كان الشريط حقيقيا ام زائفا. وقال المسؤول «بالطبع سنفحص الشريط لتحديد ما اذا كان حقيقيا». وكانت وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية قالت ان الشريط الذي اذيع الجمعة الماضي ربما كان لصدام. والشريط ذاته، على ما يبدو، وضع امام مكتب قناة «ال بي سي اي» في فندق فلسطين في بغداد بحسب ادارتها.