مقتل إسرائيليين في أول عملية تفجيرية بعد إعلان وقف إطلاق النار والجناح العسكري للجهاد يتبناها

TT

قتل اسرائيليان وفلسطيني الليلة قبل الماضية في هجوم تفجيري في منطقة نتانيا، هو الاول من نوعه منذ اعلان خمسة فصائل فلسطينية الهدنة المؤقتة مع اسرائيل في 29 يونيو (حزيران) الماضي. واعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي مسؤوليتها عن العملية التي استهدفت منزلا يقع في مستوطنة «كفار يعبتس» الواقعة في منطقة نتانيا القريبة. وهذه ايضا اول مرة يلجأ فيها الفلسطينيون لعمليات تفجير المنازل منذ اندلاع انتفاضة الاقصى. وتعكس هذه العملية خلافا داخل حركة الجهاد الاسلامي حول قضية الهدنة، رغم محاولة بعض قادتها نفي علاقة الحركة بالعملية والتأكيد على الالتزام بالهدنة. وفي بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه كشفت السرايا عن هوية منفذ العملية وهو احمد خيري فتحي خيري (22 عاما) من بلدة كفر راعي قضاء جنين وينتمي الى سرية شهداء الحركة الاسيرة . وقال البيان الذي جاء تحت عنوانه «اطلقوا سراح الاسرى كافة والا فان القادم اعظم باذن الله» ان هذه العملية جاءت لتجسيد «ارادة الشعب الفلسطيني في الجهاد والمقاومة وجاءت وفي ظل العدوان الصهيوني المتواصل والسماح لليهود المجرمين بتدنيس المسجد الأقصى المبارك، في ظل التضييق على الأسرى في سجونهم والتلاعب بأعصابهم عبر الحديث عن النية لاطلاق سراح بعضهم واستثناء بعضهم الآخر». وشدد البيان على ان عمليات السرايا متواصلة حتى «النصر والتحرير».

وتناقضت تصريحات مسؤولي الجهاد فبينما نفى الدكتور محمد الهندي القيادي بداية مسؤولية الحركة عن العملية، مشددا على التزامها بمبادرة تعليق العمليات التي اعلنتها مع حركة حماس، عاد واعترف بذلك مطالبا اسرائيل بالافراج عن جميع الاسرى. ورفض خالد البطش وهو قيادي اخر للحركة في قطاع غزة تأكيد او نفي مسؤولية الحركة عن العملية.

من جانبها ادانت السلطة الفلسطينية العملية. واعتبرها نبيل عمرو وزير الاعلام الفلسطيني، «انتهاكا لاعلان الهدنة». وقال «نحن نعتبره خرقا مثل باقي الاختراقات الاسرائيلية». وشدد على ان السلطة الفلسطينية ستعالج القضية «من خلال القانون وسنتخذ كل الاجراءات المناسبة».

ووقعت العملية الليلة قبل الماضية. واعتقدت الشرطة الاسرائيلية بداية ان الامر لا يتعدى انفجار قارورة غاز لكن التحقيقات اثبتت انه عملية تفجيرية وان الشاب الذي نفذها هو احمد خير الذي قطع مسافة 65 كيلومترا وتجاوز العديد من الحواجز العسكرية المنتشرة في المكان. وفجر خيري نفسه بعبوة ناسفة وليس حزاما ناسفا كما جرت العادة، في غرفة الاستقبال في المنزل. وذلك خلال نقاش حاد مع صاحبة المنزل مزال عطاري (65 عاما) حسب المزاعم الاسرائيلية.

الى ذلك أعلنت «قوات الجيش الشعبي» التابعة لـ كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح مسؤوليتها عن هجومين ضد الاحتلال الإسرائيلي في كل من نابلس وجنوب قطاع غزة. وفي بيانين منفصلين تلقت «الشرق الاوسط» نسخة عنهما اعلنت «الكتائب ان «مجموعة محمود الطيطي (قائد الكتائب الذي اغتالته اسرائيل قبل حوالي العام في مخيم بلاطة بنابلس)» فجرت الليلة قبل الماضية عبوة ناسفة على الطريق الواصل الى مستوطنة مغداليم شمال نابلس، في آلية للمحتلين الصهاينة. وذكرت في البيان الثاني أن مجموعة من وحدة «الشهيد القائد جهاد العمارين» ومجموعة من «وحدة الشهيد القائد ناصر أبو عاذرة» هاجمت بعد ظهر اول من أمس «موقع الاحتلال على الحدود المصرية جنوب قطاع غزة بالأسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية والقذائف الصاروخية، مما أدى إلى إصابة الموقع بشكل مباشر».

ودعت «كتائب شهداء الأقصى» الاحتلال الإسرائيلي الى الرحيل عن أرض فلسطين قائلة «أيها المحتلون الصهاينة ارحلوا عن أرضنا لأن كيانكم القائم على الإرهاب والمجازر سيزول حتماً، لا نريد السلام المفخخ، سلام شارون.. الجلوس معه يعني تبرئته كمجرم حرب». وجاء الاعلان عن العمليتين بعد اعتقال السلطة الفلسطينية لثلاثة عشر من قادة وكوادر «لجان المقاومة الشعبية»، التي ينتمي معظم اعضائها الى فتح رغم كونها اطارا يضم مقاومين من جميع الفصائل.

على صعيد اخر واصلت قوات الاحتلال امس عدوانها على الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة ففي مدينة رفح جنوب القطاع اصاب رصاص جنودها الليلة قبل الماضية ثلاثة فلسطينيين. وذكرت مصادر فلسطينية إن عدة آليات عسكرية للاحتلال تحركت باتجاه منازل المواطنين الفلسطينيين على الشريط الحدودي في مخيم يبنا، وفتحت نيران أسلحتها الرشاشة، بشكلٍ عشوائي، ما أدى إلى إصابة الشابين : مراد أبو زايد (ستة عشر عاماً)، ويوسف الهمص (سبعة عشر عاماً). واصيب فلسطين ثالث في حي القصاص في ساقه. وفي الحي الغربي من مدينة طولكرم أصيب، الليلة قبل الماضية صبي فلسطيني بجراح خلال عملية اقتحام للحي. وذكرت مصادر طبية فلسطينية ان الصبي امين موفق القاروط (16 عاما) اصيب بعيارين ناريين في الفخذ الايمن والكاحل.