إسرائيل تتهم إيران بتشجيع الفلسطينيين على خرق اتفاق وقف النار والعودة للعمليات

TT

وجهت اسرائيل اصبع الاتهام الى ما سمته «عناصر اسلامية دولية متطرفة، في مقدمتها ايران» بالضغط على التنظيمات الفلسطينية المسلحة لكي تخرق اتفاق الهدنة واتفاق وقف اطلاق النار وتعود لتنفيذ العمليات التفجيرية.

وقال مصدر امني رفيع، امس، ان الايرانيين رصدوا مبالغ طائلة لاغراء الفلسطينيين على تنفيذ تلك العمليات بهدف نسف عملية الانفراج في العلاقات الاسرائيلية ـ الفلسطينية وافشال جهود حكومة محمود عباس (ابو مازن).

جاء هذا الاتهام خلال نقاش امني مغلق اجراه رئيس الوزراء الاسرائيلي، ارييل شارون، مع مسؤولي الامن في مطلع الاسبوع، وكشف النقاب عنه فقط في يوم امس. وعلم ان وزير الدفاع الاسرائيلي، شاؤول موفاز، ابلغ وزير الشؤون الامنية في الحكومة الفلسطينية، محمد دحلان، بهذا التقويم. وطلب اليه ان يتخذ الاجراءات الضرورية لاجهاض المحاولات الايرانية. وقال له ان ما يفعله اليوم لمواجهة العمليات لن يكون مجديا لصد الهجمة الايرانية، وحثه على تنفيذ حملة جذرية لتفكيك التنظيمات العسكرية الفلسطينية تماما.

ومع وقوع العملية التفجيرية الجديدة في بلدة «يعبش» الاسرائيلية مساء اول من امس، قررت اسرائيل الحديث علنا عن التدخلات الايرانية. وتبين ان اسرائيل تعتقد ان هناك 20 خلية فدائية فلسطينية متمردة، منتشرة في شمالي الضفة الغربية وفي جنوبي قطاع غزة، تنجرف وراء الاغراءات الايرانية وتتجند للقيام بعمليات. وان هذه الخلايا تابعة لكتائب شهداء الاقصى التابعة لحركة «فتح» لكن بعضها يعمل بالتعاون مع نفر قليل من حركتي «الجهاد الاسلامي» و«حماس» الذين رفضوا الالتزام بالهدنة وباتفاق وقف اطلاق النار. ولذلك استمرت عمليات اطلاق الرصاص على الجنود الاسرائيليين في المنطقتين.

وأعلن الناطق بلسان رئيس الوزراء الاسرائيلي، رعنان غيسين، امس، ان وجود تلك الخلايا الناشطة هو بالنسبة لإسرائيل خرق غير مقبول لاتفاقات يجعلها لا تستحق الورق الذي كتبت عليه. وقال: «نحن لم نيأس بعد من امكانيات النجاح في وقف النار والتقدم في المسيرة السياسية. ولكن في الوقت نفسه لا نرى امكانية التقدم مع استمرار الارهاب فإذا كان الفلسطينيون جادين في المسار السياسي عليهم أن يحاربوا الإرهاب بصورة جذرية ويسقطوه تماما عن جدول الابحاث. وهذا لا يتم الا اذا نفذت حملة اعتقالات واسعة في صفوف تلك التنظيمات وتم تجريدها من اسلحتها». ورفض غيسين التصريحات الفلسطينية التي عزت هذه العمليات الى قرار الحكومة الاسرائيلية الاكتفاء باطلاق سراح 350 اسيرا فلسطينيا والامتناع عن اطلاق سراح اسرى من «حماس» و«الجهاد»، وقال: «اطلاق سراح المزيد من المعتقلين الفلسطينيين وغيره من التسهيلات للفلسطينيين، مرتبط بسبل مكافحة الارهاب. فاذا استمرت الحكومة الفلسطينية في اسلوبها الناعم هذا بالتفاهم مع التنظيمات المسلحة ومسايرتها والاركان الى وعودها، فان هذه التنظيمات ستزداد قوة. وستستغل الهدنة من اجل تعزيز تنظيمها العسكري واستعدادها لجولة اخرى اقسى من العمليات».

وهدد وزير الخارجية الاسرائيلي، سلفان شالوم، امس بان بلاده ستعود الى سياستها الحازمة ضد التنظيمات الفلسطينية اذا نفذت عملية تفجيرية اخرى. فيما قال وزير الدفاع، موفاز، امس، ان جيشه «سيعالج» خلايا «الجهاد الاسلامي» في جنين التي خططت لعملية «يعبش»، وذلك من دون ان تقطع اتصالاتها مع الحكومة الفلسطينية.

يذكر ان رئيس طاقم المراقبين الاميركيين، جون وولف، اجتمع امس مع الوزير سلفان شالوم واستمع منه الى تقرير حول تطور العلاقات مع الفلسطينيين.

واستغل شالوم العملية التفجيرية في يعبش لكي يثبت المزاعم بان الفلسطينيين لم يفعلوا ما يجب فعله لوقف الارهاب. وقال له: «اننا مقتنعون بان ابو مازن ودحلان وغيرهما من المسؤولين في الحكومة الفلسطينية معنيون بالعمليات الارهابية. لكنهم في الوقت نفسه لا يعالجون الموضوع بشكل جذري. ولا يدركون انه من غير الممكن محاربة الارهاب بواسطة التصالح مع رؤوسه. فالمواجهة لا بد منها. ومن الافضل القيام بها اليوم، قبل ان تتمكن تلك التنظيمات من اعادة تنظيم صفوفها. فعندئذ سوف تكون شوكة في حلق ابومازن وليس فقط في حلق اسرائيل».

في الوقت نفسه اشاد شالوم باللقاءات الاخيرة التي جرت بين الوزراء الاسرائيليين والفلسطينيين. وقال ان هناك تعاونا ميدانيا كبيرا في المجال الامني وكذلك في المجال الاقتصادي.