مقتل وإصابة 6 عرب وأكراد يعملون في الزراعة ببريطانيا في اصطدام شاحنتهم مع قطار سريع

TT

قتل ثلاثة شرق أوسطيين وجرح ثلاثة آخرون عندما اصطدمت حافلة صغيرة كانت تقلهم، اول من امس، بقطار سريع في انجلترا.

كانت الساعة قد تجاوزت قليلاً الثامنة وعشرين دقيقة صباحاً، عندما اقتربت شاحنة من طراز «فورد ترانزيت» وعلى متنها 9 عرب وأكراد عراقيين، من حاجز عبور خاص بالقطارات في قرية شارلتون القريبة من بلدة ايفرشام (وسط انجلترا)، الا انها فشلت في التأكد من سلامة الموقف فحاولت عبور الحاجز، مما ادى الى اصطدامها بقطار سريع كان في طريقه الى لندن. وهذا الحاجز، الذي يعتبر واحداً من بين 1600 حاجز مماثل في بريطانيا، يعمل بطريقة آلية وتطلب التعليمات فيه من اي سيارة او شاحنة الاتصال بمركز خاص للتأكد من عدم عبور القطار. لكن سائق الشاحنة التي كانت تقل العرب والاكراد العاملين في مجال الزراعة، قيل انه لم يتصل بالمركز وربما اعتقد ان القطار، الذي كان اول من امس متأخراً عن موعده المعتاد بـ12 دقيقة، قد مر.

وبمجرد وقوع الحادثة، اخذ اثنان من الذين وصفت حالتهم بالحرجة الى مركز صحي قريب وثالث الى مستشفى ببرمنغهام. لكنهم توفوا لاحقاً. وكذلك تعرض ثلاثة آخرون، بينهم سائق الشاحنة، الى جروح طفيفة. وقال كولين ادوراردز، رئيس المفتشين بشرطة النقل البريطانية: «اعتقد ان الضحايا من اصل شرق اوسطي، لكنهم كانوا من اكثر من جنسية واحدة. لم نتمكن بعد من تحديد اسم الشركة التي كانوا يعملون لصالحها لكن ذلك سيتم التوصل اليه خلال التحقيق».

القطار الذي يتكون من تسع قاطرات وكان في طريقه من مدينة هيرفورد الى محطة بادينغتون الشهيرة في لندن، كان من بين ركابه في القاطرة الاولى نائب بريطاني يدعى بيتر لوف، وصف لاحقاً الحادثة بقوله: «كان هناك دوي، تهشمت بعده النافذة على الجانب الايمن من القطار. انتشر الزجاج في كل مكان ثم اجرى القطار عملية توقف اضطرارية، وبعد ثوان، اعلن السائق بصوت قلق جداً: لقد اصطدمنا بشيء ما». وقال لوف انه سيثير في مجلس العموم (البرلمان) قضية الحادثة.

كان هنالك ايضاً من بين ركاب الحافلة اسقف من هيرفورد يدعى جون اوليفر روى ما حدث بقوله: «اعتقدت ان القطار كان في طريقه للانحراف بعد ان ضرب الحافلة، لكن لحسن الحظ بقي على السكة واجرى توقفاً اضطرارياً بعد نحو ثلاثة ارباع الميل منذ الاصطدام».

ويعتقد ان العمال العرب والاكراد كانوا في طريقهم الى مزرعة قريبة من اجل اخذ كميات من البصل الاخضر قبل نقلها الى المحلات التجارية الكبرى. وتردد ان العرب والاكراد الذين قتلوا وجرحوا في الحادثة ربما كانوا يعملون بطريقة غير شرعية، مما وفر للمناهضين لسياسات الهجرة فرصة اخرى لمهاجمة الحكومة البريطانية وحثها على اعتماد سياسة اكثر تشدداً تجاه المهاجرين «الاقتصاديين».

ووجدت شركة «سيمس اند وودز» التي كان يعمل لديها الضحايا نفسها محل انتقاد لتشغيلها مهاجرين بطريقة غير شرعية. لكن مدير الشركة جيمس ماسينغرهام قال في تصريحات نقلتها عنه الصحافة المحلية امس ان شركته وظفت اناساً مهمتهم جلب العمال الزراعيين، لكنها كانت دوماً حريصة على التأكد من اتمام ذلك بطريقة شرعية. واضاف ماسينغرهام: «المديرون وكل الطاقم بشركة «سيمس اند وودز» يعبرون عن عميق تعاطفهم مع كل عائلات ضحايا هذا الحادث المأساوي».

وتلجأ الشركات العاملة في مجال الزراعة، الى تشغيل مهاجرين عرب وآسيويين وشرق اوروبيين، عادة، بسبب رفض البريطانيين العمل في مثل هذه المجالات ذات الاجور المنخفضة نوعاً ما.