الأمم المتحدة تنشر مفتشين في موانئ دبي للتحقق من الشحنات المتجهة إلى العراق

TT

ذكرت مصادر مطلعة امس ان الامم المتحدة قامت اخيرا بنشر مفتشين ومراقبين تابعين لها في ميناء راشد بدبي بناء على طلب رسمي من الامارات لتسهيل مهمة شحن البضائع والمساعدات الانسانية الى العراق. وقالت المصادر ان حكومة دبي خاطبت سفير الامارات في الامم المتحدة لطلب نشر مفتشين في موانئ دبي اسوة بنقطتي التفتيش التابعتين للمنظمة الدولية والموجودتين في الكويت والاردن. ولم تحدد المصادر عدد المفتشين الا انها قالت بأن هؤلاء تم نشرهم اخيرا في ميناء راشد بدبي وقد يتم ايفاد مزيد منهم لتغطية الميناءين الآخرين في الامارة وهما جبل علي والحمرية. واشارت هذه المصادر الى ان نشر المراقبين جاء في إطار التسهيلات التي وفرتها لهم سلطة موانئ دبي لدعم وتسهيل تدفق الشحن من الإمارات العربية المتحدة الى العراق من خلال التحقق في كل عقود النفط مقابل الغذاء المعتمدة، كذلك الأمر بالنسبة لبعض الشحنات الخاصة التي تتبنى إرسالها الهيئات الإنسانية المختصة.

وكانت سلطة موانئ دبي قد اعلنت امس انطلاق أول سفينة محملة بالمواد الغذائية من موانئ دبي متجهة الى العراق بعد انتهاء الحرب. وعكست تلك الشحنة التقدم السريع لاستئناف خدمات الشحن البحري باتجاه العراق واستعادة ميناء أم قصر قدرته على إجراء عمليات مناولة سفن الحاويات. وتضمنت الشحنة التي نقلت على ظهر الباخرة «سيما كيجا» التي تديرها «سيماتك شيبنغ» للملاحة 121 حاوية قياس 40 قدما تحتوي على أسطوانات غاز فارغة وجهتها بغداد، حيث تم توزيعها بعد تعبئتها بالغاز، في الأسواق المحلية في العراق لأن مادة الغاز تعتبر الوقود الأساسي للطبخ . وكانت شركات تموين السفن وشركات الشحن التي كانت تقوم برحلات منتظمة بين دبي وأم قصر قد توقفت عن العمل نتيجة الحرب. وكان يتم نقل أكثر من 3 آلاف حاوية شهريا الى أم قصر عبر موانئ دبي في إطار برامج الغذاء قبل نشوب الأزمة.

وقالت سلطة الموانئ ان الشحنة الاخيرة تمثل «إنجازا مهما» في تنسيق الجهود المشتركة بين العاملين الأساسيين في قطاع النقل، منهم سلطة موانئ دبي و«ستيفيدورينغ سيرفيسز أوف أميركا» و«بي. أل. شيبنغ أند لوجستيك» (مومباي) و«موريا يوديوغ» و«سيماتك» والمنظمات الإنسانية الأخرى التابعة للأمم المتحدة و«أوثمال شيبنغ أند ترانسبورت» ومفتشو الأمم المتحدة التابعين للأمم المتحدة «كوتيكنا». وتم استقدام تلك الشحنة من منشئها في مومباي الى موانئ دبي حيث تم تفتيشها ثم نقلت على متن الباخرة الى أم قصر، وهناك قامت شركة «إس. إس. أي. مارين» الأميركية التي تشغل المرفأ بمناولتها قبل أن يتم نقل الحاويات مباشرة الى بغداد لتوزيعها. وتم تخزين شحنة مماثلة في الوقت أخيرا في مخازن سلطة موانئ دبي بانتظار عودة الباخرة «سيما كيجا» من العراق حيث ستقوم برحلة العودة الى أم قصر محملة بإمدادات جديدة. يشار الى أن سلطة موانئ دبي ناولت 43 ألف طن من الأكياس التي تحتوي على مواد غذائية متجهة الى العراق باعتبارها جزءا من برنامج الغذاء العالمي بالتعاون مع شركة «وكالة الخليج» (جي. آي. سي)، وكان قد تم تخزينها في أماكن خاصة في ميناء راشد، تمهيدا لتفتيشها قبل شحنها. يذكر أن هناك أكثر من 2300 حاوية في الإمارات العربية المتحدة في طريقها الى العراق حيث يتم حالياً انجاز معاملات تخليصها تمهيدا لشحنها الى ميناء أم قصر. وفي هذا الوقت يدرس برنامج الغذاء العالمي تفريغ معظم تلك الحاويات في ميناء راشد لكي يتسنى له إدارة تدفق الشحنات بشكل أفضل وتوزيعها ضمن العراق.