تشيني يتدخل لحل الخلاف مع تركيا حول توقيف جنودها في شمال العراق

TT

تدخل ديك تشيني، نائب الرئيس الاميركي، لحل خلاف حاد مع تركيا فأجرى اتصالا هاتفيا برئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، يومي الاحد والاثنين الماضيين لوضع ترتيبات لإطلاق سراح 11 جنديا من القوات الخاصة التركية ألقت القوات الاميركية القبض عليهم يوم الجمعة الماضي في العراق.

والجدير بالذكر ان هذه الحادثة اسفرت عن لهجة معادية للولايات المتحدة في وسائل الإعلام التركية، كما سلطت الضوء ايضا على الانقسام بين الدولتين العضوين في حلف دول شمال الاطلسي (ناتو). وكان العلاقات بين الطرفين قد تدهورت في مارس (آذار) الماضي اثر رفض البرلمان التركي السماح للجيش الاميركي باستخدام الاراضي التركية كنقطة انطلاق لغزو شمال العراق. وظلت القوات التركية تعمل في شمال العراق منذ نهاية حرب الخليج الثانية عام 1991 لقمع الجماعات الكردية المسلحة التي تنشط عسكريا في جنوب غربي تركيا، علما بأن هذه القوات لا تقع تحت مسؤولية القوات الاميركية التي تحتل العراق عسكريا.

وفي واشنطن قال مسؤول تركي رفيع ان الجيش التركي عبر عن احتجاجه على ما حدث بتوجيه جنرال كبير بإلغاء مشاركته يوم اول من امس في احتفال اقيم في تامبا بولاية فلوريدا احتفالا بتسليم القيادة المركزية المشرفة على العمليات العسكرية الاميركية في منطقة الشرق الاوسط. وتشير انباء من منطقة الحدود التركية العراقية إلى ان السلطات التركية منعت من جانبها منذ يوم الجمعة مرور مساعدات انسانية ولوجستية عبر الحدود الى العراق ردا فيما يبدو على اعتقال مجموعة الجنود والضباط الاتراك مما تسبب في اختناقات مرورية اسفرت عن طابور من السيارات والشاحنات امتد مسافة تسعة اميال.

المسؤولون الاميركيون دافعوا من جانبهم عن اعتقال الجنود الاتراك، فقد اكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية، ريتشارد باوتشر، ان القوات الاميركية نفذت عمليتها «بناء على تقارير حول انشطة مثيرة للانزعاج ربما تكون القوات التركية متورطة فيها». وفيما رفض تحديد طبيعة هذه النشاطات، قال باوتشر ان المسؤولين الاميركيين اوضحوا للحكومة التركية ان القوات الاميركية تلقت معلومات ادت الى إثارة قلق بشأن نشاط المجموعة التي جرى اعتقال افرادها. إلا ان مسؤولاً تركياً قال ان حكومته لم تبلغ بأي توضيح حول هذا الامر من جانب السلطات الاميركية، كما أشار ايضا الى ان المسؤولين الاميركيين كثيرا ما ناشدوا نظراءهم الاتراك بعدم الاستجابة الى كل شائعة او نبأ يتلقونه حول نيات الاكراد مع التحري والتدقيق في ما يتلقونه من معلومات وابلاغ المسؤولين الاميركيين عن مخاوف يشعرون بها حول هذا الشأن. واكد المسؤول التركي انهم ظلوا ملتزمين بما طلبته الولايات المتحدة، وأضاف انه كان يجب على الولايات المتحدة ان تتعامل بمثل ما طلبته من تركيا بمراجعة وتحري أي معلومات يتلقونها حول تورط القوات التركية في أي مخطط مزعوم.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»