الشرق الأوسط تكشف تفاصيل أزمة اعتقال الضباط الأتراك

الأميركيون يطلبون من القوات التركية مغادرة كردستان

TT

كشف مصدر قيادي كردي لـ«الشرق الأوسط» ملابسات الازمة التي نشأت بين الولايات المتحدة وتركيا على خلفية اعتقال 11 ضابطا تركيا قبل ايام في مدينة السليمانية.

وقال المصدر ان الوحدة التي اعتقلت الضباط الاتراك جاءت من مدينة كركوك ولم تكن حتى القوات الاميركية المرابطة في السليمانية على علم بقدوم هذه الوحدة او المهمة التي جاءت من اجلها، واشار الى ان المسؤولين الاميركيين في كركوك تلقوا معلومات مؤكدة عن طريق مصادرهم الخاصة بوجود مخطط لدى الضباط الاتراك للقيام بعمليات تخريبية داخل مدينة كركوك، وتحديدا القيام بعملية اغتيال المحافظ الكردي المنتخب. وحين داهمت القوة الاميركية مقري لجنة التنسيق التركية والجبهة التركمانية في السليمانية عثرت على كميات من الاسلحة والمتفجرات بينها بندقية قناصة وقنبلتان يدويتان ما جعل افرادا من القوة الاميركية الذين رأوا البندقية القناصة ان يوجهوا تهمة الارهاب الى العناصر التركمانية الموجودة بالمقر.

وكان موقع خاص بالجبهة التركمانية على شبكة الانترنت قد نشرت الخبر لكنها حاولت ايهام الرأي العام التركي بان عملية المداهمة جرت بقيادة مسلحين من الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني، في حين ان افراد القوة كانوا من القوات الاميركية المنتشرة تحديدا في مدينة كركوك حسب المصدر القيادي.

وعلى صعيد ذي صلة علمت «الشرق الأوسط» ان القوات الاميركية تمارس ضغوطات كبيرة على قوات الجيش التركي الموجودة في شمال العراق والتي تنتشر في منطقة بهدينان الخاضعة لسيطرة الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، حتى وصل الامر الى حد التحرش بهذه القوات من خلال تكرار الطلب بسحب جميع القوات التركية الموجودة في الاقليم الكردي والاستعاضة عنها بفتح مكتب لقنصلية تركية فيه على غرار القنصلية الايرانية التي افتتحتها طهران في مدينة السليمانية مؤخرا. وبحسب تلك المصادر يشترط الاميركيون على القوات التركية عدم سحب الدبابات الثقيلة عن طريق البر، ويخيرونها بين ان تقوم تركيا بنقل الدبابات جوا او تفجيرها قبل الانسحاب وهذا ما تفسره تلك المصادر بتحرش اميركي بالحليفة الاطلسية عقابا لها على عدم تعاونها في حربها ضد نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين.

وحول اسباب استمرار وجود الضباط الاتراك في منطقة السليمانية بعد الافراج عنهم قال فريد اسسرد العضو القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني، ان وجود هؤلاء مرتبط باتفاقية انقرة الموقعة بين الحزبين الكرديين في تشرين الثاني من عام 1997 (اتفاقية لم ينفذ أي من بنودها لحد الان)، والسبب الثاني هو ان اكثرية هؤلاء الضباط جاؤوا تحت غطاء المشاركة في قوات فصل المقاتلين الاكراد المعروفة بقواتPMF) ) التي قامت في البداية بتحقيق خطوات جيدة لتهدئة الاوضاع بين الحزبين (الاتحاد والديمقراطي) واقرار سلام هش بينهما لفترة محدودة قبل التوقيع على اتفاقية واشنطن للسلام برعاية اميركية مباشرة.

وعن تأثير الحادث على علاقة الاتحاد الوطني بالجبهة التركمانية التي ضبطت الاسلحة بمقرها الرئيسي في السليمانية، قال اسسرد، «نحن نتعامل مع الجبهة التركمانية كونها عضوا في المجلس الانتقالي واحد اطراف المعارضة العراقية السابقة، وهم يمارسون نشاطاتهم السياسية في اطار الحريات المتوفرة في الاقليم، والحادث الذي وقع لاعلاقة للاتحاد به، فالعملية كانت اميركية والاجراءات من حق القوات الاميركية لا دخل للاتحاد بها».