أردني يحاكم في ألمانيا بتهمة إرهاب يؤكد وجودا لـ«القاعدة» في 4 مدن ألمانية

شادي عبد الله قال إنه تدرب لدى «القاعدة» على كيفية صناعة السموم وخلطها بمياه الشرب

TT

أكد اردني من اصل فلسطيني يحاكم في المانيا بتهمة التخطيط لعمليات إرهابية، امس امام المحكمة، وجود أعضاء من تنظيم «القاعدة» في مدن تابعة لولاية الراين الشمالي ويستفاليا.

وحدد شادي عبد الله، في اعترافاته أمام محكمة دسلدورف أمس، وجود أعضاء من «القاعدة» في مدن دويسبورغ وكولون وكريفيلد وهان (الواقعة غرب ألمانيا)، نافيا معرفته بنشاطات مماثلة في الولايات الأخرى. وقال عبد الله المتهم بالانتماء الى «منظمة التوحيد» المشتبه في ارتباطها بـ«القاعدة»: «لا أعرف ماذا يخططون، ولكني أعرف بوجود إرهابيي القاعدة في ألمانيا». وأوضح عبد الله، 26 سنة، انه يحاول من خلال اعترافاته تجنب تسليمه إلى الاردن، حيث قد يتعرض إلى عقوبة الإعدام.

وفي حين عبرت النيابة الألمانية العامة عن ثقتها بمصداقية معلومات عبد الله عن وجود عناصر «القاعدة» في ولاية الراين الشمالي ويستفاليا (20 مليون نسمة)، قال متحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية ان المعلومات التي قدمها المتهم تنطبق مع المعلومات التي بحوزة الأجهزة الألمانية السرية حول نشاطات «القاعدة» في ألمانيا.

وكان شادي عبد الله قد اعترف يوم الجمعة الماضي، اي في اليوم الرابع من محاكمته، بأن «منظمة التوحيد» كانت تخطط لعمليتي تفجير ضد مرقص يرتاده اليهود في دسلدورف وضد المتحف اليهودي في برلين. وقال شادي آنذاك انه قام بجمع المعلومات حول موقعي العمليتين وان التنظيم خطط لتنفيذ العمليتين باستخدام مسدس كاتم للصوت وقنبلة يدوية.

وواصل عبد الله، الذي عمل لفترة كحارس شخصي لاسامة بن لادن في افغانستان، سلسلة اعترافاته قائلا انه اجتاز امتحانات تخطيط وتنفيذ العمليات في معسكرات «القاعدة» في افغانستان بدرجة مئة في المئة. وعن الدورات التدريبية الأخرى التي نالها في افغانستان، قال شادي انه شارك في دورت لتعلم إنتاج مختلف أنواع السموم القاتلة بغية استخدامها للخلط بماء الشرب والمواد الغذائية. وكان المتهم البالغ طوله 194 سنتمتراً قد اعترف يوم الخميس الماضي أمام المحكمة بتلقيه التدريبات العسكرية في افغانستان عام 2000، بما في ذلك دورات التدريب على صناعة المتفجرات، حيث قضى فترة سنة ونصف سنة تقريبا فيها قبل أن يعود إلى ألمانيا. وحسب تعبيره فان التدريبات العسكرية في معسكرات «القاعدة» انطوت على عمليات «غسيل دماغ» و«تلقين».

وتوجه النيابة العامة إلى شادي عبد الله الذي يتمتع بحق اللجوء السياسي في ألمانيا ويعيش في مدينة كريفيلد (غرب)، تهمة العمل في منظمة إرهابية والتخطيط لعمليات تفجير في ألمانيا. ويفترض أن يكون عبد الله قد استخدم وسيطا في دسلدورف بغية الحصول على قنبلة يدوية ومسدس كاتم للصوت تنفذ بها خلية التوحيد بعض العمليات ضد الأهداف اليهودية في ألمانيا. وتم اعتقال المتهم مع ثلاثة من زملائه في ابريل (نيسان) الماضي في إطار حملة شنتها النيابة الاتحادية العامة ضد منظمة التوحيد.

ومن بين الاعترافات التي أثارت قلقا في الأوساط الألمانية الاسبوع الماضي تأكيده أن «منظمة التوحيد» كانت تجمع التبرعات في ألمانيا وبعض البلدان الأوروبية الأخرى لصالح عدد من المنظمات بينها «القاعدة». وأشار المتهم إلى أن متبرعا من مدينة ميونيخ قدم أموالا لمنظمة التوحيد طالبا إيصالها إلى «القاعدة». وتم توزيع المبلغ لاحقا في ايران، حيث حصلت حركة طالبان على جزء منه.

ونفى شادي عبد الله أن تكون «منظمة التوحيد» فرعاً تابعاً لـ«القاعدة» في أوروبا، موضحاً أن «التوحيد» مستقلة رغم وجود بعض الصلات بينها وبين «القاعدة».

يذكر أن شادي عبد الله كان شاهد الاثبات الرئيسي ضد المغربي منير المتصدق الذي تمت محاكمته في المانيا بتهمة تقديم الدعم لمنفذي هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001.