متهم في قضية «السلفية الجهادية» في المغرب: «قتلنا بعض أعداء الله»

TT

واصلت محكمة الاستئناف في الدار البيضاء امس وأول من امس الاستماع الى 31 اصوليا تتم مقاضاتهم في اطار قضية السلفية الجهادية بتهم تكوين عصابة اجرامية والقتل العمد ومحاولة التخريب بمتفجرات.

واعترف المتهمون الرئيسيون بارتكاب اعمال قتل وعنف في اطار قيامهم بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر. وقال يوسف فكري امير جماعة « التكفير والهجرة» انه «قتل بعض اعداء الله» بمشاركة كل من عبد المالك بوزكان، ويوسف عداد، وكلاهما لا يزالان في حالة فرار ومطلوبان من العدالة.

وتبين من خلال الاستماع لباقي المتهمين في القضية ان استاذ التربية البدنية السابق وخبير رياضة الكاراتيه، محمد دمير، يشكل الخيط الرابط بين غالبية المتهمين، حيث صرح العديد من المتهمين بأنهم على معرفة به وبنشاطه الدعوي الذي يمارسه في الولائم والجنائز، أو في اطار معاملات تجارية.

وبينما اعترف دمير بما اسماه «الخرجات الربانية للنهي عن المنكر» والاعتداء بالضرب على من يصادفهم خلال تلك الخرجات، وهم في حالة سكر او مرافقة للنساء، أنكر باقي المتهمين مشاركتهم في تلك الاعمال باستثناء محمد كريمي، الذي اعترف بمشاركته في خمس عمليات رفقة كل من محمد دمير ويوسف فكري وعبد المالك بوزكان ويوسف عداد.

وقال كريمي للقاضي «لسنا مجرمين، وانما نطبق جانبا من ديننا الذي يأمرنا بتغيير المنكر اذا ما صادفناه». واوضح كريمي انه كان منحرفا، ويمارس السرقة قبل ان يلتزم دينيا منذ ستة اعوام، وانه منذ 6 سنوات بدأ يشارك في عملية النهي عن المنكر وتغييره بيده كما امر الشرع. وقال «اذا كان القانون يجرمنا فاننا نجرم القانون لأن فيه اشياء مخالفة للشرع».

وحول طبيعة العمليات التي شارك فيها قال كريمي «كنا نقوم بجولة في اماكن الفساد المعروفة، واذا وجدنا أناسا يقومون بمنكر فاننا نغيره، فعندما نجد رجلا وامرأة عاريين يمارسان الجنس، وهو ما يعتبر شرعا منكرا فاننا نغيره، فنقوم بتفريق الرجل عن تلك المرأة الخبيثة ثم نقوم بالتخلص من الدابة التي استعملها في معصية الله».

ولما سأله القاضي عما يعنيه بـ«الدابة» وكيفية التخلص منها، قال انه يعني السيارة التي يستعين بها الرجل على معصية الله.

وردا على سؤال حول ما اذا كانوا يعتدون على العصاة، قال كريمي «نفرقهم ونضربهم». واعتبر ذلك «من بعض التعزية»، على حد تعبيره.

واشار كريمي الى انه اعتقل في يوليو (تموز) 2001 وحوكم في مدينة وجدة على نفس العمليات الخمس وحكم عليه بالحبس 30 سنة، وسأل القاضي ان كان هذا الحكم منصفا.

وصرح معظم المتهمين بأنهم لا يعرفون «يوسف فكري» باسمه الحقيقي، وانما كانوا يعرفونه باسم عبد العزيز، وكان حليق الوجه، انيقا، ويرتدي ملابس عصرية.

وقال نور الدين الغرباوي، وهو من مدينة سلا، انه صادفه مرة واحدة في احد الاسواق، ولم يعرف اسمه او هويته، وقال «كان يحمل هاتفين محمولين وساعتين وآلتي تسجيل يعرضها للبيع فاشتريت تلك الاشياء منه بمبلغ قدره 900 درهم بعد المساومة، واعدت بيعها وربحت نحو 60 درهما».

واشار الغرباوي الى انه لم يكن يعلم ان تلك البضائع مسروقة، غير ان الغرباوي اعترف انه يحضر دروس اقطاب «السلفية الجهادية» في سلا، وانه حضر «مخيما» اقامه اتباع «السلفية الجهادية» في غابة معمورة، وحضره ابو حفص ومحمد الكتاني.

واعترف المتهم مراد سروف بحضوره لذلك الاجتماع في غابة معمورة، والذي قال عنه ان الهدف منه هو «لعب كرة القدم». وتضاربت تصريحاته حول عدد الحاضرين حيث قدرهم بين 15 و20 شخصا ليقول بعد ذلك انهم كانوا يشكلون اربعة فرق لكرة القدم التي شاركت في الدوري.

وقال سروف انه سافر الى افغانستان بإيعاز من عبد الكريم المجاطي، المدعو «ابو الياس»، وهو ما زال مبحوثا عنه من طرف السلطات المغربية. وأضاف «انتميت لجماعة العدل والاحسان لمدة سنتين ثم انفصلت عنها في عام 1996».

ولم يوضح سبب هذا الانفصال، وتابع انه قرر الذهاب الى الشيشان للمشاركة في الجهاد، غير ان المجاطي اشار عليه بالذهاب الى افغانسان أولاً للإعداد والتدريب. وقام المجاطي، وهو فرنسي من اصل مغربي، بتمويل سفره الى افغانستان، ودامت الرحلة ستة اشهر، وهناك تلقى تدريبات، وجرح خلال معركة مع جنود تحالف الشمال وعاد بعدها للمغرب.

اما المتهم محمد جوك فادعى انه يمارس ما اسماه بجلسات العلاج الشرعية. وقال انه تعرف على دمير خلال اصابة ام هذا الاخير بمرض السرطان، فنظم لها جلسات علاج بالقرآن للتخفيف من آلامها، وكذلك تعرف على ربيع آيت اوزو، الذي قتل برصاص الشرطة خلال مداهمة منزل دمير قصد اعتقاله. وقال خالد السماك انه اشترى ثلاثة جوازات سفر بطلب من صالح زارلي، وتركها له وديعة عند رشيد السعدوني. ولما القي القبض على زارلي استشار السماك المحامي عبد الله العماري، الذي نصحه بتسليم الجوازات للسلطة، غير ان السعدوني لم يعد له سوى جوازين، بينما يعتقد ان الجواز الثالث تم استعماله من طرف مواطن سعودي غادر المغرب بعد استبدال صورته بصورة صاحب الجواز الاصلي.

واعترف السعدوني ان المواطن السعودي واسمه «عبد الله» امضى شهرين بالمغرب وانه رافقه خلال تلك الفترة الى مدينة الناظور.