بوش يتعهد بالتعاون مع المجتمع الدولي لحل أزمة ليبيريا ومنتقدوه يتهمونه بالتغطية على مصالح الشركات متعددة الجنسيات في أفريقيا

TT

داكار ـ وكالات الأنباء: تعهد الرئيس الاميركي جورج بوش امس بالعمل مع الامم المتحدة والافارقة من اجل الحفاظ على وقف اطلاق النار في الحرب الاهلية في ليبيريا، ولكنه لم يقرر ان كان سيرسل قوات أميركية اليها. وقال بوش للصحافيين بعد ان التقى بقادة غرب افريقيا في بدء زيارة تستمر خمسة ايام: «ستعمل الولايات المتحدة مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا، والامم المتحدة سوف يجرى اشراكها.. اننا في مرحلة تقرير ما هو ضروري للحفاظ على وقف اطلاق النار».

وطالب بوش مجددا بتنحي تشارلز تيلور كرئيس لليبيريا التي مزقتها 14 عاما من الحرب الاهلية. وقال تيلور يوم الاحد الماضي انه سيقبل عرضا باللجوء في نيجيريا، ولكنه لم يوضح متى سيكون ذلك.

ومضى بوش يقول: «نحن بصدد تحديد ما هو لازم للحفاظ على وقف اطلاق النار، وللسماح بالانتقال السلمي للسلطة». واشار الى انه قدم تأكيدات في الاجتماع على ان الولايات المتحدة «ستشارك في العملية». ويتناقض تعهد بوش بالتعاون مع الامم المتحدة مع قراره بتجاهل المنظمة الدولية ومهاجمة العراق في مارس (آذار) الماضي، بعد عدم التمكن من الحصول على مساندة من مجلس الامن الدولي للعمل العسكري الذي ادى الى الاطاحة بصدام حسين.

وجاء اعلان بوش بالتزامه تجاه ليبيريا خلال اجتماع مع الرئيس السنغالي عبد الله واد وزعماء اخرين من دول غرب افريقيا في السنغال. وتهدف رحلة بوش الى تسليط الاضواء على مبادرته لمكافحة مرض نقص المناعة المكتسب (الايدز)، التي تتكلف 15 مليار دولار، وخطوات لدعم التنمية الاقتصادية وتحرير التجارة.

ولكن المهمة الرئيسية للرحلة طغى عليها احتمال ارسال بوش قوات اميركية للمساعدة على تطبيق هدنة في ليبيريا بعد 14 عاما من الحروب. وقال مسؤول اميركي اول من امس الاثنين ان قرارا في هذا الصدد من الممكن ان يصدر سريعا نسبيا، بعد تقييم فريق عسكري اميركي مكون من 20 فردا وصل الى ليبيريا امس الاول للوضع، بالرغم من انه من غير المعروف الوقت الذي ستستغرقه هذه العملية.

والتزمت دول غرب افريقيا بارسال ثلاثة الاف جندي وتريد زيادة القوة الى خمسة الاف بعد مساهمة القوات الاميركية، ولكن واشنطن لم تنس ابدا الانسحاب الدموي والمهين لقواتها من الصومال قبل عشر سنوات بعد تحول عملية انسانية عن مسارها.

واختار بوش السنغال كأول محطة في رحلته وهي بلد مسالم تسكنه اغلبية مسلمة في منطقة تعاني من حروب وحشية.

ويشعر الكثير من الليبيريين ان الولايات المتحدة من واجبها المساعدة على انهاء هذه الحرب في البلاد التي أسسها العبيد الاميركيون بعد عتقهم كملاذ للحرية في القرن التاسع عشر. كما يستعد بوش لحملته الانتخابية في عام 2004، معولا على جذب المزيد من اصوات الاميركيين من أصل افريقي بدلا من الاعداد الضئيلة منهم التي اعطته اصواتها في انتخابات عام .2000 وبعدما تجاهل بوش افريقيا باعتبارها خارج دائرة المصالح الامنية الاميركية اثناء حملته الانتخابية للرئاسة عام 2000 سيحاول ان يعبر عن وجهة نظر مختلفة بشأن القارة. اذ سيدعو لمبادرة لمكافحة الارهاب في شرق افريقيا بتكلفة 100 مليون دولار بعد تزايد المخاوف في واشنطن من تمكن الجماعات الشبيهة بتنظيم القاعدة، من العمل بسهولة نسبية في الدول الافريقية الضعيفة.

ويقول كثير من المنتقدين ان اهتمام بوش بافريقيا يهدف لاخفاء سياسات تهتم بالمؤسسات الكبرى، والشركات متعددة الجنسية، على حساب الشعوب وانه ليس كل الافارقة متحمسين لزيارته.

ولن يكون نيلسون مانديلا، وهو من اشد منتقدي بوش بسبب الحرب على العراق، موجودا في جنوب افريقيا اثناء زيارة الرئيس الاميركي لها. وهناك سيعمل بوش على دعم التجارة والروابط الاقتصادية بينها وبين بلاده. وفي بوتسوانا سيلتقي مع كبار الشخصيات وسيزور معرضا تجاريا في حين انه سيركز في اوغندا على مكافحة الايدز.

وفي نيجيريا من المرجح ان يركز على وضع البلاد كقوة اقليمية وكمصدر اساسي للنفط بالنسبة للولايات المتحدة. وحتى الان لا يمثل الاضراب العام الذي تشهده البلاد اي تهديد للزيارة وذكرت النقابات العمالية امس انها علقت الاضراب بعد التوصل الى اتفاق مع الحكومة.