بدوي وجد الطفل الناجي معلقا على شجرة قرب موقع تحطم الطائرة السودانية ومضيفة قتيلة انضمت للرحلة المنكوبة «لكي تعود سريعا لرضيعها»

TT

يرقد الطفل محمد الفاتح محمد عثمان، الناجي الوحيد من حادث الطائرة في العناية المركزة في احد مستشفيات الخرطوم للعلاج من حروق شديدة في العنق والوجه والأطراف، وفقا لما صرح به المسؤولون الطبيون.

وذكرت اسرته التي تقيم في الخرطوم ان والدته اصطحبته معها إلى بورتسودان لحضور حفل عرس للعائلة كان مقرراً له اول من أمس. ولكن الأم التي كانت قد تركت شقيقته الكبرى، اربعة اعوام، اضطرت للعودة قبل حضور الحفل للحاق بابنتها التي كانت مسجلة في روضة من رياض الاطفال الجديدة. واضافت الاسرة ان أعرابياً هرع إلى موقع الحادث لفت سمعه صوت انين خافت فوق شجرة، فذهب الى مكان الصوت ووجد الطفل مصاباً فحمله ودثره بعمامته وسلمه إلى أجهزة الأمن.

ونقل الطفل جوا من مستشفى بورتسودان الى جناح خاص في مستشفى للشرطة في العاصمة الخرطوم برفقة النائب الاول للرئيس السوداني علي عثمان محمد طه. وقال اللواء شرطة عمر الأمين الاختصاصي المتابع لحالة الطفل بالمستشفى السوداني، إن الطفل يعاني من حروق في منطقة الوجه واليد اليسرى والساق اليمنى أدت إلى تلف العظام والعضلات فوق الركبة وتم بتر تلقائي لجزء كبير من الساق اليمنى. واشار إلى أن الحروق تغطي معظم جسم الطفل، الا انه «ولحسن الحظ» لا توجد اثار للاصابة في الدماغ أو نزيف داخلي.

وقالت احد افراد اسرة الطفل محمد الفاتح عثمان الذي يبلغ من العمر عامين ان والدته قتلت في حادث سقوط الطائرة، وعثر رجل من البدو على الطفل ملقيا على شجرة وهو يبكي بينما تنتشر حوله الجثث المحترقة والاشلاء. اما والد الطفل واخته التي تكبره بعامين فموجودان بمنزل الاسرة بحي بانت بام درمان. وتبنى نجيب فويرس، رجل الاعمال المصري، الطفل محمد الفاتح، مدى الحياة، وتعهد بالقيام بشؤونه سواء داخل السودان أو خارجه. وابرق فويرس سفير السودان في القاهرة احمد عبد الحليم معزياً في ضحايا الطائرة السودانية، وتعهد برعاية الطفل الناجي مدى الحياة والقيام على شؤونه سواء داخل السودان أو خارجه.

وتفيد اخر التقارير الطبية ان الطفل محمد الفاتح ابو سبعة استعاد تصرفاته الطبيعيه امس حيث بدأ يتكلم ويشرب العصائر، كما انه يتعافى من الحروق التي اصيب بها. واحتار الاطباء ازاء كيفية نجاة الطفل، ابن الاعوام الثلاثة (حسب ادق المعلومات) من الحادث، متكهنين بانه قذف من الطائرة واستقر على احدى قطع الحطام التي وقعت على شجرة. وقال عبد الهادي ابراهيم ابو سبعة، خال الطفل، «محمد بخير فهو يتكلم ويشرب العصائر والحمد لله». واضاف شقيق والدة الطفل لبنى التي قضت في الحادث مع 114 شخصا اخر ان «محمد في حال مستقرة. انه مصاب بحروق في الوجه والعنق وفي الساقين». وقال الطبيب عبد السميع الطيب ان ما نسبته 15 في المائة من جسد الطفل مصاب بالحروق في الوجه والفخذ الايمن واليد اليمنى. واضاف ان محمد فقد الجزء الاسفل من ساقه اليمنى «بسبب الحروق ربما». وتابع ان الطفل «قد يكون قذف به على احدى قطع الحطام المحترقة مثل جناح الطائرة على سبيل المثال».

وحول ما اذا كان الطفل وجد فعلا معلقا على شجرة، قال الطبيب «ربما يكون ذلك صحيحا، وفي هذه الحال تكون الشجرة استخدمت كوسادة انقذته من الموت». وذكرت مصادر رسمية في الخرطوم امس ان الحكومة ستتكفل بنفقات معالجة محمد ابو سبعة.

اما في ما يتعلق بضحايا الطائرة الاخرين، فان عبد العظيم محمد نور وشقيقته عوضية كانا في طريقهما إلى دنقلا عبر الخرطوم لحضور احتفال بقدوم مولود لعبد العظيم. أما المضيفة عالمية حوشة البية، وهي من جبال النوبة فقد كانت مدرجة للسفر إلى القاهرة إلا أنها اعتذرت وفضلت السفر إلى بورتسودان للعودة سريعاً لرعاية طفلها الصغير البالغ من العمر تسعة اشهر.

تجدر الاشارة الى ان معظم المسافرين هم من ابناء وبنات مدينة دنقلا المقيمين في بورتسودان ويعودون في مثل هذه الفترة عادة من كل عام، إما إلى دنقلا للحاق بموسم «التمر» أو إلى الخرطوم هرباً من قيظ بورتسودان.