هيئة الإذاعة البريطانية ترفض الكشف عن اسم مصدر تقرير فجر الخلاف مع بلير

TT

تواصلت أمس تداعيات الخلاف المحتدم منذ اسابيع بين حكومة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير وهيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي)، حين رفضت الاخيرة عرضاً من وزير الدفاع جيف هون للكشف عن اسم المصدر، الذي سرب معلومات تفيد أن أجهزة الاستخبارات مستاءة لتلاعب مكتب رئيس الوزراء بتقارير امنية حول خطر بغداد المزعوم. واشار متحدث باسم رئاسة الحكومة البريطانية الى أن هون سيوجه في وقت لاحق من صباح امس «رسالة الى المدير العام للهيئة (غافين ديفيز) يبلغه فيها باسم الموظف، الذي اعترف من تلقاء نفسه بأنه كان مصدر التقرير (المثير للجدل)». واضاف ان هذا الموظف أوضح انه اجتمع في فندق بوسط لندن بآندرو غيلغان واجاب عن اسئلته حول الملف الذي اصدرته لندن في سبتمبر (ايلول) الماضي، حول خطر اسلحة الدمار الشامل العراقية المزعومة. وقال المتحدث في مؤتمر صحافي في مقر «جمعية الصحافيين الاجانب»، ان «الحكومة ستنتظر قرار الـ«بي.بي.سي» على أمل ان تبدي مزيداً من التعاون».

إلا ان المدير العام للهيئة اصدر بياناً فور ورود نبأ «عرض» هون، مؤكداً عدم استعدادها للإفصاح عن اسم المصدر. ولفت الى ان ذلك «يتنافى مع أهم قواعد العمل الصحافي». وقال إن غيلغان قد تحدث الى عدد من الاشخاص في سياق إعداد تقريره الذي فجر الخلاف الراهن مع الحكومة. وشدد على ان اتهام مكتب بلير بإضافة معلومة عن إمكان نشر بعض اسلحة بغداد في 45 دقيقة قد جاءت من شخص واحد بين هؤلاء الذين تحدث اليهم. ولوحظ ان الـ«بي.بي.سي» وصفت المصدر بأنه «مسؤول استخباراتي رفيع المستوى»، فيما اكد هون ان الشخص الذي «تطوع» بالاعتراف باتصاله مع غيلغان ليس مسؤولاً امنياً بل موظف دفاعي من الدرجة المتوسطة. يشار الى ان غيلغان هو المراسل الدفاعي لبرنامج «توداي» (اليوم) الاخباري في «راديو فور» التابع للهيئة الذي نسب قبل حوالي ستة اسابيع الى مصدر أمني رفيع تأكيده هذا التذمر من تعمد مكتب بلير «رفع درجة إثارة» التقارير الامنية.