معارك بين الطلاب الإيرانيين المؤيدين للديمقراطية والإسلاميين وشقيق خاتمي يطالب الرئيس بالتدخل لوقف الاعتقالات

TT

طهران ـ وكالات الأنباء: شهدت المنطقة المحيطة بجامعة طهران معارك شوارع مساء امس بين مئات من الاسلاميين المحافظين وقوات الشرطة والطلاب المؤيدين للديمقراطية، في الذكرى السنوية للاضطرابات الطلابية التي جرت عام 1999.

وافاد شهود عيان ان قوات مكافحة الشغب اطلقت الغاز المسيل للدموع على الطلاب، وفي الوقت نفسه حاولت منع الاسلاميين المحافظين من مهاجمة الطلاب الذين خاضوا معهم معارك كر وفر في الشوارع المحيطة بالجامعة.

وذكر الشهود ايضاً ان الآلاف من سكان طهران توافدوا في السيارات الى جامعة طهران على الرغم من الانتشار المكثف لقوات مكافحة الشغب امام الجامعة وفي ساحة الانقلاب.

وفي وقت سابق، قال شهود ان مسلحين ايرانيين موالين لمرشد الجمهورية علي خامنئي اعتقلوا ثلاثة من قادة الطلبة بعد الانتهاء من مؤتمر صحافي عقدوه اعلنوا فيه انهم ألغوا احتجاجات لاحياء ذكرى مظاهرات الطلبة عام 1999.

وحظرت السلطات مسيرات خارج الحرم الجامعي واغلقت المدينة الجامعية وأجلت الامتحانات الصيفية وتوعدت بالتعامل بصرامة مع اي اضطرابات بعد اعتقال نحو 4000 خلال عشر ليال من الاحتجاجات العنيفة عمت ايران في يونيو (حزيران) الماضي.

وتوافدت السيارات باتجاه ساحة «انقلاب» على بعد مائة متر من جامعة طهران مما تسبب بزحمة سير خانقة في الجادة المحاذية للجامعة.

وفي الساحة، قام عشرات الاسلاميين بأداء صلاة جماعية بينما تجمع مئات الاشخاص على الارصفة.

وفي تطور اخر دعا رضا خاتمي في رسالة مفتوحه امس شقيقه الرئيس الايراني محمد خاتمي الى التدخل لوقف التجاوزات المفترضة التي تطال المعتقلين السياسيين ومنهم الطلبة.

وأوضح محمد رضا خاتمي الذي يرأس «جبهة المشاركة» ابرز الحركات الاصلاحية انه كتب «هذه الرسالة لاطلب منك بصفتك مسؤولا عن تطبيق الدستور ان تحول دون حصول ممارسات غير مشروعة تستهدف المواطنين وتنتهك حقوقهم».

واضاف «مع الأسف خلال السنوات الماضية، سجلت حالات عديدة لمعتقلين اودعوا في الحبس الانفرادي وتعرضت عائلاتهم للضغوط والتهديدات» في اشارة الى «الطلبة والصحافيين والناشطين السياسيين والكتاب».

وأكد محمد رضا خاتمي ان بعض المعتقلين اجبروا على تقديم اعترافات تورط مسؤولين اصلاحيين و«ان هذه الاعترافات تشتمل على اتهامات وشتائم ضد جبهة المشاركة واعضائها»، موضحا انه تم الحصول عليها من عدد من الطلبة «المعتقلين خلال الاضطرابات الاخيرة»، ودعا الرئيس الى اصدار امر باجراء تحقيق في هذه القضية.

وفي وقت سابق الغى الطلبة الايرانيون تجمعات الاحتجاج التي كانوا ينوون تنظيمها امام مقر الامم المتحدة في طهران والاعتصامات داخل الحرم الجامعي.

وقد اعتقل رجال بالزي المدني ثلاثة من المسؤولين في مكتب تعزيز الوحدة، المجموعة الطلابية الرئيسية في طهران، بعيد مؤتمر صحافي عقدوه أمس في ذكرى المظاهرات الطلابية عام 1999. وعقد خمسة من اعضاء مكتب تعزيز الوحدة مؤتمرا صحافيا لشرح اسباب عدولهم عن تنظيم الاعتصام امام مكاتب الامم المتحدة في طهران أمس. وبعيد المؤتمر قام رجال بالزي المدني باعتقال رضا عامري ـ نشاب، وعلي مقتدري، واراش هاشمي.

وقال شهود ان الشرطة ووحدات من الجيش اتخذت مواقع خارج مقر الامم المتحدة في طهران أمس ومنع المصورون واطقم التصوير التلفزيوني من التصوير والتقاط الصور للمكان.