لجنة التحقيق في هجمات سبتمبر تشكو بطء استجابة إدارة بوش لطلباتها

TT

شكا مسؤولو لجنة مكلفة بالتحقيق حول هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 على الولايات المتحدة من ان تعامل ادارة الرئيس جورج بوش معها ظل يتسم بالبطء وعدم الاستجابة السريعة في توفير المعلومات المطلوبة رغم الحجم الهائل للمهمة الملقاة على عاتق هذه اللجنة. وقال توماس كين، رئيس اللجنة والحاكم الجمهوري السابق لولاية نيو جيرزي، ان «الوقت يضيع»، واضاف ان مستوى تعامل الادارة الأميركية خلال الاسابيع المقبلة سيحدد ما اذا ستصبح اللجنة قادرة على أداء مهمتها خلال الوقت المحدد لذلك. جدير بالذكر ان شهر مايو (ايار) المقبل كان قد حدد كموعد نهائي لعمل «اللجنة الوطنية للتحقيق حول الهجمات الارهابية على الولايات المتحدة»، وهي لجنة مكونة من أعضاء ينتمون للحزبين الجمهوري والديمقراطي وتتمتع بتفويض واسع للتحقيق حول الظروف التي قادت الى الهجمات الارهابية على «مركز التجارة العالمي» ومبنى وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون). ومن المفترض ان يكتمل تقرير اللجنة، الذي سيسلط الضوء على الإخفاقات السياسية والاستخباراتية لإدارتي الرئيسين جورج بوش وبيل كلينتون، في اوج موسم الانتخابات الأميركية المقبلة عام 2004.

وفيما اوضح كل من كين ونائبه لي هاميلتون، عضو الكونغرس السابق عن الحزب الديمقراطي، انهما لا يعتقدان ان ادارة بوش تعمل على المماطلة عن قصد، فانهما اكدا انها في حاجة الآن الى «تأييد اكثر قوة» من البيت الأبيض للحصول على وثائق والسماح للجنة باستجواب الشهود عندما تحتاج الى ذلك. وقال كين ان امام اللجنة عملا هائلا واصفا مهمتها بأنها «اوسع تحقيق خارجي يتعلق بالامن القومي الأميركي في تاريخ الولايات المتحدة».

وتسعى اللجنة المذكورة للحصول على ملايين الوثائق من 16 وكالة فيدرالية، كما تسعى ايضا الى استجواب العديد من الشهود، الا ان غالبية الوثائق التي تحتاجها لم توفر لها بعد. يضاف الى ذلك ان اعضاء اللجنة ابدوا اعتراضهم على اصرار اجهزة الأمن والاستخبارات الأميركية بحضور ممثلين عنها خلال عمليات الاستجواب المسؤولين، وهو مطلب يعتقد كين انه يعتبر «استفزازا» من المحتمل ان يعرقل عملية البحث عن المعلومات. وقال كين وهاميلتون من جانبهما انهما راضيان عن الحصول على مواد حساسة تتعلق بالامن القومي من البيت الأبيض، كما اعربا عن ارتياحهما لتلقي تقارير في الآونة الاخيرة حول استجواب معتقلي «القاعدة». لكنهما أشارا الى ان البنتاغون ووزارة العدل، ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي اي) الى حد ما، ووزارة الأمن الداخلي فشلت في تزويدها بالمواد المطلوبة في الوقت المناسب. لكنهما صرحا ايضا بأن وزارة العدل الأميركية اتخذت خلال الايام الاخيرة بعض الخطوات الرامية الى تسريع الرد على طلبات اللجنة وخصصت خمسة محامين لمراجعة المواد التي تطلبها اللجنة، علما بأن هذه المهمة كانت موكلة من قبل لمحام واحد. وقال هاميلتون للصحافيين ان استجابة الوكالات المختلفة للجنة قد زادت بصورة ملفتة للنظر خلال الاسابيع الاخيرة. ومن جهته اكد كين ان امام اللجنة موعدا محددا من المقرر ان تفرغ بنهايته من العمل في التحقيق وتقدم تقريرها. وشكا أعضاء في اللجنة من انهم منعوا من الوصول الى شهود وردت اسماؤهم خلال محاكمة زكريا موساوي، الذي يعتبر الشخص الوحيد الذي وجهت له تهما تتعلق بهجمات 11 سبتمبر. وتلقى البنتاغون انتقادات عنيفة بسبب فشله في الاستجابة لطلبات بالحصول على معلومات حول «قيادة الدفاع الفضائي بأميركا الشمالية»، المسؤولة عن تأمين فضاء الولايات المتحدة، اذ لم يرد البنتاغون على الاستفسارات الهاتفية الخاصة بهذه القضية يوم أول من امس. ومن جانبه قال مارك كارالو، المتحدث باسم وزارة العدل الأميركية، يوم الثلاثاء انهم تعاونوا مع التحقيق الذي ظلت تجريه اللجنة وانها زودت اللجنة بآلاف الصفحات من الوثائق المطلوبة ذات الصلة بموضوع التحقيق، وأضاف قائلا ان جزءا كبيرا من هذه المعلومات يتسم بالسرية ويتطلب حذرا وحيطة زائدتين عند التعامل معها. اما المتحدثة باسم البيت الأبيض، كلير بوكان، فقد قالت من جانبها ان الرئيس جورج بوش اصدر توجيها لهذه لوكالات الامن والاستخبارات الأميركية حاثا اياها على التعاون السريع نظرا لأهمية العمل الذي كلفت هذه اللجنة بأدائه.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»