قال علماء في كندا ان فشل جهود منع الحمل، الذي يعتمد على العزل خلال فترة التبويض، وحمل النساء بتوأمين في يومين مختلفين، لم يعودا من العجائب، بعد ان اكتشفوا ان عملية التبويض (نزول البويضة) تحدث للمرأة احيانا عدة مرات في الشهر الواحد. واذا تأكدت نتائج هذه الدراسة فانها ستقلب رأسا على عقب، القاعدة القديمة التي تقول ان المرأة تنتج بويضة كل شهر. وسيفسر هذا، فشل الطرق الطبيعية في منع الحمل، القائمة على امكانية التنبؤ بوقت التبويض. وقال روجر بيرسون من جامعة ساسكاتشيوان الذي أشرف على الدراسة «سيتعين علينا حقا اعادة كتابة الكتب الطبية... وهذا يفسر لماذا لا تنجح طريقة العزل لمنع الحمل».
وعرف العلماء منذ وقت طويل ان النساء لديهن دورة فريدة للاباضة، ففي عالم الحيوان يعرف الذكر عن طريق الروائح والاشارات البصرية، ان الانثى في حالة التبويض وجاهزة للحمل. ولكن ليس هذا الحال لدى المرأة التي تختفي عندها أعراض التبويض. وتقول المعارف الطبية التقليدية ان المرأة لديها دورة قرابة 28 يوما قد تنضج فيها البويضة وتخرج الى قناة فالوب، حيث يتم تخصيبها او تخرج مع دم الدورة الشهرية. لكن بيرسون وزملاءه كتبوا في دورية «الاخصاب والعقم» ان ذلك لا يحدث دائما. وأجرى بيرسون وزميلاه جريج ادامز وانجيلا بايرفالد، فحوصا يومية شديدة الدقة بالموجات فوق الصوتية لثلاث وستين امرأة لفترة امتدت شهرا، مما مكنهم من رؤية الجريبات التي تخرج منها البويضات بصورة واضحة. وقال بيرسون «كانت لدينا 63 سيدة لديهن دورة شهرية طبيعية. فقط 50 من بين الثلاثة والستين، كانت لديهن دورة طبيعية للبويضة». وحدث التبويض لدى 13 سيدة، مرات متعددة وبطرق مختلفة خلال الشهر. وحدث لدى 40 في المائة من السيدات الخمسين، نشاط للجريب الذي تخرج منه البويضة، حتى ثلاث مرات في الشهر، وكان من الممكن ان يتسبب أي من دورات النشاط هذه في انتاج بويضة. وقال بيرسون ان مستويات الهرمونات لدى السيدات لم تتناسب مع هذا النشاط. وأوضح بيرسون «اعتقدنا دائما ان الدورة الشهرية ووقت التبويض هما شيء واحد. الا انه تبين انهما مثل حزبين سياسيين قد يمضيان في طريقهما يدا بيد لصالح البلد، وفي بعض الاحيان يمضي كل منهما في طريقه. واضاف ان النتائج التي شوهدت أولا في الماشية والخيل ستساعد في تفسير بعض الاشياء التي حيرت اطباء النساء والتوليد». وتابع «انها تشرح بالفعل لماذا يتم الحمل بتوأمين في يومين مختلفين. اكلينيكيا نرى ذلك طول الوقت. تأتينا سيدات بتوائم وعندما نفحص بالاشعة فوق الصوتية نرى ان أولهما عمره 10 اسابيع والآخر سبعة».