أوساط نيابية لبنانية تدعو لإنهاء التجاذب السياسي بسحب خيار التمديد للحود وخروج الحريري من الحكم

TT

قال قطب نيابي لبناني بارز لـ«الشرق الأوسط» امس ان لبنان لا يمكنه الخروج من حال التجاذب السياسي الحاد التي يعيشها حالياً بشأن استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية وغيره في هذه المرحلة الا بمبادرتين ينبغي على كل من رئيس الجمهورية اميل لحود ورئيس مجلس الوزراء اللبناني رفيق الحريري القيام بهما وهما: اولا ـ ان يصارح الرئيس لحود اللبنانيين ببيان او خطاب يؤكد فيه ان تمديد ولايته غير وارد وانه سيسلم الرئاسة الى رئيس جديد في نهاية هذه الولاية في نوفمبر (تشرين الثاني) 2004. وثانيا ـ ان يبادر الرئيس الحريري الى تقديم استقالته بحيث يخرج من رئاسة الحكومة ويشارك ايجابياً في حكومة جديدة تشكل بحيث يكون له فيها من يمثله الى حين انجاز انتخابات رئاسة الجمهورية.

ويبدي هذا القطب تشاؤمه ازاء مستقبل الاوضاع اللبنانية الداخلية في حال استمرار التجاذب القائم والذي ادى ويؤدي الى «تجويف» مؤسسات الدولة وتفريغها من محتواها، محملاً المسؤولين الكبار في الدولة المسؤولية عن هذا الواقع.

ويؤكد القطب نفسه ان معالجة الخلاف القائم بين لحود والحريري باتت ضرباً من المستحيل وانه لا يمكن لاي من اركان السلطة ان يلعب دور العامل على انهاء الخلافات الرئاسية لان المصالح الشخصية هي التي تعمق هذه الخلافات.

ويبدي القطب عدم تأييده لاحداث محافظتين في بعلبك- الهرمل وعكار. ويقول ان في ذلك مخالفة لاتفاق الطائف، مشيراً الى ان هناك اتجاهاً لتقسيم محافظة جبل لبنان الى ثلاث محافظات: الاولى تضم قضاءي الشوف وعالية، والثانية تضم قضاءي بعبدا والمتنين الشمالي والجنوبي، والثالثة تضم قضاءي كسروان وجبيل. ولاحظ ان الدوائر الانتخابية كانت ولا تزال تفصّل على قياس مصالح السياسيين.

ويعتبر القطب نفسه انه وفي ظل هذه الحال فإن اعتماد الاقضية دوائر انتخابية يبقى الاسلم والافضل لضمان تحقيق التمثيل الشعبي الصحيح في مجلس النواب، على ان يسمح لكل مواطن بانتخاب مرشح واحد. ويقول: «ان القضاء يحقق افضل تمثيل. وقد ثبت انه لولا الطائفية لما كانت هناك ديمقراطية في لبنان ولكان نظامه كبقية الانظمة القائمة في هذا الشرق».

لكن مصدراً مطلعاً على مواقف لحود والحريري ينقض ما يقوله القطب النيابي. اذ يقول ان الرئيس لحود يتصرف على اساس انه غير راغب في تمديد ولايته وهو قال، في حديث صحافي ادلى به اخيراً، انه سيظل حتى اليوم الاخير من هذه الولاية عاملاً على تحقيق ما وعد به في خطاب القسم الرئاسي وانه ليس على خلاف شخصي مع الحريري ولا يريد له الخروج من رئاسة الحكومة.

ويقول المصدر ايضاً ان الحريري الذي يشعر ان ثمة ضغوطاً ما تمارس عليه لدفعه الى الخروج من رئاسة الحكومة وطنّ نفسه على تحملها ولن يقدم على الاستقالة او حتى الاعتكاف بالغاً ما بلغ حجم هذه الضغوط.

ويعتقد هذا المصدر ان الحركة التي يقوم بها رئيس مجلس النواب نبيه بري من حين الى آخر للتقريب بين لحود والحريري هي حركة محكومة بسقف معين، فهو لا يستطيع ان يحرق اصابعه في نار الخلاف بينهما. ولذلك غالباً ما ينجح في التهدئة والتلطيف. وفي اعتقاد هذا المصدر ان المواقف والخيارات ستحسم خلال الاشهر الاربعة المقبلة سواء بالنسبة الى ما سيؤول اليه استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية او بالنسبة الى مستقبل الوضع الحكومي. ويبدو ان عامل الوقت هذا هو الذي ينعكس تشنجاً على مواقف المعنيين بهذه القضايا.