الأمم المتحدة تحث سورية على دعم مجلس الحكم الانتقالي في العراق

وفد عراقي يحضر اجتماعا لمجلس الأمن وطالباني يبلغ الفرنسيين بأن رئاسة المجلس ستكون ثلاثية

TT

حث الموفد الخاص للأمم المتحدة الى العراق سيرجيو فييرا دي ميلو امس دمشق عقب محادثات مع الرئيس السوري بشار الأسد على دعم مجلس الحكم الانتقالي العراقي و«تعزيز سلطة هذا المجلس كي يلعب دورا فاعلا في اعادة الأمن والاستقرار».

وافادت الاذاعة السورية الرسمية ان دي ميلو اعرب عن «امله بأن تساهم الأمم المتحدة وجيران العراق في تعزيز سلطة هذا المجلس كي يلعب دورا فاعلا في اعادة الأمن والاستقرار والتمهيد لاجراء انتخابات ديمقراطية تؤسس لحكومة عراقية تعيد للعراق سيادته وتحافظ على وحدته وتنهي احتلال اراضيه».

ويعتبر مجلس الحكم الانتقالي العراقي الذي تشكل الأحد الماضي في بغداد، أول هيئة تنفيذية في مرحلة ما بعد صدام حسين تم تشكيلها باشراف الولايات المتحدة. وفي رد على سؤال عن موقف الجانب السوري بالنسبة لتشكيل هذا المجلس قال مبعوث الأمم المتحدة انه يرى ان «الموقف كان محايدا واتفقنا على ان يعطى هذا المجلس الوقت كي نرى كيف يدبر اعماله».

وقال انه «شعر في لقاءاته سواء مع (وزير الخارجية فاروق) الشرع او الرئيس الأسد ان هناك مساندة لدور الأمم المتحدة سواء كان دورا سياسيا او انسانيا».

واضافت الاذاعة ان الرئيس بشار الأسد اوضح «ان سورية كعضو في الأمم المتحدة وعضو غير دائم في مجلس الأمن وبلد عربي جار للعراق حريصة على مستقبل العراق واستقلاله ووحدة اراضيه وعلى حرية وكرامة شعبه، وسوف تدعم كل الخطوات التي تقوم بها الامم المتحدة والتي تقود الى انهاء الاحتلال وتسلم الشعب العراقي لزمام اموره».

واكد الرئيس «اهمية الدور الذي تتوقع الأمم المتحدة ان تلعبه في العراق وقدرتها على مساعدة الشعب العراقي في طموحه لتحقيق حريته واستقلاله».

وفي بغداد اكد مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه مسعود بارزاني امس ان وفدين من مجلس الحكم الانتقالي سيتوجهان قريبا الى كل من نيويورك وروما لحضور اجتماعين دوليين حول العراق.

وقال هوشيار زيباري ان «وفدين من مجلس الحكم الانتقالي العراقي سيغادران بغداد قريبا، الأول باتجاه نيويورك لحضور مؤتمر لمجلس الأمن الدولي حول العراق والثاني الى روما لحضور مؤتمر حول العراق تنظمه الاشتراكية الدولية».

واضاف ان الوفد الأول الذي سيتوجه الى نيويورك سيتألف من رئيس المؤتمر الوطني العراقي أحمد الجلبي ورئيس تجمع الديمقراطيين العراقيين عدنان الباجه جي وعقيلة الهاشمي العضو في لجنة المتابعة التي تتولى ادارة وزارة الخارجية العراقية منذ سقوط صدام حسين.

وأوضح ان «الوفد سيلتقي الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان ويحضر جلسات مجلس الأمن». ومن المتوقع ان يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا حول العراق في 22 الشهر الحالي في نيويورك. وتابع زيباري ان «وفدا آخر سيغادر الى العاصمة الايطالية روما لحضور مؤتمر حول العراق تنظمه الدولية الاشتراكية يتألف من رئيس حزب الاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني ورئيس الحزب الوطني الديمقراطي نصير الجادرجي وحميد موسى أمين عام الحزب الشيوعي العراقي وممثلين عن حزب الدعوة واحزاب اخرى كالحزب الاشتراكي العربي وتركمان وآشوريين».

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر فرنسية رسمية ان الزعيم الكردي، رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني ابلغ المسؤولين الفرنسيين الذين التقاهم في اليومين الاخيرين في باريس ان مجلس الحكم المؤقت الذي شكل اخيرا لن ينتخب رئيسا له بل ستتم ادارته من قبل مجلس رئاسي مؤلف من ثلاثة اشخاص لم يحدد هوياتهم.

كذلك ابلغ طالباني المسؤولين الفرنسيين انه اقترح ارسال مقاتلين من الأكراد (البشمركة) الى العاصمة بغداد من اجل المساهمة في الحفاظ على الأمن، الا ان القيادة الأميركية رفضت عرضه.

وكان طالباني قد التقى عصر امس وزير الداخلية الفرنسي نيكولا سركوزي بعد ان اجتمع أول من امس مع وزير الخارجية دومينيك دو فيلبان. وشدد الوزير دو فيلبان على اهمية قيام حكومة ديمقراطية تحترم بنية المجتمع العراقي بأطيافه المختلفة وتعمل على احتواء التأثير الاصولي في العراق.

وقال طالباني، من جانبه، ان اهتمام المجلس المؤقت سينصب على تسمية أعضاء الحكومة والسفراء وتوزيع المناصب والصلاحيات والاهتمام بالمسألة الأمنية، ودفع رواتب الموظفين. واعرب طالباني عن رغبته بالحصول على دعم فرنسا في مجلس الأمن الدولي اثناء المناقشات التي ستحصل في المجلس ابتداء من الثاني والعشرين من الشهر الحالي.

ويغادر طالباني باريس متجها الى روما في اطار جولة في عدد من العواصم الأوروبية.