ضابط أمن عراقي سابق يروي كيف حاول دس السم لصدام عن طريق علاقته بالضابط المسؤول عن قهوة الرئيس المخلوع

عزاوي يقول إنه التقى ضابط استخبارات بريطانيا في الأردن وبعدها اختطفه عملاء الاستخبارات العراقية وأعادوه إلى بغداد للتحقيق معه

TT

في شرفة في أحد القصور السابقة لصدام حسين ببغداد، جلس عراقي بملابسه الأنيقة، يحدوه الأمل في أن يتمكن من الحديث مع مسؤولين عسكريين أميركيين بالداخل. فقد تمكن بصعوبة من تجاوز العديد من نقاط التفتيش العسكرية لكي يتواصل مع الأميركيين. وقد أنهكته ساعات الانتظار، وبدت ملامح الذبول في وجهه لشدة حرارة منتصف نهار اليوم.

فجأة يقف على وجل ويقترب من جندي أميركي عند بوابة الدخول ثم يسأله بصوت باهت اذا ما كانت لديه قطعة من السكر أو الحلوى، موضحا انه مصاب بمرض السكر، وان عقار الانسولين لم يعد متوفرا عقب الحرب. وقد بدت عليه علامات الانهيار.

تمكنت من العثور على قطعة حلوى في حقيبتي الشخصية، بينما هرول الجندي للبحث عن المزيد، يقول الرجل ان اسمه صاحب عزاوي، ويوضح سبب مجيئه لساحات القصر الجمهوري، حيث يواصل قادة قوات التحالف جمع المعلومات حول قادة حزب البعث الفارين.

باعتباره ضابط أمن سابقاً من بغداد، يقول عزاوي انه يتمتع بخبرة هائلة في تعقب المجرمين. فهو يعرف العديد من الناس في المدينة بمن فيهم بعض من عملوا ضمن دوائر صدام المقربة. وهو يريد أن يرشد الأميركيين إليهم. كنا في اوائل شهر مايو (أيار) الماضي، وكان العديد من العراقيين الذين تلاحقهم القوات الأميركية، ما يزالون بعيدين عن متناول أياديهم.

وقال عزاوي: «أنا أحاول تقديم معلومات عن مكان اختباء اثنين من الحكومة. أي اثنين من حرس صدام الشخصي».

أحدهم، كما قال عزاوي، كان يشغل موقعا هاما. فقد كان يعد قهوة صدام ويقدمها له يوميا. وهكذا فقد كان من بين أقرب الناس لصدام، لأن الرئيس عاش في حالة خوف دائم من أن يتعرض للسم.

يستعرض عزاوي، 58 عاما، مفكرة شخصية تحتوي على بضعة عناوين يعتقد ان العثور على رجل القهوة يمكن أن يتم في أحدها.

المفكرة تحتوي أيضا على ملاحظات ووثائق تتعلق برواية أكثر أهمية بالنسبة له. وهي تلك التي تحوي تفاصيل المهمة التي فكر بها قبل عامين وحاول فيها دس السم لصدام.

قد تثير هذه الرواية الاهتمام على اعتبار انها تشبه روايات الأفلام السينمائية التي غالبا ما تكون مفصلة باتقان ومقنعة، لكن يجب تذكر ان البغداديين عرفوا بعادة سرد القصص الرائعة. كما انهم يعشقون الحديث عن المؤامرات. والبعض منهم يقسم بأن صدام توفي منذ ثلاثة أعوام، وان الأميركيين يعلمون ذلك لانهم هم الذين ساعدوا في القضاء عليه، وآخرون يعتقدون انه لجأ الى أميركا. اذ يقول موظف في وزارة الصحة بثقة: «اين صدام؟ اسألوا جورج بوش».

من جانبه يقول ضابط سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية، ممن أمضوا سنوات عديدة في العمل مع العراقيين: «لاتستطيع أن تعلم بداية الرواية من نهايتها».

وهذه الضبابية تبدو جلية بالنسبة للجنرال ديفيد ماكيرنان، القائد العسكري لقوات الاحتلال هنا. فعند سؤاله عن ما اذا كان يعتمد على مخبرين محليين، قال للصحافيين: «يتوجب علينا أن نظهر حصافة في كيفية تعاملنا مع معلوماتهم».

تبدأ رواية عزاوي في موقف للحافلات بالعاصمة الأردنية عمان، حيث وصل الى هناك بعد رحلة شاقة قطع خلالها 600 ميل على طول الصحراء من بغداد.

يعود بنا الى شهر مارس (آذار) من عام 2001، حيث كان الوقت مبكرا صباح ذلك اليوم. كان يشعر بالتعب ولم يحلق ذقنه بعد. وقد عبر الحدود الأردنية بوثائق عراقية تعرفه بأنه موظف حكومي جاء لطلب العلاج الطبي.

لقد اضطر لدفع رشوة من أجل الحصول على تصريح مغادرة العراق.

وقد توجه بعربة أجرة الى مقر سفارة الولايات المتحدة، وفي ذهنه خطة بسيطة: سيقدم للأميركان المعلومات التي ستمكنهم من التخلص، وبشكل غير مكلف، من مشكلة صدام حسين المزمنة، لكنه لا يستطيع بلوغ غايته نظرا للاجراءات الأمنية المكثفة.

وفي اليوم التالي توجه الى مقر السفارة البريطانية، حيث ـ وفقا لروايته ـ التقى بعميل للاستخبارات البريطانية. (عندما طلبنا من السفارة تأكيد ذلك، قالوا لنا: «نحن لا ندلي بتعليق حول القضايا الاستخبارية»).

حسب رواية عزاوي، تم تسجيل لقائه بعميل المخابرات، وتضمن حديثهما التالي: «لدي معلومات تمكنكم من العثور على صدام أينما كان. وأعلم كيف يمكنكم التخلص منه». وقد سأله رجل المخابرات عن كيفية ذلك. فأجاب عزاوي: «القهوة، لدي معرفة بالرجل الذي يعد قهوة صدام. ويمكنني العثور على القهوة والمياه المستخدمة في اعدادها. أود معرفة ما اذا كنتم مهتمين. أنا أريد الحصول على دعمكم». ثم يواصل حديثه: «لا يهم اذا ما تعرضت للقتل، فأنا سأقوم بذلك».

تثير معلومات عزاوي فضول البريطاني، الذي أراد التعرف على مزيد من التفاصيل، لكن عليه أولا حضور مؤتمر في بيروت.

وهكذا تطلب الأمر من عزاوي أن يهدأ قليلا لبضعة أيام. وفي فندقه بوسط مدينة عمان، يلتقي عزاوي بشخص عراقي يدعى أبو حسن. حيث قاما بجولة في المدينة، والتقيا بمجموعة أخرى من العراقيين. وقرروا جميعا أن يلتقوا لتناول طعام الغداء في اليوم التالي في مسكن ابن عم لهم. وقد أعدوا وجبة من سمك نهري يدعى بوني، وهو من نفس النوع الذي قد يجده المرء في بغداد.

خصصوا طبقا لعزاوي الذي شعر بالنوم بعد وجبة السمك. ثم قالوا دعوه يستريح.

وقال انه شهد حلما مزعجا بدا خلاله وكأنه يقود سيارته مسرعا. في الوقت الذي شعر بحاجته للذهاب الى دورة المياه فتح عينيه ليجد ان كل شيء مظلم. لكنه يدرك انه كان معصوب العينين وقد القى به فوق المقعد الخلفي لعربة ما. ثم قال: ماذا يحدث؟. أجابه صوت انطلق من المقعد الأمامي للعربة: «اذا لقد استيقظت».

حينها يقف السائق جانبا. ويسمح الرجال لعزاوي بأن يقضي حاجته. يزيل عزاوي عصاب عينيه، ويرى احدى اشارات الطريق السريع وعليها عبارة: بغداد: 480 كيلومتراً.

حينها يدرك انه عائد للعراق. وقد تم اختطافه.

كانوا أربعة رجال عراقيين، يرتدون ملابس مدنية. وقد نقلوا أسيرهم الى سيارة نقل أميركية الصنع من نوع شيفروليه، وعليها لوحات دبلوماسية، كما ان زجاجها لا يتيح رؤية من بالداخل. كانت الرحلة طويلة وهادئة، رغم ان أحد الحراس تحدث ضاحكا: «على الأقل حصلت على رحلة مجانية للعودة الى بغداد».

وقد القوا به في مكان ضيق بلا نوافذ. وهناك في أسفل الممر تقع غرفة التعذيب. حيث تم اصطحاب السجين معصوب العينين وقد خلعوا ملابسه باستثناء لباسه الداخلي، وشدوا وثاقه في آلة بشعة وقد مدوا ذراعيه كلا في اتجاه معاكس.

لم يتمكن ضباط الاستخبارات العراقيين من انتزاع اجابات شافية، فقد كانوا يعتقدون ان عزاوي كان يخطط لشيء ما، لكن ما هو بالتحديد؟

لماذا قمت بزيارة السفارتين الأميركية والبريطانية بمجرد وصولك الى الأردن؟ وماذا أردت أن تفعل هناك؟ وهل كنت تفكر في الانشقاق؟

ينفي عزاوي كل ذلك، فالاعتراف يعني الموت.

وهكذا كان أمامه خيار: أي الذراعين ترغب في أن نشد هذه الليلة؟. أجابهم السجين: اليسرى.

يشعر السجين بالألم وهم يشدون ذراعه، ويتذكر عزاوي تلك اللحظات التي صاحبها تفكك مفاصل الذراع والألم الشديد.

اليوم، تبدو ذراعه اليسرى ملتويه وعليها آثار الجروح. وقد بات عليه المكابدة اذا ما أراد رفع علبة مشروب غازي بيده اليسرى. وقد اعتاد الحركة خلال جلوسه ليتسنى له الاستماع لمحدثيه بشكل أفضل. حيث وضع سماعة صغيرة فوق اذنه اليمنى.

وعن سبب ضعف حاسة السمع لديه، يقول: «لقد وضعوا مكبر صوت فوق الأذن ورفعوا درجة الضوضاء». وحينئذ باتت حدة الصوت وكأن مصدرها طائرة نفاثة، تسببت في اتلاف الأعصاب وفي الصمم، كما يقول.

ويستطرد قائلا انه بات مضطرا للاعتماد على ما يساعده على المشي، نتيجة للصدمات الكهربائية التي تعرضت لها أصابع قدميه.

ثم يكشف عن رأسه مشيرا الى آثار ندب بجمجته، ويقول انه ناتج عن قطرات الماء المتواصلة التي ظلت تتساقط فوق رأسه بينما ظل حبيس مقعد شدوا وثاقه به. وقد وصف ذلك الجرح قائلا: «لقد شعرت بأنه كالمسمار في رأسي».

وقد عذبوه ليليا لمدة أربعة أشهر، الى أن شعر كما يقول: «بأنني لم أعد انسانا على الاطلاق».

تقول مصادر وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية ان سجلاتها خالية من هذا الضابط. تماما كما هو حال سجلات جماعة المنفيين العراقيين الذين اعتادوا جمع المعلومات لوزارة الدفاع الأميركية.

وقد تأكدت من مفتشي الأسلحة التابعين للأمم المتحدة ومن جماعة في لندن تدعى «اندايت»، وكل منهما لديها سجلات هائلة تضم عناصر النظام العراقي المخلوع. لكن لا أثر لصاحبنا.

هذا الضابط، طبقا لمعلومات عزاوي، ينتمي لعشيرة العجيلي. وقد قال العديد ممن تحدثت معهم ان هذه المعلومة على الأقل قد تكون حقيقية: فعائلة العجيلي تربطها علاقة تزاوج مع عائلة التكريتي التي ينتمي اليها صدام، والأولى معروفه بولائها الشديد للحاكم المستبد.

وكان عجيلي أخر قد شغل منصب رئيس المخابرات العسكرية. كما تولى اثنان من عائلة العجيلي منصبين في الأمن أو المخابرات. معلومة تثير الفضول لكنها لا تؤكد شيئا.

وهذا ما دفعني لسؤال المترجم، الذي كان يرافقني، عن رأيه. فقد كان ناصر نوري، وهو مهندس طيران سابق لدى الخطوط الجوية العراقية تلقى تعليمه في أوكلاهوما، قد ساعدني في اجراء مايزيد عن 15 ساعة من الأحاديث مع عزاوي. حيث قمنا بزيارة عائلة الضابط السابق مرتين.

يقول نوري ـ وهو نفس المترجم الذي طالبني بالحذر من الروايات التي يقدمها عراقيون: «هذا الرجل يقول الحقيقة». يقول عزاوي، الذي لم يعتد تناول المشروبات الكحولية، انه اعتاد توفير المشروبات والطعام للاجتماعات هو وصانع قهوة صدام وزملاؤه. ويضيف انهم اعتادوا لعب الورق. وقد استمع الى أسرار، خاصة وقد أدى الشراب مفعوله.

ذات مرة، وبينما كان عزاوي يزور ضابط القهوة، لاحظ وجود ثلاث من الصور الفوتوغرافية تتدلى في حائط الغرفة. احداها كانت تضم الضابط في الصحراء مع صدام الذي كان يرتدي قبعة بيضاء. والأخرى يبدو فيها وهو يقدم الشاي للرئيس. أما الثالثة فتظهره وهو يقدم القهوة ـ ضمن طقوس مألوفة في العالم العربي، وتشمل أكوابا صغيرة بكميات قليلة واشارات باليد.

سألنا عزاوي اذا ما كنا نتذكر محاولة الفتى صدام الفاشلة لقتل رئيس الوزراء خلال عام 1959؟ وقال ان القهوجي كان من بين البعثيين الذين ساعدوا صدام على الفرار الى الخارج. وكانت تلك المناسبة التي مكنت الاثنين من تكوين علاقة ثقة حميمة.

كان الضابط، لسبب ما قد أعجب برجل الشرطة السابق. وذات يوم عرض عزاوي أن يقوم بشراء بعض الحاجيات لاعداد الطعام، فقال له صديقه: اليك سيارتي. وعندما القى عزاوي نظرة على ما في صندوق العربة الخلفي وجد كميات من المياه المعلبة والقهوة. وقد استنتج انها كانت موضوعة هناك خشية التلاعب بها في القصر.

وقد أدرك عزاوي حينئذ شيئا آخر، الا وهو انه يستطيع وضع السم لصدام. حيث أوضح قائلا: «لقد كانت في متناول يدي».

بعد اكتشافه لذلك، يقول عزاوي انه امضى ليلة مرهقة بلا نوم، يتأمل كيفية قيامه بذلك. وقد قرر انه لا يستطيع تنفيذ العملية بمفرده. ذلك انه لم يكن واثقا من أحد يمكنه مساعدته في العمليه أو حتى توفير السم.

هنا يطرح المتسائلون هذه التساؤلات:

حينئذ قرر عزاوي، كما يقول، الذهاب الى الخارج للعثور على مساعدة. لكن كانت هناك مشكلة: فالضباط السابقون سواء من الجيش أو الشرطة، لم يكونوا قادرين على مغادرة البلاد بدون تصريح من الرئيس.

وقد سأل عزاوي صديقه ضابط القهوة، اذا كان يستطيع مساعدته في الحصول على تصريح بالسفر من الرئيس. وقد سأله: لماذا؟

فأجابه عزاوي موضحا: «أريد البحث عن عمل».

وقال له صديقه الضابط انه يمكن ترتيب تصريح طبي للسفر. لكن ليس بدون مقابل، إذ لا بد من دفع 3.5 مليون دينار عراقي، توازي أكثر من 1700 دولار أميركي في ذلك الوقت.

ذات ليلة سأله المحققون: من الذي رتب لك تصريح مغادرة العراق؟ هذه الرسالة الطبية: كيف حصلت عليها؟ ولمن قدمت الرشوة من لجنة الأطباء؟ فأنت لم تكن مريضا بالفعل.

قال لهم عزاوي بأن الضابط هو الذي رتب له جواز السفر. لكنه لم يشر الى مبلغ الرشوة الذي توجب عليه دفعه. وأضاف: «لقد قدم لي معروفا بهذا».

حينئذ ساد الصمت حجرة التعذيب.

وبعدها أبلغ عملاء المخابرات عزاوي بأنه سيستعيد حريته قريبا، بعدما تدخل بعضهم لانقاذ حياته. لكن ذلك قد يكلفه 10 ملايين دينار عراقي، أي قرابة 5 الاف دولار أميركي. تدفع لأمر صديقه العزيز، القهوجي.

يقول عزاوي انه قام بمراقبة منزل الضابط عدة مرات بعد الحرب. وانه أيضا تحدث مع زوجته، وسألها عن مكان زوجها. حيث أجابت: «انه مع عمه في تكريت».

اعتاد رجال الجيش العراقي استخدام مصطلح العم للاشارة الى كبير قادتهم. وباستخدامها للمصطلح، استنتج عزاوي انها كانت تقصد صدام.

لكنه يعتقد ان الزوجة كانت تكذب. فهو ضابط مباحث: وقد لاحظ انها كانت بكامل زينتها وشعر رأسها في أحس حالاته، وكأنها تتوقع رؤية زوجها في أية لحظة.

وقد استنتج ان القهوجي قد يكون في بغداد، وانه على الأرجح قد يكون مختبئا مع صدام، كما ظل يلح على المحققين الأميركيين.

بعد ليلة من ارشاده للعسكريين الأميركيين، قام ضابط الشرطة السابق بزيارتي في فندقي. وقد أخبرني ان لديه «سرا خطيرا ومعلومة عاجلة» حول أحد قادة حزب البعث المطلوبين ضمن قائمة الـ55. وقد أشار الى ملصق كنت قد عثرت عليه في الشارع، وذكر لي الاسم قائلا: لطيف نصيف جاسم الدليمي.

قال عزاوي ان الدليمي كان مختبئا بضاحية بشمال بغداد، في منزل قريب له مطل على نهر دجلة. وقد حدده باعتباره شخصية مهمة في الحزب، «يتحمل مسؤولية الجيش».

وأضاف ان أصدقاء له كانوا يترقبون المكان. ثم اقترح وضع خطة للقبض عليه باستخدام القوارب وفرض طوق حول الجسر القريب من المنطقة.

لكنني اقترحت ان يتوجه عزاوي بالمعلومة للجنرال ستروك ولمساعديه. وقد قال انه فعل ذلك. ولم تؤكد القوات الأميركية ذلك او تنفيه.

غادرت بغداد في منتصف شهر مايو (ايار). وبعد أسابيع لاحقة، في يوم التاسع من شهر يونيو (حزيران) كان نصيف الدليمي، رقم 18 في قائمة المطلوبين، والذي شغل منصب نائب سكرتير المكتب العسكري لحزب البعث، قد عتقل. لكن الجيش الأميركي لم يكشف عن مكان اعتقاله.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»