مقتل جندي أميركي وإصابة آخرين في هجومين غرب بغداد ووسطها

TT

قتل جندي اميركي دهسا عندما تعرضت قافلة عسكرية لهجوم امس على طريق سريع غرب العاصمة العراقية بغداد، على ما افاد ضابط اميركي. وقال اللفتاننت كولونيل كينيت غانت من فرقة المشاة الاميركية الثالثة ان آلية عسكرية اميركية محترقة كانت على قارعة الطريق بالقرب من سجن ابو غريب يبدو انها لغمت وفجرت عندما اقتربت منها قافلة تضم حوالي 30 شاحنة اميركية.

واوضح غانت ان الانفجار وقع عندما مر الفوج الثاني من القافلة والمكون من عشر شاحنات بجانب العربة المحترقة، مضيفا ان جنديين اميركيين ترجلا من احدى الشاحنات. وقال غانت «لقد دهس احد الجنديين اللذين ترجلا من العربة الثالثة» بواسطة شاحنة كانت تسير خلف تلك العربة. واصيب جنديان اخران بجروح طفيفة الا انه لم يتضح ما اذا كانت اصابتهما نتيجة الصدم او بسبب الانفجار. وقال غانت ان المهاجمين «طوروا طرق المخادعة والتي نعلم انهم بارعون فيها».

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الجندي الاميركي روبرتو الفاريس قوله من مكان الحادث ان «شاحنة انفجرت ورأينا الدخان يتصاعد». وقال ان جثة الجندي القتيل كانت ملقاة على بعد عشرة امتار من الشاحنة التي دمرت مقدمتها بسبب قوة الانفجار. وقال غانت ان ما جعل من الهجوم «حادثا مؤسفا انه لم يكن يتوفر اي مستوى من الدعم الخارجي» مثل الشرطة العسكرية او الطائرات المقاتلة مع القافلة.

وفي وقت لاحق ذكر مصدر في الجيش الاميركي ان عبوة ناسفة مصنعة يدويا انفجرت امس في حي المنصور في بغداد قرب بنك يحرسه جنود اميركيون، مما ادى الى جرح جندي اميركي على الاقل. وقالت السيرجنت امي ابوت لوكالة الصحافة الفرنسية «لقد وقع انفجار عبوة ناسفة مصنعة يدويا عند احد البنوك في حي المنصور» وسط بغداد. وقالت ان «جنديا من الفرقة المدرعة الثالثة اصيب في الانفجار»، مضيفة انه ليس لديها معلومات عن حالته الصحية. وكان شهود عيان ومصور صحافي ذكروا ان جنديين اميركيين وخمسة عراقيين جرحوا في الهجوم على عربة اميركية مدرعة كانت تحرس احد فروع بنك الرشيد.

ولم تعرف حالة الجرحى، وبينهم طفل عراقي قامت سيارات اسعاف بنقلهم الى المستشفى. الا ان احد الشهود العيان ـ رفض الكشف عن اسمه ـ قال انه يعتقد ان احد العراقيين قتل. وكان العراقيون الجرحى من المارة.

وانتشر جنود اميركيون في الشوارع المجاورة وبدأوا بتفتيش المنازل واستجواب المارة. كما وصلت سيارات للشرطة العراقية الى الموقع. واعلن الجيش الاميركي امس ان جنديا من مشاة البحرية توفي بعد ان سقط من مبنى في العراق اثناء نوبة حراسة اول من امس.

ووقع الحادث في بلدة الحلة التي تبعد مسافة 100 كيلومتر الى الجنوب من بغداد وارتفع بذلك الى 81 عدد الجنود الاميركيين الذين قتلوا في العراق منذ الاول من مايو (ايار) تاريخ اعلان الرئيس الاميركي جورج بوش نهاية المعارك الرئيسية. وقتل 32 منهم في معارك و49 في حوادث.

من ناحية اخرى اكد ناطق عسكري اميركي امس ان العديد من المهاجمين العراقيين الذين اطلقوا قذائف صاروخية «ار بي جي» على قوات اميركية في الفلوجة (غرب) قتلوا ليل الاثنين ـ الثلاثاء الماضيين على ايدي جنود فرقة المشاة الثالثة.

وقال شهود ان خمسة عراقيين قتلوا حين ردت قوات اميركية بالاسلحة الرشاشة اثر تعرضها لهجوم بقذائف «ار بي جي».

وافاد الناطق العسكري ان «جنودا من فرقة المشاة الثالثة تعرضوا لكمين اطلقت فيه قذائف ار بي جي الثلاثاء في الفلوجة». واضاف ان "كل المهاجمين قتلوا" بدون تحديد عددهم، وقال الجيش انه لم يسجل سقوط ضحايا في صفوف الاميركيين.

وافاد شهود عيان في الحبانية، المدينة الواقعة بين الفلوجة والرمادي، ان خمسة عراقيين قتلوا على ايدي القوات الاميركية في ما يبدو على انه الحادث نفسه. وقالت المصادر نفسها ان آلية مدرعة دمرت في هذا الهجوم بالقذائف الصاروخية ضد الجنود الاميركيين الذين ردوا مما ادى الى مقتل خمسة من المهاجمين.

والفلوجة الواقعة على بعد حوالى 50 كلم غرب بغداد غالبا ما تشهد هجمات ضد الاميركيين وهي احد المعاقل السنية الاساسية التي لا يزال يوجد فيها مناصرون للرئيس السابق صدام حسين.

من جانب آخر اعطت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) في وقت متأخر اول من امس تأكيدا للانباء التي تحدثت في اليوم نفسه عن وقف الوزارة خططا لسحب قوات من فرقة المشاة الثالثة وقالت انها لا يمكنها ان تقدم اطارا زمنيا محددا لعودة الوف من الجنود من العراق فيما اعرب مسؤولون اميركيون عن املهم في ان تعود فرقة كاملة من جنود الجيش الى اميركا بحلول سبتمبر( ايلول) المقبل لكنهم لم يقدموا اي وعود. وقال لورنس دي ريتا المساعد الخاص لوزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد للصحافيين في البنتاغون ان القادة الاميركيين يريدون ابقاء مستوى القوات عند الرقم الاجمالي الحالي. ويعمل حوالي 146 الف جندي اميركي وسط تهديدات امنية متزايدة في العراق بعد الحرب اضافة الى حوالي 13 الفا من بريطانيا ودول اخرى. وقال دي ريتا «هناك رغبة في الابقاء على المستويات الحالية. ما زلنا نعكف على وضع خطط بشأن كيفية ابدالهم سواء قوات الائتلاف الدولي او الانواع المختلفة للقوات الاميركية».