لبنان: اتصالات فلسطينية مكثفة لاحتواء التوتر في مخيم عين الحلوة بعد وفاة زعيم «عصبة النور»

TT

توترت اجواء مخيم عين الحلوة الفلسطيني بجنوب لبنان امس بعد وفاة زعيم «عصبة النور» الاصولية، عبد الله الشريدي، متأثراً بجروح اصيب بها قبل نحو شهرين في محاولة اغتيال استهدفته وتفجرت اثرها اشتباكات عنيفة بين انصار العصبة ومقاتلي حركة «فتح» التي كانت العصبة اتهمتها بالوقوف وراء المحاولة.

وفور شيوع خبر وفاة الشريدي، 22 عاما، سارعت القوى والقيادات الفلسطينية الى تكثيف اتصالاتها بهدف تطويق اي انفجار للوضع الامني، فيما لوحظ انتشار غير مسلح لعناصر «عصبة النور» المنشقة عن «عصبة الانصار» التي يتزعمها احمد عبد الكريم السعدي الملقب بـ«ابو محجن» والمطلوب للسلطات اللبنانية بموجب احكام قضائىة. وعلم ان «عصبة الانصار» التي تحاول استيعاب عناصر «عصبة النور» بعد وفاة قائدهم، سارعت الى منع اي ظهور مسلح من قبل هؤلاء للحؤول دون حصول احتكاكات مع جهات مناوئة. كذلك اتخذت حركة «فتح» بعض الاجراءات الاحترازية امام مراكزها حيث انتشر عدد محدود من المسلحين.

وقد منع الاعلاميون من الاقتراب من منزل الشريدي. ولوحظ ان عدداً من اصحاب المحال التجارية في حي الصفصاف، معقل «عصبة النور»، آثر اقفال ابوابه بينما كانت الحركة في الاحياء الاخرى من المخيم شبه طبيعية.

وعقدت القوى الاسلامية اجتماعاً لها اكدت في ختامه على ضرورة «الهدوء وتفويت الفرصة على المتربصين بأمن المخيم». كما عقدت لجنة المتابعة الفلسطينية التي تضم كل القوى الفلسطينية اجتماعاً في مقر منظمة «الصاعقة».

واسفرت الاجتماعات عن اتفاق على دفن الشريدي في مقبرة صيدا الجديدة في منطقة سيروب، بعدما كان قد تردد وجود نية لدفنه في ضريح والده الشيخ هشام الشريدي (مؤسس عصبة الانصار) في مقبرة الشهداء داخل المخيم. وكان الاخير قد اغتيل مطلع التسعينات على ايدي عناصر من حركة «فتح».

وأكد الشيخ جمال الخطاب ان فعاليات المخيم والقوى والمنظمات المختلفة «تجمع على الحفاظ على امن المخيم والجوار خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها قضية فلسطين». اما امين سر اللجان الشعبية الفلسطينية عبد مقدح فقال ان الوضع داخل مخيم عين الحلوة «طبيعي جداً وهادئ. والجميع عمل وسيعمل على عدم حصول اي خلل امني». واضاف: «ان لجنة المتابعة والفصائل اكدت الحرص على العمل المشترك لحفظ الأمن»، مشيراً الى ان جهود القوى والمشايخ اسفرت عن «تأمين تشييع هادئ للشريدي».

يذكر ان الشريدي كان قد انشق قبل سنوات عن «عصبة الانصار» واسس لنفسه مجموعة اطلق عليها تسمية «عصبة النور». والشريدي الابن مطلوب بدوره للقضاء اللبناني بتهم مختلفة منها القيام بتفجيرات في منطقة صيدا وداخل عين الحلوة.

وتضم «عصبة النور» عدداً قليلاً من المسلحين. وتتخذ من حي الصفصاف معقلاً لها. وعناصرها مدربون على اعداد العبوات الناسفة والمتفجرات. وبغياب زعيمهم يتوقع ان يعود عناصر «عصبة النور» الى الجماعة الأم اي «عصبة الانصار». ومن الاحتمالات الواردة أيضاً ان يتولى محمد الشريدي، شقيق عبد الله، قيادة «عصبة النور».

وكانت محاولة اغتيال عبد الله الشريدي قبل شهرين قد ادت الى مقتل شخصين احدهما عمه يحيى الشريدي. وعقب المحاولة اندلعت اشتباكات عنيفة داخل المخيم بين حركة «فتح» والمنظمات الاصولية المتطرفة ادت الى مقتل سبعة فلسطينيين وجرح 25 آخرين قبل التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار.