أزولاي: المغاربة براغماتيون ومستعدون للحوار لكنهم لن يتنازلوا عن شبر واحد من أرضهم في الصحراء

رئيس حكومة الأندلس: إقليمنا جسر لتقريب المغرب من إسبانيا

TT

قال اندريه أزولاي، مستشار العاهل المغربي الملك محمد السادس ان «المغاربة براغماتيون ومستعدون دائما للحوار والانصات للمقترحات والافكار بشأن تسوية دائمة ونهائية لملف الصحراء، لكنهم لن يقبلوا بالتنازل عن شبر واحد من ارضهم في الصحراء».

وأكد ازولاي في خطابه الافتتاحي لفعاليات «اسبوع المغرب في الاندلس» الذي انطلق مساء اول من أمس في اشبيلية، ان موضوع الصحراء ووحدة تراب المغرب يوجد حوله اجماع مغربي، وان لا أحد يقبل بالتنازل عن شبر واحد من الصحراء.

وقال ان اسبانيا يمكنها القيام بدور اكثر ايجابية في توضيح حقيقة موضوع الصحراء بحكم ماضيها الاستعماري للاقاليم الصحراوية، وقربها من المغرب وادراكها لوجود خصوصيات محلية في مناطق المغرب.

وحث ازولاي فعاليات المجتمع المدني الاسباني على توخي منظور اكثر حيادية وعدم الانحياز بشكل احادي لطرف معين، في اشارة للدعم الذي تقدمه هيئات اسبانية لجبهة البوليساريو.

وخاطب مستشار العاهل المغربي صناع القرار السياسي والاقتصادي الاسباني الذين شاركوا بكثافة في افتتاح فعاليات «اسبوع المغرب في الاندلس»، وفي مقدمتهم مانويل تشافيز، رئيس حكومة الاندلس، ورئيس «مؤسسة الثقافات الثلاث بالبحر الابيض المتوسط» التي تنظم اسبوع المغرب. وشدد ازولاي على الدور الذي ينتظره المغاربة من اسبانيا على صعيد العلاقات مع اوروبا ودعم الاصلاحات الاقتصادية والمسار الديمقراطي واستقرار المغرب.

وقال ازولاي ان تنظيم «اسبوع المغرب في الاندلس» يأتي عاما واحدا بعد الازمة التي شهدتها علاقات المغرب واسبانيا، وان رئيس حكومة الاندلس كان له فضل المبادرة في تنظيم «الاسبوع» المغربي في هذا التاريخ لفتح الآفاق والمستقبل الواعد الذي ينتظر العلاقات. واضاف ان الاندلس هي لحظة مشرقة في تاريخ البلدين وبها تعايش اليهود والمسلمون والمسيحيون في كنف التسامح.

وحث مستشار العاهل المغربي الاسبان على توظيف الرصيد الحضاري المشترك الذي يجمعهم بالمغاربة، من اجل بناء علاقات وتعاون متميز، معتبرا ان الاسبان لا يبذلون حتى الآن الجهد الكافي في توظيف التراث الذي يجمعهم بالمغرب، واضاف ان «مؤسسة الثقافات الثلاث» (يتولى ازولاي رئاسة هيئتها الاكاديمية) انشئت من اجل ردم الهوة واقامة جسر من الحوار والتفاهم بين البلدين وتقديم صورة افضل للاجيال الجديدة.

وبشأن علاقات المغرب بأوروبا، قال ازولاي ان المغرب لا يضايقه توسع اوروبا نحو بلدان اوروبا الشرقية، ولكنه يحث دول اوروبا المتوسطية مثل اسبانيا وايطاليا والبرتغال للقيام بدور اكثر فعالية ونجاعة لادماج دول الجنوب المتوسطي.

واعتبر ازولاي ان نجاح عملية ادماج بلدان اوروبا الشرقية تحقق بفضل وجود دولة قامت بدور ريادي في هذه العملية، وهي المانيا، بيد أن تعثر مسلسل برشلونة المتوسطي الذي انطلق من اسبانيا، مرده الى غياب دور ريادي من قبل دول الجنوب الاوروبي، مبرزا ان اسبانيا مؤهلة للقيام بهذا الدور اكثر من اي بلد آخر.

وأوضح أزولاي ان استقرار المغرب وامنه عنصر حيوي لاوروبا، لكن اذا استمرت حالة الجمود على مسار الشراكة الاوروبية ـ المتوسطية فان امن اوروبا يظل هشا، مبرزا ان المطلوب اعتماد منظور شمولي للشراكة يتجاوز المنظور التجاري القائم على ارساء منطقة تبادل حرة.

ونفى ازولاي وجود اي تعارض مع منطقة التبادل الحرة المغربية ـ الاوروبية واتفاق التبادل الحر الذي يعتزم المغرب توقيعه مع الولايات المتحدة وقال ان المغرب ينتظر من اوروبا معاملته على اساس وضعه كشريك مميز، ملاحظا ان المؤسسات الاوروبية بحاجة الى فعالية ونجاعة اكبر في ميدان دعم الاقتصاد والتجربة السياسية الديمقراطية في المغرب، مشيرا الى الدور الاسباني المنتظر في هذا الصدد، واقترح ازولاي على رجال الاعمال الاسبان التفكير في صيغ جديدة لتوسيع استثماراتهم في قطاعات السياحة والصيد البحري والتكنولوجيا والصناعات الغذائية وقطاع صناعة السيارات، واشار الى اهمية الاستثمارات الاسبانية التي انجزت حتى الآن في المغرب، وقال انها ستتوج هذا العام على لائحة الشرف، لكنه حث الاسبان على مزيد الاهتمام بالسوق المغربي الذي يتوفر على فرص واعدة اكثر من اسواق بعيدة يقصدها الاسبان.