عمر بيومي لـ«الشرق الأوسط»: وجودي في القنصلية السعودية في واشنطن كان لتجديد جواز السفر ولقاء المطعم مع الحازمي والمحضار كان صدفة

السفارة السعودية في واشنطن: لا تعليق على تقرير لجنة الكونغرس لتحقيق اعتداءات 11 سبتمبر قبل إعلانه

TT

أكد لـ«الشرق الأوسط» أمس عمر بيومي السعودي الذي زج باسمه في الاعلام الغربي، باعتباره شريكا للمحضار والحازمي المسؤولين عن اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول)، أن الروايات الاميركية الحالية والسابقة التي تتهم السعودية وعدداً من افرادها الابرياء بلعب ادوار في اعتداءات سبتمبر، ما هي الا اوراق يلعب بها سياسيون من اجل الانتخابات الحزبية وغيرها في اميركا.

واشار الى ان ما حدث في تلك الفترة لا يتعدى انه ذهب الى القنصلية السعودية في لوس انجليس، لتجديد جواز سفره المنتهي الصلاحية، وكان يرافقه في ذلك الوقت شخص أميركي مسلم، تم تغيير اسمه القديم الى اسامة بعد ان اعتنق الدين الاسلامي. وافاد بأن أسامة سافر معه من سان دييغو الى لوس انجليس مرافقا له في ذلك الوقت.

وتابع بالقول انه بعد ان انتهيا من تلك المهمة، اتجها إلى مطعم نسي اسمه، والتقى صدفة، الحازمي والمحضار (المتهمين باعتداءات 11 سبتمبر) في ذلك المطعم، ولم يجلسا معا على طاولة واحدة، بل كان هو وأسامة على طاولة وهما على طاولة اخرى، وأن السلطات الاميركية والبريطانية التي استجوبته زارت المطعم حينها وتحدثت مع مسؤوليه الذين اكدوا لهم هذه المعلومة.

واعتبر ان النقاش الذي دار مع الحازمي والمحضار بعد فراغهما من الوجبة، كان طبيعيا، تم التطرق فيه الى موضوعات عن الدراسة وغيرها من الموضوعات التقليدية، وهما كشابين من وطني يفترض ان يكون هذا الحديث عاديا، ويمكن ان يحدث بين أي اشخاص يلتقون بعضهما في الغربة.

وعن توقيت تلك الاحداث، أوضح انه غير متأكد بشكل كامل من الموعد لكنه بين أوائل عام 2000 وأواخر 1999، كاشفا بان السلطات الاميركية والبريطانية التي اشتركت في التحقيق معه، قابلت اسامة الذي رافقه «وأكد لهم ما قلته. وعلى ضوء ذلك لم تلق علي التهم كما يحدث هذه الايام من قبل بعض الجهات الاميركية التي ترغب في الاستفادة من الضجة ضد السعودية وشخصي وآخرين، من اجل تحقيق مكاسب سياسية شخصية في الانتخابات».

وفي الخصوص ذاته، ذكر لـ«الشرق الأوسط» أمس مسؤول في المكتب الاعلامي في السفارة السعودية في واشنطن، أنه من الصعب التعليق على تقرير لجنة الكونغرس للتحقيق في اعتداءات 11 سبتمبر 2001، قبل أن يتم ظهور التقرير بشكل كامل.

وأفاد عبد الكريم إلياس الذي كان يتحدث من مقر السفارة السعودية في واشنطن أمس، بان التقرير يتوقع له أن يظهر في غضون الايام القليلة المقبلة، وقبلها لن يكون مقبولا الحديث عن التقرير قبل إعلانه بشكل رسمي.

ونقلت وكالة الانباء الفرنسية أمس، عن مجلة «نيوزويك» الأميركية بان تقرير لجنة الكونغرس للتحقيق في اعتداءات 11 سبتمبر 2001 والذي سينشر الخميس المقبل، يثير تساؤلات عديدة عن دور محتمل للسعودية في هذه العمليات.

وقالت المجلة ان ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش رفضت نشرعدد كبير من المقاطع الرئيسية من هذا التقرير المؤلف من 900 صفحة بينها 28 صفحة مفصلة عن دور السعودية ودول اخرى. وقد حذفت هذه المقاطع من الصيغة النهائية للتقرير.

واحتج السناتور بوب غراهام المرشح للانتخابات التمهيدية في الحزب الديمقراطي للرئاسة الاميركية، على حذف هذه المقاطع. وقال غراهام الذي اشرف على التحقيق «انهم يحمون حكومة اجنبية».

لكن المجلة اوضحت ان التقرير يتضمن ايضا «معلومات خطيرة» تشير الى ان احد شركاء الخاطفين المسؤولين عن الاعتداءت وهو عمر البيومي ربما كان عميلا للحكومة السعودية، حسبما ذكر التقرير. ويتحدث التقرير بالتفصيل عن العلاقات الوثيقة بين البيومي والخاطفين خالد المحضار ونواف الحازمي.

ويؤكد ان البيومي شارك في يناير (كانون الثاني) 2001 في اجتماع في القنصلية السعودية في لوس انجليس (كاليفورنيا). ومنها الى مطعم التقى فيه الرجلين ثم رافقهما الى سان دييغو (كاليفورنيا) حيث ساعدهما على استئجار شقة ودفع حتى مبلغ الايجار للشهرين الاولين.

واضافت المجلة ان «التقرير سيثير بالتأكيد تساؤلات عن الدور الذي لعبه بعض المسؤولين الرسميين السعوديين (....) ربما لتسهيل تحركات الخاطفين».

وقال جان شارل بريزار وهو احد المحامين الذين يمثلون ضحايا الاعتداءات في الدعوى المرفوعة في الولايات المتحدة ضد جهات وافراد يشتبه في مساهمتهم في تمويل تنظيم القاعدة ان التقرير «يظهر ان السعودية لعبت دور العراب المالي واللوجستي للارهابيين في كل مرحلة من مراحل الاعداد للاعتداءات».

واضاف المحامي الذي اكد لوكالة الصحافة الفرنسية انه اطلع على بعض فقرات التقرير، ان الرياض شكلت بذلك «اساسا ضروريا ولا بد منه لنجاح الاعتداءات». وتابع بريزار ان التقرير «يتحدث خصوصا عن المساعدة التي قدمها دبلوماسيون سعوديون في سفارة بلادهم في واشنطن لتسهيل دخول عدد من الانتحاريين في اعتداءات سبتمبر الى الولايات المتحدة والاقامة فيها».

وكان السناتور الجمهوري روبرت شيلبي قد قال لشبكة «سي ان ان» في 13 يوليو بشأن قرب نشر التقرير ان «هناك الكثير من الشخصيات الكبيرة في السعودية ساعدت على مر السنين اسامة بن لادن وشبكته». واضاف «لقد فعلوا ذلك عن طريق منظمات للعمل الخيري او بشكل مباشر. سيكون التقرير مربكا للكثير منهم».

وقالت المجلة ان تقرير لجنة التحقيق يتضمن انتقادات حادة لسلسلة من حالات فشل مكتب المباحث الفيدرالية (اف بي آي) ووكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) اللتين فوتتا فرص عدة لاحباط الاعتداءات.

وانتقد التقرير وكالة الاستخبارات المركزية لانها لم تبلغ اجهزة الاستخبارات الاخرى خصوصا بالمعلومات البالغة الاهمية حول اجتماع تنظيم القاعدة في ماليزيا الذي شارك فيه المحضار والحازمي.