سعود الفيصل لا يستبعد إرسال قوات عربية للعراق إذا صدر قرار من مجلس الأمن

مباحثات سعودية ـ مصرية حول مخاطر تدهور الأوضاع في العراق والتحرك العربي لبحث قضايا الأمة

TT

تلقى الرئيس المصري حسني مبارك امس رسالة من ولي العهد السعودي الامير عبد الله بن عبد العزيز، حملها وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل خلال لقائهما امس الذي شهده وزير الخارجية احمد ماهر وسفير السعودية بالقاهرة ابراهيم السيد البراهيم.

وقال الفيصل عقب مباحثاته مع الرئيس المصري للصحافيين: «شملت المحادثات الوضع في العراق، والمخاطر التي ربما تنجم عن تدهور الاوضاع هناك، واملنا ان يكون هناك تحرك عربي للنظر في هذه المسائل التي يواجهها العالم العربي.. وهذا ما سنسعى اليه معا». ولم يستبعد الفيصل استعداد الدول العربية لارسال قوات الى العراق في ظل قرار لمجلس الامن، قائلا: «نسعى الآن الى ان يكون هناك تحرك عربي لبحث هذه الامور والوقوف عند الواجبات التي يجب على الامة العربية القيام بها في هذا الاطار».

واضاف: «ما استطيع قوله ان قيام الامم المتحدة بالدور الاساسي في الجانب الامني، يسمح بالمشاركة لدول كثيرة في هذا الجانب المهم». الا انه استدرك موضحا: «دعونا لا نستبق الاحداث فنحن ندرس الوضع بعمق على ان يرتكز على مصلحة العراق».

واضاف: «العراق يهم الامة العربية بكاملها، وهناك ضرورة لان يكون هناك موقف عربي، وهذا ما ناقشناه بعمق، وكذلك كافة التطورات الاخيرة التي تضمنت انشاء المجلس الانتقالي وما يعنيه ذلك والحرص على استقلال وسيادة العراق». وردا على سؤال حول دور الجامعة العربية، قال: «الجامعة هي بيت العرب». وابدى الوزير السعودي تفاؤلا حيال مجلس الحكم الانتقالي العراقي خصوصا ان «الامم المتحدة بدأت تأخذ دورا اساسيا ومحوريا، ونحن مستبشرون من هذه الزاوية، ومتفائلون ان يتمكن المجلس من اختيار حكومة شرعية».

وأكد الفيصل ان المحادثات شملت ايضا «الوضع الفلسطيني والمرحلة التي يمر بها» موضحا ان قرار الكنيست اعتبار الضفة الغربية وغزة أراضي غير محتلة «قرار سخيف يأتي فى وقت اسخف».

وحول احتمال وجود تحرك ثلاثي بين مصر والسعودية وسورية، قال: «التحرك بين الدول الثلاث لم ينقطع سواء هاتفيا او بواسطة المبعوثين، والدول الثلاث تشعر بمسؤولية خاصة تجاه قضايا الامة العربية». وحول ما اذا كانت الدول العربية على استعداد للمشاركة في قوة حفظ سلام دولية في العراق في حالة صدور قرار من مجلس الامن الدولي بذلك قال: «لا أستطيع التحدث باسم الدول العربية، ولكننا نسعى الآن الى ان يكون هناك تحرك عربي لبحث هذه الامور، والوقوف عند الواجبات التي يجب على الامة العربية ان تبذلها في هذا الاطار».

وردا على سؤال حول ما اذا كانت السعودية ستتعامل مع المجلس الانتقالي الجديد في العراق، قال: «صدر بيان في هذا الشأن من مجلس الوزراء السعودي، ورأينا انه من الايجابيات ان يأتي بناء على قرارات مجلس الامن الدولي، وهذا يعني ان الامم المتحدة بدأت تأخذ دورا اساسيا ومحوريا». ووصف المجلس العراقي بأنه «خطوة مهمة في الطريق اذا ما استخدم بشكل مناسب تأكيدا على وحده العراق».

وبدوره قال ماهر للصحافيين ان رسالة الاميرعبد الله «تتعلق بالاوضاع العربية والتحرك لمواجهة التحديات التي تواجهها الامة العربية، وتأتي في اطار التشاور بين البلدين انطلاقا من ان هذا التشاور طبيعي ينتهي دائما بموقف موحد بالنسبة لكل الامور، وأسلوب التحرك وتحقيق اهداف ومصالح الامة العربية». ووصف ماهر اللقاء بأنه كان «عميقا ووديا، وتناول كل الاوضاع الحالية، وشهد توافقا في الآراء ازاء جملة القضايا والمشاكل التي تم بحثها والتحرك المستقبلي لتفعيل العمل العربي».

وفي وقت لاحق قال الفيصل عقب لقائه بالامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى انه طلب خلال محادثاته مع الرئيس مبارك وموسى «بضرورة عقد اجتماع وزاري قريب للجنة المتابعة والتحرك، لبحث خريطة الطريق والاوضاع في العراق». واضاف: «يمكن للسعودية ان تفكر في ارسال قوات الى العراق في حال دعت حكومة شرعية تمثل الشعب العراقي الى ذلك». واعرب ايضا عن استعداد بلاده «لتقديم الدعم المالي للشرطة الفلسطينية وليس غير ذلك».

من جهته، قال موسى: «حان الوقت لعقد اجتماع وزاري عربي لمناقشة مستقبل الوضع في العراق والقضية الفلسطينية، وهناك اتصالات تجري حاليا هدفها الاعداد للاجتماع الذي سيتحدد موعده في ما بعد، وما اذا سيكون على مستوى اللجنة العربية ام لا».

وكشف النقاب عن اتصالات تجريها الجامعة مع «قيادات عراقية ستشارك في جلسة مجلس الامن» اليوم لمناقشة تقرير ممثل الامين العام للامم المتحدة، مشيرا الى ان «هذه القيادات» التي لم يذكرها بالاسم «ستعقد اجتماعا في نيويورك مع المجموعة العربية في الامم المتحدة».

واضاف موسى ردا على سؤال حول دعوة بعض القوى العراقية الى الانسحاب من الجامعة: «العراق جزء لا يتجزأ من النسيج العربي». ودعا الى «عدم الدخول في مهاترات مع هذه القوى».

وأقر موسى الى وجود «تقصير عربي في التعامل مع الاكراد»، الا انه عزا ذلك الى «اسباب لا نريد الخوض فيها».

وكان الفيصل قد اشار الى ان محادثاته مع موسى شملت «اصلاح العمل العربي المشترك، وان اصلاح البيت العربي مسؤولية الجميع، فضلا عن ان ولي عهد السعودية الأمير عبد الله بن عبد العزيز قدم مبادرة في هذا الصدد». واضاف: «مصر ايضا قدمت مبادرة مؤخرا لاصلاح الجامعة، والسعودية تدعم المبادرة المصرية»، التي وصفها بأنها «اساس لجميع المبادرات الاخرى».