محكمة ألمانية تسمح بتسليم الشيخ المؤيد إلى أميركا

TT

حسمت محكمة ولاية هيسن العليا أمرها بعد ستة اشهر من اعتقال اليمنيين الشيخ محمد علي حسن المؤيد وسكرتيره سعيد محمد محسن وقررت تسليمهما إلى الولايات المتحدة. وكانت محكمة هيسن قد تلقت في يناير (كانون الثاني) 2003 طلبا آخر من اليمن بتسليم المؤيد وزميله، وذكرت حينها انها ستحتاج إلى اسبوعين أو ثلاثة للنظر في أحد الطلبين.

وقررت محكمة هيسن من مقرها في فرانكفورت يوم أمس تسليم الشيخ المؤيد وسكرتيره محسن إلى الولايات المتحدة التي تلاحقهما بتهمة الإرهاب وتقديم الدعم المادي لمنظمة القاعدة السرية التي يقودها اسامة بن لادن. وشككت السلطات اليمنية حينذاك بالتهمة وطالبت بتسليم المؤيد بغرض التحقيق معه في اليمن.

وحسب مصادر محكمة فرانكفورت فقد كانت السلطات القضائية الألمانية تخشى تسليم المؤيد إلى الولايات المتحدة بسبب قانون الإعدام المعمول به هناك. ويربط بعض المراقبين السياسيين بين قرار تسليم المؤيد إلى واشنطن وبين رحلة وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر إلى واشنطن ولقائه بنائب الرئيس ديك تشيني ووزير الخارجية كولن باول ومستشارة الرئيس لشؤون الامن القومي كوندوليزا رايس. وكان فيشر قد خصص هذه الرحلة لرأب الصدع في العلاقات الثنائية بين البلدين بسبب الحرب ضد العراق.

ونفى حزب الاصلاح اليمني تهمة الإرهاب عن الشيخ المؤيد الذي ينتمي إليه. ونظم الحزب مظاهرة احتجاجية ضد اعتقال المؤيد وسكرتيره بعدن، وذكر في نشرة «يمن تايمز» الالكترونية أن اعتقال المؤيد في ألمانيا جاء بطلب من السلطات الأميركية.

وأدى اعتقال المؤيد إلى ردود فعل كبيرة في ألمانيا خشية التعرض إلى عمليات إرهابية انتقامية. فحذرت وزارة الخارجية الألمانية السياح الألمان على صفحتها الالكترونية من زيارة اليمن. وصدر التحذير في أعقاب اعتقال المؤيد في فندق الشيراتون في مطار فرانكفورت مطلع هذا العام بتهمة النشاط في منظمة «القاعدة» السرية.

واعتبرت دائرة الجنايات الألمانية اعتقال الشيخ محمد علي حسن المؤيد وسكرتيره سعيد محمد محسن مؤشرا على تزايد خطر تعرض ألمانيا والألمان إلى عمليات إرهابية انتقامية. وحذرت الدائرة من تعرض السياح الألمان في اليمن واندونيسيا وكينيا وزنجبار وتونس على وجه الخصوص لأعمال إرهابية بالنظر لضعف إجراءات مواجهة الإرهاب في هذه البلدان.

كما حذر معهد روبرت كوخ الاتحادي من احتمال تعرض الألمان إلى هجوم بسم الرايسين الذي صادرت السلطات البريطانية شيئا منه بحوزة أفريقيين شماليين في لندن في الاسبوع الماضي. ونوه المعهد إلى عدم وجود مادة مضادة لسم رايسين في مختبرات ألمانيا.