وولفويتز بعد لقائه بارزاني: زمن صدام انتهى

نائب وزير الدفاع الأميركي يقترح على الحكومة العراقية المقبلة توقيع اتفاق دفاع مشترك

TT

قال بول وولفويتز نائب وزير الدفاع الاميركي ان عملية تحرير العراق انقذت الشعب العراقي من نظام استبدادي جعل العراق وطنا للمقابر الجماعية، وأكد ان «زمن (الرئيس السابق) صدام حسين انتهى، ونعمل الآن من اجل البناء وتسخير طاقاتنا لارساء أسس الديمقراطية».

وقال وولفويتز في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» خلال زيارته امس الى مدينة اربيل «ان عملية تحرير العراق لم تنته بعد، لأننا نعمل مع العراقيين من أجل البناء ونضمن لهم حياة أفضل». ووصف الحالة الجديدة في كردستان بأنها نموذج حي لإرساء الديمقراطية، وقال انها تتطلب دعما كبيرا، لكي نعمم هذه التجربة بصورة فاعلة.

ودافع وولفويتز عن الحاجة الى ارساء العلاقات المستقبلية بين العراق والولايات المتحدة على اسس الثقة والتعاون، واقترح ان يجري ارساء هذه الأسس من خلال اتفاق دفاع مشترك.

واعلن وولفويتز ان تشكيل الجيش العراقي الجديد سيبدأ خلال أسابيع، وان قوات البيشمركة الكردية ستنخرط فيه. وقال ان توفير مستلزمات بناء هذا الجيش وتطويره وفق مناهج وتدريبات حديثة سيضمن أفضل حماية لأمن العراق وحدوده.

والتقى وولفويتز مسعود بارزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني وبحث معه مستجدات الوضع في العراق وسبل السيطرة على حالات الفوضى التي تعيشها بعض المدن العراقية جراء اعمال القتل والانفجارات اليومية.

وقال فاضل ميراني المتحدث باسم الحزب الديمقراطي الكردستاني ان المباحثات تناولت أيضا «مستقبل الحكم في العراق وتجربة الحكم الذاتي للاكراد» في كردستان خلال السنوات الاثنتي عشرة الماضية. واشار الى ان الجانبين «تفهما اهمية توقيع الحكومة العراقية المقبلة اتفاق دفاع مشترك مع الولايات المتحدة لضمان استقرار العراق على المدى البعيد والمحافظة على سيادته ووحدة اراضيه»، مشيرا الى ان الاتفاق سيكون «على غرار الاتفاقات الاميركية مع اليابان والمانيا والكويت وقطر وغيرها».

وشارك في الاجتماع الذي عقد في مدينة صلاح الدين، المسؤولان برهم صالح وعدنان مفتي من الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه جلال طالباني الموجود خارج البلاد.

وقال مفتي «سعدنا بتأييد المسؤول الاميركي لإحلال الفيدرالية في العراق»، مشيرا الى ان وولفويتز ابدى «اهتماما بتجربة الادارة الذاتية والتعددية في منطقة كردستان وامكان ان يلعب الاكراد دورا قياديا في احلال الديمقراطية والتعددية الحزبية في مختلف انحاء العراق».

وقام وولفويتز في ظل حراسة مسلحة بزيارة مدينة الموصل، وقال في مؤتمر صحافي ان الاطاحة بصدام حسين ستفيد المنطقة بأكملها. وحذر من التدخل في شؤون العراق ولكنه رحب بأي مساعدات خارجية. وأضاف «اعتقد ان كل الاجانب يجب ان يكفوا عن التدخل في الشؤون الداخلية للعراق». وقال «من يريد الحضور والمساعدة فعلى الرحب والسعة. أما من يريد الحضور للتدخل والتدمير فلن يكون محل ترحيب». واضاف «اعتقد ان نجاحنا سيكون له أثر إيجابي ليس على العراق فحسب وانما على المنطقة بأسرها. البعض خائف من ذلك الأثر ويستهدفنا».

وكانت واشنطن حضت مرارا دولا مجاورة للعراق وخاصة ايران وسورية على ان تبتعد عن الشؤون الداخلية للعراق.