عضو مجلس الحكم العراقي: نريد جيشا غير مسيس وحكومة من التكنوقراط

غازي الياور الجرباء لـ«الشرق الأوسط»: لا نعرف من يقوم بالهجمات ضد الأميركيين ولو عرفناهم لحاورناهم

TT

اعلن عضو مجلس الحكم الانتقالي في العراق غازي الياور الجرباء ان المجلس شكل لجنة من اعضائه القانونيين الذين لهم خبرة سابقة في الهياكل التنظيمية لاعداد مسودة نظام داخلي تحدد شكل رئاسته.

وقال الجرباء في حديث لـ«الشرق الأوسط» ان بين المقترحات المطروحة في ما يتعلق برئاسة المجلس ان يتم اختيار رئيس ونائبين له بالاقتراع او ان تشكل هيئة رئاسية من ثلاثة اشخاص او ان تكون الرئاسة دورية، واضاف ان البحث ما زال متواصلا في هذه الخيارات.

وقال المسؤول العراقي، 45 عاما، وهو رجل اعمال عاش سنواته الخمس عشرة الاخيرة في السعودية وعاد مؤخرا الى بلاده، انه لم يتحدد بعد موعد لطرح مسودة دستور عراقي دائم يقام استنادا اليها مجلس دستوري «يتم اختيار اعضائه بعناية من مختلف شرائح المجتمع العراقي لاعداد مسودة الدستور». وعندها سوف تطرح هذه المسودة على استفتاء عام، وعندما ينال ثقة الشعب فانه سيتم فورا الاعلان عن اجراء انتخابات حرة لاختيار مجلس النواب. وفي هذه الحالة يكون مجلس الحكم الانتقالي قد أنهى خدماته ويحل نفسه بنفسه لكي يفسح المجال امام ممثلي الشعب للبدء بتأسيس واستمرارية الحكم الديمقراطي في العراق، وحتى يتم هذا نحن نتمنى ان يتم في اقرب وقتاً وهو يتطلب وقت لانه دستور دائم ذو مصداقية ووضوح، لانه كانت هناك دساتير عديدة في العراق كانت تلغى بجرة حكم وتضاف قوانين جديدة.

ونفى الجرباء انباء ترددت في وسائل اعلام عربية زعمت ان مسودة الدستور العراقي عهدت الى يهودي عراقي، وقال: «لا صحة لذلك اطلاقا ولم يتم تداوله اضافة الى انه لا يمكن في العالم كله ان يقوم شخص واحد باعداد دستور كامل، وعلى العموم فاذا كان اليهودي العراقي لا يشك في وطنيته وحبه لبلده فلماذا لا يساهم في صياغة الدستور؟ ليس لاحد الحق في ان يلغي دور اي عراقي في اي شيء».

واضاف «داخل المجلس الانتقالي لم نسمع بذلك ابدا ولم يتم تداوله. وحتى الآن لم يتم التداول في من يكتب مسودة الدستور ولم يتم اختيار مجلس الدستور».

وقال عضو مجلس الحكم الانتقالي ان خطوات تأسيس الجيش العراقي الجديد بدأت في المحافظات «حيث بدأ تسجيل المتطوعين، وسيقبل افراد الجيش السابق من رتبة مقدم فأقل لرغبة المجلس في اضفاء الحيوية والشباب على الجيش الذي سنرفض تسييسه مثلما كان سابقا، وستتم اقامة وحدات الجيش في المحافظات على شكل افواج مبدئيا الى حين تنظيم الامور بشكل كامل».

ورداً على سؤال عما يتردد من ان الهجمات التي تتعرض لها القوات الاميركية في العراق تأتي من السنة والسلفيين خصوصا اجاب الجرباء قائلاً: «شخصيا لا اعتقد ذلك لأن السنة يعرفون ان الاسلام دين الرحمة والسلام وهذا الكلام فيه مبالغة ورمي بالاتهامات جزافا ضد السنة والسلفيين». واضاف «نتمنى على العاملين في القنوات التلفزيونية وبالذات العربية ان يكونوا دقيقين اكثر في اختيار مراسليهم في العراق، لان المراسلين يدخلون اهواءهم وتوجهاتهم في وسائلهم بدلا من نقل ما يحدث بأمانة وحيادية، وهذا في نظري تجييش واثارة لعواطف الناس وهم ونحن في امس الحاجة الى التهدئة وتخفيف العبء النفسي على المواطن العراقي والعربي عموما».

واضاف ان «الهجمات تقوم بها فلول حزب البعث والمحبطون وآخرون لهم اهداف اخرى وابسطها اثارة الفوضى، ونحن يجب ان نكون دقيقين ونرفض توجيه التهمة بالكامل للسنة والسلفيين بأنهم وراءها».

واعلن الجرباء ان لدى مجلس الحكم الانتقالي خطة عمل كبيرة نسأل الله العون في تنفيذها وانهائها سريعا، ولعل ابرزها تعيين الوزراء، وهذا سيتم خلال الاسبوعين القادمين حيث سيتم ترشيح الوزراء ثم مراجعة اسمائهم وترشيحاتهم وبعدها سيتم تعيينهم. الامر الآخر اقرار الميزانية، وكذلك تعيين البعثات الدبلوماسية. بعد ذلك تأتي قضية اعادة اعمار العراق والنظر في الامور الاقتصادية الداخلية والخارجية للعراق ومستقبله ونحن في هذه المناسبة ندعو العراقيين الى ايصال مقترحاتهم وآرائهم الى المجلس فنحن منهم واليهم وننظر في مستقبلهم ومستقبل وطننا العزيز علينا جميعا».

وردا على سؤال عن طبيعة الوزراء الذين سيختارون لادارة مؤسسات الدولة قال المسؤول العراقي «المجلس يفضل ان يكون الوزراء غير سياسيين بل تكنوقراطا يعرفون عملهم ويعملون اكثر مما يتكلمون فالوقت وقت عمل وليس كلاما، ونحن سنختار الخبراء والاكفاء المشهود لهم بذلك».