مسؤولون فلسطينيون يرفضون تقريرا لمنظمة أطباء العالم يعتبر الهجمات الانتحارية جرائم ضد الإنسانية

TT

غزة ـ أ.ف.ب: رفض نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات امس التقرير الذي نشرته منظمة "اطباء العالم" ووصفت فيه الهجمات الفلسطينية الانتحارية بأنها "جرائم بحق الانسانية"، معتبرا ان الاحتلال الاسرائيلي هو الذي يمثل "جريمة الحرب الوحيدة".

كما اتهمت حركتا المقاومة الاسلامية حماس والجهاد الاسلامي "اطباء العالم" بالتحيز لاسرائيل.

وقال ابو ردينة "نرفض نتائج هذا التقرير فالاحتلال هو سبب كل المشاكل القائمة"، وتابع مؤكدا ان "الاحتلال هو جريمة الحرب الوحيدة".

وشدد ابو ردينة على ان "المطلوب زوال الاحتلال الاسرائيلي عن الاراضي الفلسطينية واقامة الدولة الفلسطينية لتزول الاسباب الاخرى" في اشارة الى الهجمات التي ينفذها فلسطينيون.

واضاف ابو ردينة ان "الشعب الفلسطيني يعاني من الاحتلال منذ عشرات السنين ومن حق شعبنا ان يحصل على الحرية والاستقلال والعدل وان ينسحب الاسرائيليون الى حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967".

وفي تعقيبه على تقرير منظمة اطباء العالم، قال عبد العزيز الرنتيسي، القيادي البارز في حركة حماس، "هذا التقرير المدان يعتبر تحيزا واضحا للاحتلال والعدوان الاسرائيلي لانهم يساوون بين الجزار والضحية".

واضاف ان "العدو الصهيوني اغتصب فلسطين ويذبح ابناءها ويدمر الحياة ثم يتحدثون في التقرير عن عمليات المقاومة الانتقامية لردع القتلة والمجرمين بأنها جرائم،

هذا التقرير لصالح العدو ولا استبعد ان تكون يد صهيونية وراء اعداده".

واكد الرنتيسي انه "اذا توقف الاحتلال عن استخدام قتل المدنيين وزال الاحتلال عن الارض الفلسطينية فلن تكون حاجة لمثل هذه العمليات".

من جهته، قال محمد الهندي القيادي في الجهاد ان "هذا التقرير للاسف ينطق باسم اليمين الصهيوني المتطرف ولا يرى الا بعين واحدة هي عين زعيم اليمين ارييل شارون فهم لم يروا ما يسببه الاحتلال".

واضاف "كنا دائما نعمل على تجنيب المدنيين ويلات الحرب لكن العدو الاسرائيلي كان ينسف كل شيء ويستهدف المدنيين". وحمل الهندي "اسرائيل مسؤولية سيل الدماء من الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي".

واكد الهندي ان العمليات الانتحارية "ليست سوى ردود فعل على استهداف المدنيين والتجمعات السكنية والاحياء والاسواق الفلسطينية".

وقد نددت منظمة "اطباء العالم" بالهجمات التي تنفذها المجموعات المسلحة الفلسطينية في اسرائيل واعتبرتها "جرائم ضد الانسانية"، وذلك في تقرير نشر امس حول "هجمات المجموعات المسلحة الفلسطينية ضد المدنيين الاسرائيليين" خلال الانتفاضة الثانية.

وقال التقرير ان السلطة الفلسطينية اتخذت "موقفا غامضا ازاء التاييد المعنوي لمنظمي او مرتكبي هذه الجرائم ولم تسع حقا الى نزع مشروعية الاعتداءات ولا منفذيها".

ويلي هذا التحقيق تقرير اول نشر العام الماضي بالاشتراك مع الاتحاد الدولي لحقوق الانسان ووصف "ممارسات الجيش الاسرائيلي حيال المدنيين الفلسطينيين" اثناء عملية "السور الواقي" في نابلس في ابريل (نيسان) 2002 بأنها "جريمة حرب".