موظفة حكومية تستوطن في محمية وادي القلط بأريحا برعاية الجيش الإسرائيلي

TT

كشف النقاب، امس، عن اسلوب استيطاني اسرائيلي جديد يلتهم احد اهم المعالم التاريخية في فلسطين، وهو وادي القلط قرب منطقة اريحا.

واقامت نواة المستوطنة، يهودية تعمل موظفة حكومية وفي اطار عملها تحرس هذه المنطقة من الاعتداءات الخارجية، فصدق عليها المثل «حاميها حراميها».

يذكر ان وادي القلط هو واحد من الوديان الفلسطينية المميزة. اذ تنبع مياهه من جبال القدس وتصب في البحر الميت. ورغم ان مصبه يصنف بانه من احر مناطق العالم حيث هي الاكثر انخفاضا عن مستوى البحر في العالم، فان مياهه العذبة تحافظ على برودتها. وقبل الوصول الى اريحا، عند اكثر البقع غزارة للمياه، توجد عدة اديرة وكنائس كانت قد بنيت في العهد الروماني كجزء من الجبال. وبالاضافة الى قدسيته تحول المكان الى احد معالم الآثار التي يؤمها السياح والحجاج من جميع انحاء العالم.

وكانت اسرائيل قد احتلت هذه المنطقة عام 1967. وفي الثمانينات اعلنت عنها محمية طبيعية، وحاولت طرد السكان البدو منها، لكنها فشلت. فقررت منع وصول بدو آخرين اليها، وأبقت على البدو الموجودين وعلى الرهبان وحظرت إقامة اي بناء فيها، واعلنت عنها منطقة محظورة السكن.

وحسب تقرير نشر في صحيفة «هآرتس» العبرية، امس، فان ياعيل يسرائيل، موظفة يهودية اختارت وادي القلط بالذات لتستوطن فيه وذلك كنواة استيطان مستقبلي كبير، حيث انها تخطط لتحويل المكان الى متنزه سياحي ضخم، يشتمل على العديد من المرافق المربحة.

ويتبين ان ياعيل هذه هي ابنة عضو الكنيست اوري هرئيل، من حزب الاتحاد اليميني المتطرف المشارك في الحكومة. وهي بنفسها كانت تسكن احدى المستوطنات قبل وصولها الى وادي القلط مع زوجها وطفلها. والانكى من ذلك ان سلطة حماية الطبيعة، التي كان من المفروض ان تمنع المزيد من المواطنين من السكن في المنطقة، وتقوم بطرد هذه المستوطنة وتقدمها الى المحاكمة، قامت بتعيينها مراقبة من طرفها على المنطقة. واستغلت يسرائيل هذا التعيين الى اقصى حد، اذ سيطرت على بناء قديم في المكان واضافت عليه بناء لمسكنها الشخصي وعائلتها. وبدأت تمهد الارض في المكان تمهيدا لإقامة ابنية اخرى لخدمة مستوطنين آخرين. وقامت بتسييج الارض، ومدت خطوط مياه ومجار.

والمدهش في الامر ان قوات الاحتلال في المكان تعاونت معها، مع علمها الوثيق بأنها تخرق القانون، فقد وضع الجيش مبنى مؤقتا لفرقة من العسكريين الذين يقومون بحمايتها ودعم مخططها الاستيطاني.

وتسرب هذا الموضوع الى الاعلام بعد ان حاول مدير عام سلطة حماية الطبيعة وقف هذا النشاط الاستيطاني، لكنه اصطدم برفض ياعيل يسرائيل الشديد.