أنقرة تستقبل ميرو رغم التحذيرات الأميركية في أول زيارة لرئيس حكومة سوري منذ 1986

TT

يزور رئيس الوزراء السوري مصطفى ميرو تركيا الاسبوع المقبل لاجراء محادثات تهدف الى تعزيز التعاون بين البلدين وسط تحذيرات من واشنطن بان على انقرة الالتزام بالخط الاميركي في علاقاتها مع جارتها الجنوبية.

وأعلنت وزارة الخارجية التركية في بيان لها ان انقرة «تولي اهمية كبيرة» لزيارة ميرو يومي الثلاثاء والاربعاء المقبلين، وهي اول زيارة يقوم بها رئيس وزراء سوري لتركيا منذ عام 1986.

وكانت مديرة الاعلام في وزارة الخارجية السورية، بثينة شعبان، قد نوهت بالعلاقات السورية ـ التركية وأكدت، في مؤتمر صحافي عقدته في 22 الحالي، ان هذه العلاقات «جيدة» وتتطور باستمرار.

واستنادا الى المصادر التركية، سوف تركز محادثات ميرو مع المسؤولين الاتراك على تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية بين البدين وتقويم التطورات الاقليمية.

وكانت العلاقات بين تركيا وكل من سورية وايران، التي كانت تتسم بالتوتر، قد قد شهدت تحسنا عقب الحرب التي قادتها الولايات المتحدة على العراق. وتخشى الدول الثلاث من أن تؤدي اية خطوة قد يقوم بها الاكراد نحو اقامة حكم ذاتي في شمال العراق الى اندلاع التوتر بين الاقليات الكردية في تلك البلدان.

الا ان الولايات المتحدة حذرت تركيا حلفيتها في حلف شمال الاطلسي، من ان التعاون مع سورية وايران اللتين تتهمهما واشنطن بايواء ارهابيين وامتلاك اسلحة دمار شامل، يجب ان تكون محدودة. وذكر نائب وزير الدفاع الاميركي بول وولفويتز في مقابلة مع التلفزيون التركي في مايو(ايار) الماضي: «اعتقد ان اي شيء تفعله تركيا مع سورية او ايران يجب ان يتوافق مع سياستنا العامة بجعل تلك الدول تغير من تصرفاتها السيئة».

ويزور وزير الخارجية التركي عبد الله غول واشنطن حاليا في محاولة لتحسين العلاقات التركية ـ الاميركية التي شهدت تدهورا في اعقاب امتناع انقرة عن مساندة الولايات المتحدة في الحرب على العراق والتوتر بين البلدين بسبب المنطقة التي يسيطر عليها الاكراد في شمال العراق.

وكانت تركيا قد اتهمت سورية في السابق بدعم «الارهابيين»، في اشارة الى المتمردين الاكراد. وخفت حدة التوترفي اكتوبر (تشرين الاول) 1998 عندما غادر زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله اوجالان سورية التي كانت ملجأ له لمدة طويلة، وتعهدت دمشق بالتوقف عن ايواء المتمردين مما ادى الى تحسن العلاقات بين البلدين بشكل كبير.