عراقيون لا يصدقون صور جثتي عدي وقصي ويطالبون بتعليقهما حتى يتأكدوا من مقتلهما

TT

بغداد ـ رويترز: قال مواطنون عراقيون امس انهم غير مقتنعين بالصور التي نشرت لجثتي نجلي الرئيس العراقي السابق صدام حسين عدي وقصي، وطالبوا بأن تطوف الجثتان في الشوارع للتأكد من مقتل الاخوين المرهوبين في العراق. وقد بثت الصور المروعة لجثتي الاخوين عبر شاشات التلفزيون العراقي والقنوات الفضائية الدولية ولكن كثيرا من العراقيين لم يتمكنوا من مشاهدتها بسبب مشكلة انقطاع التيار الكهربائي في انحاء البلاد.

ولا يبدو ان ذلك كان مهماً لان العراقيين قالوا ان الصور وحدها ليست كافية لاثبات ان عدي وقصي قد ماتا. ويقول رجل الاعمال خليل علي «الموت ليس كافيا. يجب ان يعلقا على اعمدة بأحد ميادين بغداد حتى يتمكن كل العراقيين من رؤيتهما. كانا يجب ان يموتا بان تأكلهما الناس احياء.. الصور لا تعني شيئا». وقد اظهرت الصور التي عرضتها وزارة الدفاع الاميركية جثتي عدي وقصي وهما ممددتان على اكياس بلاستيكية ولكل منهما لحية كثة. وكان رأس عدي حليقا وقد اصابه جرح بتر اجزاء من انفه وشفته العليا. كما ظهرت عينا قصي مغلقتين وفمه مفتوحا. لكن العراقيين ظلوا مع ذلك متشككين في ان يكون عدي المعروف بالقسوة والاغتصاب وقصي المعروف عنه القتل بدم بارد، قد ذهبا للأبد بعد ان بثا الرعب في البلاد سنوات طويلة.

وفي احد شوارع بغداد المزدحمة ندد شرطي بعدي وقصي بعد قليل من اطلاقه النار وزميل له في الهواء لإلقاء القبض على لص. وراح عندما سئل عن الصور التي بثت يكيل لهما الشتائم لكن زميلا له طلب منه ألا يتفوه بالكثير فانطلقا مسرعين. وبالنسبة للعراقيين الذين انتظروا طوال اليوم لرؤية الصور على شاشة التلفزيون فقد اصابهم الاحباط من جراء انقطاع التيار الكهربائي مرة اخرى. وقال نبيل احمد، 33 عاما، مالك قاعة لاقامة الافراح «كنا نريد مشاهدة الصور ثم نشرع في ترتيب حفلات الزفاف.. ماذا يمكن ان نفعل؟». وبعض العراقيين استبعدوا صحة الصور بوصفها خدعة اميركية ليثبتوا انهم يسيطرون على الوضع بالعراق حيث قتل 44 جنديا اميركيا في هجمات للمقاومة منذ اعلان انتهاء عمليات القتال الرئيسية في العراق في الاول من مايو (ايار). وقالت ساجدة عبد الرحيم «كل هذا خدعة. الاميركيون يقومون بمجرد ألعاب.. والى جانب ذلك لِمَ لا تكون تلك صفقة كبيرة. ألا تعتقدون ان الاميركيين والبريطانيين يرتكبون فظائع».

وفيما ينظر المسؤولون العسكريون الاميركيون الى الصور بوصفها دليلا لا جدال فيه على مقتل عدي وقصي، يقول العراقيون انهم بحاجة الى اكثر من ذلك. ولم يتصور العراقيون قط ان سنوات الرعب الطويلة سوف تنتهي للأبد ولذلك لم تكن مفاجأة انهم لن يهدأوا بالا حتى يحصلوا على المزيد من الادلة. ويقول محمد، مهندس عراقي، «سوف نصدق انهما ماتا عندما توضع الجثتان على سيارات تجوب بهما الشوارع حتى يكون بوسع كل شخص ان يراهما». ويضيف ان هؤلاء الناس ظلوا ينشرون الرعب والقتل لسنوات طويلة، وان العراقيين اصبحوا يعتقدون انه لا يمكن لأي شيء ان يوقفهم حتى الموت لا يمكنه الاقتراب منهم.